عصام الأمير: رفضت الاستمرار مع «عبدالمقصود» احتراماً للمهنة أمنية مكرم: التليفزيون «ملاكي» للإسلاميين..والوزير يختار الضيوف هالة فهمى: فعلت ما أملاه علىّ ضميرى تحول مبنى التليفزيون المصري، الكائن بكورنيش النيل، إلى قنبلة قابلة للانفجار، نتيجة ثورة الغضب التي اجتاحت جموع العاملين، ممن عبروا عن أنفسهم مؤخراً، رفضاً لسياسات وزير الإعلام "الإخواني"، صلاح عبدالمقصود، ورغبةً في تحرير ماسبيرو من قبضة "الجماعة". فعلى مدار الأشهر الخمسة الماضية، لم تكن الأمور على مايرام داخل التليفزيون، حيث محاولات الشد والجذب، والصراعات الداخلية لفرض سياسة الأمر الواقع – أخونة التلفزيون – واستمرار تعبير تليفزيون الدولة عن النظام الحاكم، بدلاً من الشعب صاحب الشرعية . قبل أيام، أعلن عدد من أحرار ماسبيرو، في مقدمتهم رئيس قطاع التليفزيون, عصام الأمير، ورئيس قطاع القنوات المتخصصة، على عبد الرحمن، استقالتهم رفضاً لتغطية التليفزيون لأحداث قصر الاتحادية، والسير على خطى وزير الإعلام الأسبق، أنس الفقي. كما تعرضت الإعلامية بثينة كامل للإيقاف عن العمل مؤقتا لمجرد أنها عبرت عن رأيها فى رفض سياسات الوزير الإخوانى. مصادر مقربة من رئيس قطاع الأخبار، إبراهيم الصياد، كشفت ل "فيتو" أنه يفكر جدياً فى تقديم استقالته، ليلحق بالثنائي السابق، احتجاجاً على طريقة تعامل الوزير مع القيادات، وفرض إملاءات مهنية عليهم، وتعمده إظهار التليفزيون كأنه أداة فى يد الحاكم، وهو ما يرفضه أبناء ماسبيرو، وأضافت المصادر، أن "الصياد" ومجموعة كبيرة من العاملين بماسبيرو، يعتزمون إعلان استقالة جماعية، وتوضيح كل الأمور أمام الرأي العام، وكشف الحقائق للشعب المصري، أملاً في إنقاذ التليفزيون، والحفاظ على واحدة من أهم مؤسسات الدولة وأشارت المصادر، إلى أن المذيعين والمخرجين، فضلاً عن أطقم الإعداد، عبروا عن استيائهم من سياسة التليفزيون، ومحاولة طمس الهوية الإعلامية – بحسب تعبيرهم – وعقاب كل من يخرج عن النص، من وجهة نظر الوزير الإخواني، صلاح عبدالمقصود، حيث نظم العاملون أكثر من مسيرة إلى قصر الاتحادية، خلال الفترة الماضية، فضلاً عن عشرات الشكاوى لرئيس الجمهورية، احتجاجاً على أداء "عبدالمقصود"، لكن باءت كل المحاولات بالفشل. رئيس قطاع التليفزيون – المستقيل - عصام الأمير، أعرب فى تصريحات خاصة ل "فيتو" عن ارتياحه بعد مغادرة ماسبيرو, قائلاً: "الوضع فى البلد وأسلوب الإدارة الذى تتبعه السلطة التنفيذية، كله غلط"، نافياً الاتفاق المسبق مع رئيس قطاع القنوات المتخصصة، على عبد الرحمن، على الاستقالة. وحول أسباب استقالته، أكد "الأمير" أن تغطية أحداث "الاتحادية" كانت من أهم الأسباب، حيث أصابته بحالة من الفزع والاستياء – بحسب تعبيره - الذى لم يتحمله ، وأضاف، "كنا نجتمع مع وزير الإعلام ونحاول تهدئة الأوضاع تارةً، والمسايرة تارةً آخرى، لكن فاض الكيل، فالتليفزيون المصرى من المفترض أن يكون ملك للناس كلها، وليس لجماعة بمفردها، حتى وإن كانت الجماعة هي الحاكمة". وأعرب "الأمير" عن أسفه من قيام القناة الأولى، وعدد من القنوات، بعرض فقرات غنائية أثناء وقوع اشتباكات "الاتحادية"، وسقوط العشرات من المصابين والشهداء، مما يؤكد أن الثورة لم تصل ماسبيرو رغم مطالبات العاملين أنفسهم بضرورة التغيير والتطهير. "فاض بنا الكيل، ولم نعد نحتمل ما يحدث..