عقدت في قاعة ملتقى الكتاب وضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، 33 ندوة "الأديبة الإماراتية بين سحر الشعر وغواية الرواية" الذي يستعد المعرض لاختتام فعالياته المختلفة في 15 من نوفمبر الحالي، وحضر النقاش العديد من المتخصصين بشئون الحركة الأدبية العربية والإماراتية، وعدد من الشعراء والنقاد والإعلاميين. واستهلت الأديبة ريم عبيدات حديثها بالإشارة إلى أن "الرواية سحرت الملايين حول العالم، وفيها اختصر الكاتب نفسه عبر صفحات وصور وقصص استأثرت كثير منها بالاهتمام العالمي الأكبر لارتفاع سقفها البياني والتعبيري حتى أقصى نهايات الوجود والحلم، حيث ينسج الراوي خياله حول الواقع في سردية باهرة، حتى صارت الرواية مؤخرًا حلم الحالمين، لتخرج من عباءة التفرد إلى مبدعين آخرين اتجهوا بها نحو ماديات إبداعية مختلفة أنتجت روايات باهرة". وناقشت الندوة عدة محاور منها إشكالية الإبداع المتنوع عند المرأة الإماراتية، وإشكالية اجتماع الشعر مع الرواية، والمرأة المبدعة من هي في عالم اليوم، وأين المرأة الإماراتية الأديبة والشاعرة من هذه المقاييس، وكيفية التسلل بين عالمي الشعر والرواية، وهل استطاعت المرأة الإماراتية أن تفتح طريقًا خاصًا لها بين الشعر والرواية لتعيش في كل عالم منه ضمن الأصول والضوابط التي يستدعيها، وإلى أي مدى؟ كما ناقش الحاضرون أسباب ودواعي خروج الكثير من النسوة حول العالم فضلًا عن النسوة الإماراتيات من الشعر إلى الرواية، وهل يصنف هذا الخروج في عداد الإشكاليات الإبداعية أم النسوية؟، وبينت ريم عبيدات أن الإبداع فضاء واسع لا محدود، وبداخله تتشكل الذات الشاعرة التي تكتب في جميع صنوف الأدب، ومن هنا يمكن القول إن هذا السلوك هو الذي يحدد هذا التوجه، وكذلك يمكن اعتبارها قاعدة بالنسبة للمرأة العربية الأديبة. وبينت الشاعرة والأديبة ساجدة الموسوي أن أهم أسباب توجه المرأة العربية بشكل عام والإماراتية بشكل خاص نحو الرواية يعود إلى توجه الرجال لها، وهذا ليس غريبًا، فقد كتبت المرأة الشعر في العصر الجاهلي كما كتبه الرجل، وبقيت مستمرة في هذا الدور خلال العصور المتقدمة التي تخبو فيها تارة وتظهر تارة أخرى، ولكنها توجهت نحو الرواية في أوائل القرن ال18 أو ال19 بعد ظهور الطباعة حينما كثرت روايات الرجال، وهذا يفسر سبب شيوع الرواية على الشعر، إضافة إلى تعذر امتلاك الموهبة الشعرية وأدوات معرفة الشعر.