مجلس كنائس الأسقفية يقر « الحوار الإسلامى- المسيحى» 90% ممن حصلوا على قروض المشروعات الصغيرة من كنيستنا مسلمون تحسين صورة الإسلام في الغرب يبدأ من الداخل مع انتهاء جولة جديدة من الحوار الإسلامي- المسيحي بين الأزهر والكنيسة الإنجليكانية الذي يقام سنوياً في الفترة من 19 وحتي 21 نوفمبر, التقت «فيتو» الدكتور منير حنا مطران الطائفة الأسقفية الإنجليكانية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الأفريقي والمطران الرئيس لإقليم القدس والشرق الأوسط, الذي حدثنا عن الحوار - المسيحي والإسلامي- مع الغرب عبر الكنيسة الإنجليكانية وهذا نص ما دار معه من حوار . ما آخر الإجراءات التي قمتم بها لتفعيل صيغة قانون تجريم ازدراء الأديان الذي طلبتم من الأممالمتحدة إصداره؟ - أنا كمسيحي عربي أعيش في الشرق الأوسط قمت بتجميع كل أساقفة المنطقة وكتبنا للأمم المتحدة ننادي بقانون يجرم ازدراء الأديان, وفضلنا بدلاً من أن نتكلم في وسائل الإعلام أن نقوم بخطوة عملية في هذا الإطار, وتشاورت مع الأساقفة وكلهم وافقوني، وهؤلاء الأساقفة ليسوا عربا فقط بل إن هناك الكنديين والإنجليز، وقمنا بكتابة خطاب مشترك وأرسلته لأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، ولم يتوقف الأمر علي ذلك فقد أجريت اتصالا هاتفيا برئيس آساقفة «كانتربرى» بإنجلترا والذي يعد الرئيس الروحي للكنيسة الإنجليكانية في العالم واتفق تماماً مع هذا الخطاب, وقال لنا إنه سيتحدث مباشرة مع بان كي مون, وبالطبع خروج قانون يجرم ازدراء الأديان من الأممالمتحدة يحتاج وقتا لكن صدي هذا الخطاب في أوروبا والشرق الأوسط كان جيدا, رغم أنني هوجمت في أمريكا لأنهم ربطوا خطابي بعدم ازدراء الأديان بتقييد حرية التعبير مع انني طلبت بأن تتضمن المادة التي تسمح بحرية التعبير فقرة مكملة تتحدث عن المسئولية بعدم التعرض للرموز الدينية وألا يسيء إساءة متعمدة لأتباع الديانات, فمن الممكن لأي إنسان أن يقول رأيه مادام أنه لا يثير مشاعر الآخرين من أتباع الديانات الأخري, خاصة أن إهانة الآخر امر نهي عنه المسيح . تم اختياركم من قبل الأزهر لتحسين صورة الإسلام لدي الغرب فماذا عن الحوار«الإسلامي- المسيحي» مع الغرب؟ - بدأنا الحوار منذ فترة ونجتمع عاما في مصر وعاما في أوروبا حتي الآن, ولم ينقطع الحوار بين الكنيسة الإنجليكانية والأزهر، بل يعتبر من أقوي الحوارات في العالم, و نعقد جلسات حوارنا السنوية أيام 19و20 و21 نوفمبر، وتأتي وفود علي مستوي الكنيسة الأسقفية في العالم من جنوب شرق آسيا وإنجلترا وأمريكا ليكونوا وفد الكنيسة الإنجليكانية التي تتحاور مع الأزهر. ماذا عن الإسلامو فوبيا في الغرب ؟ لاشك أن هناك إسلاموفوبيا لدي الغرب، وهناك أسباب لها، وهي التصرفات الغوغائية التي يقوم بها أناس لا ينتمون للإسلام، وللأسف الشديد في كل مرة تتم فيها عملية إرهابية يقرن القائمون عليها اسم الإسلام مع العملية، والغرب يري هذه الأمور فيربط بين العنف والإسلام, ونحن كمسيحيين عرب نعرف أن المسلمين محبون للسلام ومسالمون ويحبون المسيحيين ويودونهم وهناك مظاهر تحدث بين المسلمين والمسيحيين هنا لا يعلم بها الغرب, ولا يعرفون إلا العنف عن الإسلام , ونحن نؤمن أن هناك مسئولية علي المسيحيين العرب تتمثل في قول الحق فإذا كان هناك 1% متطرفون فهناك 99% محبون للسلام. هل تقلصت الفجوة بين المسلمين والمسيحيين من خلال الحوار؟ مازالت الفجوة موجودة, وأري أن علاج «الإسلاموفوبيا» ليس بالكلام مع الغرب بقدر ماهو تحسين الوضع بالداخل, وليس بإرسالنا لعلماء من الدين الإسلامي ليتحدثوا مع الناس في أوروبا, لكن بإقرار العالم الإسلامي نظاما ديمقراطيا يرعي حقوق الأقليات, وقد قلت ذلك في حوارات المائدة المستديرة بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية, فتحسين صورة الإسلام في الغرب يبدأ من الداخل. ما أهم المشروعات التي تقوم بها الكنيسة الإنجليكانية في المرحلة المقبلة لدعم المسلمين والمسيحيين علي أرض مصر؟ لدينا مشروع جيد قمنا به منذ عدة أشهر، وهو مركز ثقافي للشباب المسلمين والمسيحيين في كنيستنا بالإسكندرية، مبني علي العمل الثقافي الفني المشترك ولا يتحدث في الدين، بل تنظيم دورات تدريبية علي التصوير وتنمية المواهب الفنية, ونضع حالياً سلسلة برامج لعلاج الإدمان بالإضافة لمشروعاتنا الصحية والتعليمية لتنمية المجتمع, ومن أهم المشروعات التي أعتز بها ونمت بعد الثورة هي تنمية المشروعات الصغيرة, ولدينا 90% ممن يحصلون علي قروض المشروعات الصغيرة من المسلمين, وحصلنا علي تقدير من هيئة تعليم الكبار في محو الأمية. من هم أصدقائك من المسلمين؟ - تربطني علاقة عائلية بالشيخ فوزي الزفزاف وكيل الأزهر السابق، وأحب هذا الرجل ونحن أصدقاء منذ الطفولة، ومن أصدقائي الدكتور علي السمان، والدكتور علي جمعة ومستشار شيخ الأزهر الدكتور محمود العزب, بالإضافة لأصدقائي الذين تربيت وسطهم وجيراني من المسلمين وكانوا أخوة لي، وكنا نأكل ونلعب معاً وقد ولدت في شبين الكوم وعندما جئت للقاهرة– لدراسة الطب -كان أصدقائي من المسلمين يرعون أمي كوالدتهم بالضبط.