سئمنا من التوجهات التى تملى علينا، فوزير الإعلام يختار الضيوف، ويحدد موضوعات الحلقة، ثم يوجه تعليماته إلى حجرة التحكم لإبلاغنا بمزيد من الأوامر": هكذا علقت المذيعة بالقناة الأولى، أمنية مكرم، مؤكدةً أن الشعب المصرى فقد الثقة بقيادات ماسبيرو، نتيجة التحيز الواضح في السياسة الإعلامية، وعدم تقديم رسالة محايدة تتبنى المصداقية.. وتساءلت "مكرم" قائلةً :"أين الحياد الذى يتحدثون عنه؟ هل من الطبيعى أن أعرض رأياً واحداً فقط، وهو رأى الإخوان والجماعات الاسلامية؟ وهل من الطبيعى أن يختار الضيف بقية الضيوف الذين سيظهرون معه، لمجرد أنه ينتمى لأحد التيارات الاسلامية؟". واستطردت، "بالفعل رفض المتحدث باسم حزب النور، نادر بكار، الظهور مع أحد القيادات الوفدية، ومستشار قانونى من حزب الدستور، وقال أنا هطلع لوحدى"، وبالفعل ظهر بمفرده". وانتقدت "مكرم" أسلوب إدارة ماسبيرو، مؤكدةً أن وزير الإعلام يتحكم في شرائط الحلقات، والبرامج المسجلة، حيث يلغي فقرات أو حلقات، ويسمح بالأخرى التي تتوافق مع وجهة نظره، مشيرةً إلى أن صلاح عبدالمقصود أعد قائمة سوداء للمذيعين، بهدف التخلص منهم خلال الفترة المقبلة. وحول استقالة رئيس التليفزيون، قالت "مكرم"، "كانت تملى عليه توجيهات بشكل مستفز، لذا لم يتحمل الاستمرار في هذا الوضع، حيث كان يقول دائماً (انتم متعرفوش أنا بشيل عنكم إيه". وفى سياق متصل، قال المذيع كامل عبد الفتاح، "نظمنا وقفة تضامنية الجمعة الماضية، وانطلقنا إلى قصر الاتحادية، لرفض أخونة ماسبيرو، ومحاولة كبت الحريات، فضلاً عن تغيير وجهة النظر السلبية عن التليفزيون الرسمي، وأضاف "كامل" أن العاملين بماسبيرو، تعاهدوا على تقديم إعلام حر ونزيه،لا يقبل بأي إملاءات، ويحرص فقط على مصالح الشعب، وتقديم الخبر دون توجيه. أما المذيعة هالة فهمى التى تم تحويلها للتحقيق على خلفية حملها كفنها على الشاشة أثناء عرض برنامجها «الضمير» على الهواء، اعتراضاً على الإعلان الدستورى، فقد أكدت أنها فعلت ما أملاه عليها ضميرها، ولو تكرر الأمر لن تفعل سوى ذلك، وقالت: فعلت كل ما كان يريد جموع الشعب المصرى كله فعله، وراضية تماماً عن أفعالى، ولا أخشى أى عقوبة يوقعها علىّ المسئولين فى ماسبيرو، فهى فى البداية والنهاية عقوبة «لعب عيال»، وأكدت هالة أنها نزلت مع جموع الشعب المصرى الذين تظاهروا أمام ماسبيرو لتعبر عن غضبها من الطريقة التى تدار بها الخريطة الإعلامية فى ماسبيرو. وعن رأيها فيمن قال إنها بفعلتها هذة ابتعدت عن المهنية ردت قائلة: أقدم برنامجا اسمه واضح تماماً وهو برنامج «الضمير»، فهو ليس برنامجا حواريا ولكنه برنامج رأى، ولست مطالبة بأن أقول الرأى الذى يرضى قيادات ماسبيرو، فأنا أقدم الرأى الواضح الصريح.