قالوا: هي سورة "الشرح"، وقالوا: سورة "الانشراح"، وقالوا: "ألمْ نشرح.."، أمّا أنا فيطيب لي أن أقول إنها سورة "إنّ مع العُسر يُسرًا"، وليس تعديلا أو تبديلا في كتاب الله تعالى، إنما هي بشرى يفهمها كل شخص كما يشاء، مثل الدعاء تماما، فكل منا يدعي الله سبحانه باسم من أسمائه الحسنى، وهو لا يلغي كلمه الله العلي القدير. فبالقراءة المتأنية في كل آيات السورة الكريمةِ، سنجد كيف أنها متمحورة جميعها حول ذلك المعنى "إنّ مع العُسر يُسرًا"! وتروح الآيات تترى تقدم لنا الدليل بعد الدليل، فإذا ما اقتنعنا واستقر في وجداننا المعنى (الدليل) فإننا نكون قد تأهلنا وتهيئنا لاستقبال التكليف المترتب على معنى "إنّ مع العُسر يُسرا". "إنّ مع العُسر يُسرًا".. ما الدليل؟ أؤمن أنّا لن نَتعب أو نَكِدّ وننصَب في البحث عن الدليل "فإنّ مع العسر يُسرًا"، نعم "إنّ مع العسر يسرا"!! ربنا الكريمُ المعينُ هو سبحانه الذي ألهَمَنا الفَهم، وأعاننا على البحث، وأهدى إلينا بحكمته ورحمته دون عناء تأويل.. واضحَ الدليل!! فما علينا سوى إعادة القراءة مرة، بعد أن قرأناها في كتب الأقدمين مرارًا، باحثين عن معنى جديد، وسرّ آخر عميق في تكرار الآية "إن مع العسر يسرًا"!! لنكتشف أنه سبحانه قد أهدانا الدليل، كلمة كلمة، وآيةً آية، وما علينا سوى الوعي والتأمُّل وحسن القراءة. فجاءت كلمات الله تبارك وتعالي، إلى الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوي، القرآن يصلح لأي زمان ومكان، يصلح لكل عباد الله، فالله يخاطب به كل إنسان على حدة، هذه السورة موجهة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لكن الله يخاطب بها كل البشر، "فإن مع العُسر يُسرًا" كان في سابقٍ، و"إنَّ مع العُسر يُسرًا" يكون في لاحق، يا كل إنسان، "إنّ مع العُسر يُسرا" في ماضيك وحاضرك، وفي مستقبل كل فرد في أمتك من بعدك، فانفُض عنك كلَّ همٍّ وكَدَر، واقْوَ على كل صعبٍ وحَزَن. فكلما فَرغتَ من عمل جعل الله لك معه يُسرًا.. أقدِم على عملٍ آخرَ من بعده وخُذ بالأسباب وابذُل فيه الجهد، وأقبِل عليه برغبة وإرادة واعقِد العزم وتوكّل على الله، فيا أيها الإنسان المؤمن برسالة محمد، "إنّ مع العُسر يُسرا" هيا واعمل بها.