استضاف المقهى الثقافي في معرض الشارقة الدولي للكتاب الثالث والثلاثين، الإعلامي والباحث أسامة مرة، للحديث حول الصفحات الثقافية في الصحف، وهل تراجعت أم لا، وما هو المأمول منها، وذلك ضمن خطته في استضافة مجموعة مختارة من نخب المثقفين والمفكرين والأكاديميين الإماراتيين والعرب، للطواف عبر قضايا الكلمة والصورة والمعلومة، والتحرك عبر حيز عريض للزمان والمكان، متفاعلين في محاضراتهم وحواراتهم مع شرائح الجمهور على تنوع اهتماماتهم وثقافاتهم. وأدارت الجلسة نعمات حمود. وفي التفاصيل، قدم الباحث والإعلامي أسامة مرة صورة سريعة ومكثفة لمشهد الصفحات الثقافية في الصحف العربية منذ عقود، وكيف كانت، وأين وصلت، من حيث الكم والنوع والمضمون، وجال على كثير من الأفكار والمقولات لعدد من الإعلاميين والمثقفين، عارضًا رؤيتهم ومواقفهم في هذا الشأن، باعتبارها ملاحظات ومواقف تستحق النقاش والجدل. واعتبر مرة أن الثقافة قضية وطنية مثلى وليست من الكماليات، فالوطن ليس محصورًا في كونه مصدر رزق، بل هو مصير وهوية وانتماء، وإنتاج وواجبات، وبالتالي علينا صوغ مثل تلك الثقافة بما فيها من عمل جماعي، وترابط مدني وتبادل للحوار، والثقة بين الناس، فالثقافة مرتبطة بالهوية، خصوصًا في المجتمع الإماراتي، كما أن الحاجة ملحة لتطوير وبلورة مشروع ثقافي وطني فاعل وعصري وشامل، يسهم في تشكيل شخصية المواطن في المستقبل، ويحفز الأجيال الناشئة على احتلال رؤية عقلية نقدية وإبداعية وإنسانية في آن واحد، للتفاعل والتعامل مع التحولات والمتغيرات التي طالت البنى الاجتماعية والمعرفية والاقتصادية في المجتمع الإماراتي. وتطرق مرة إلى فكرة لمحمد حسنين هيكل، تشير إلى ضرورة إعادة ترتيب بيت الصحافة العربية، والبحث عن حلول للمهنة التي باتت تواجه مشكلات أصعب وأعقد من كل ما تعرضت له البلاد العربية منذ أواسط القرن التاسع عشر.