ميليشيات الجماعة وراء تعهد نائب المرشد بحماية مؤسسات الدولة غزوة الاتحادية طمأنت الجماعة على القرارات القتالية للميليشيات « مستعدون لحماية مقراتنا وكل المنشآت العامة إذا ما تقاعست الأجهزة الأمنية عن القيام بدورها» .. هكذا أعلن الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، تعليقا على انتشار الحرائق فى مقرات الجماعة، وذراعها السياسى حزب الحرية والعدالة فى ربوع مصر، بعد ساعات قليلة من قيام أعضاء جماعته بقتل وسحل المتظاهرين السلميين المعتصمين أمام قصر الاتحادية، على بعد خطوات قليلة من مندوب الجماعة فى القصر الدكتور محمد مرسى. تصريحات مرشد الاخوان، وأحداث الاتحادية أعادت الى الأذهان من جديد الحديث عن وجود جيش مدرب لدى الجماعة، يتم استخدامه لتصفية المعارضين لحكم المرشد، ورغم النفى المتكرر لعدم وجود أى ميليشيات مدربة لدى الاخوان ،إلا أن الأحداث التالية كشفت وجود أفراد منتمين للجماعة، يملكون قدرات قتالية فى مواجهة خصومهم. المعلومات المتوافرة لدينا تؤكد أن الجماعة تستغل فرق الكشافة خاصة فى القرى والأرياف، لتدريب الأطفال والشباب وإعدادهم إعدادا عسكريا، وأن بعض فرق الكشافة تلك يكون المسئول عنها غالبا شبابا من الإخوان ,بالإضافة إلى أن هناك مراكز يديرها شخصيات منتمية للجماعة، لتدريبهم على ألعاب القوى ك «الكاراتيه» و»الكونغ فو». وتبذل الجماعة جهودا خارقة لتأهيل أعضائها من الشباب للحصول على دورات فى الفنون القتالية، وحصل العديد من أعضاء الاخوان على بطولات فى تلك الألعاب، دون أن تكون لهم رغبة فى الاستمرار فى اللعبة كرياضة، وهذا ما وضح جليا فى العرض العسكرى بجامعة الأزهر عام 2006 والذى أظهر تلك القدرات القتالية لشباب الجماعة . وأفادت مصادر بأن غزوة الاتحادية طمأنت الجماعة على قدرات الميليشيات القتالية. وكان القيادى الإخوانى المنشق عن الجماعة ثروت الخرباوى ذكر فى كتاب «سر المعبد» ان البنا كان يرى أن إقامة حلمه بالخلافة لن يكون إلا بجيش قوى يحمى الفكرة ولذا فمن المستحيل أن تنهى الجماعة أهم الأسس التى يرى إمامهم المؤسس لجماعتهم أنها السبيل للوصول للتمكين. وطبقا لرواية الخرباوى فان النظام الخاص تاريخيا أنشأه حسن البنا فى عام 1939 وخفتت ذروته فى الفترة الناصرية مع شدة الملاحقات الأمنية للجماعة , وفى فترة الإحياء الثانية للجماعة بالسبعينيات رفض مرشد جماعة الإخوان المسلمين حينها عمر التلمسانى عودة النظام الخاص، لكن بعد وفاته فى عام 1986 بدأ مرشد الإخوان فى ذلك الوقت مصطفى مشهور العمل على إعادة التنظيم فأعاد مقرراته الفكرية ، ونظم له ما يتعلق بالأمور الحركية، والذى يقوده الآن هو محمود عزت . ويعد الإخوان التنظيم السرى منذ زمن لأمرين أولا : المساعدة للوصول إلى الحكم والأمر الثانى : ضمان استمرار هذا الحكم ، ومن أفكارهم السياسية الحالية مقاومة أى تغير سياسى ولو كان سلميا للسلطة بشتى الطرق ومنها استخدام هذه الميلشيات . الخرباوى اضاف أن سيد قطب هو من أسس فكريا لهذا التنظيم وجعله أكثر ارتكازا فحسن البنا لم يكن فقيها وإنما كان رجل تنظيم , ووضع قطب أسس فقهية استراحت لها أعضاء النظام الخاص عندما اعتبر أن المجتمع جاهل ويحارب الإسلام ويحق للإخوان بذلك ارتكاب أعمال عنف ضد المجتمع حيث ينظر الإخوان لغيرهم أنهم يحاربون الإسلام وبذلك أراحت أفكار واجتهادات سيد قطب الفقهية النفسية القلقة لأعضاء التنظيم تجاه استخدام العنف وأعطتهم المبرر للاستمرر فيه .. واستطرد الخرباوى أن شكرى مصطفى أمير الجماعة الإسلامية أو ما عرفت إعلاميا بجماعة التكفير والهجرة هو من وضع أفكار سيد قطب حيز التطبيق العملى . هيثم أبوزيد- إخوانى سابق وعضو الهيئة العليا لحزب الوسط سابقا- اكد أنه فى الماضى لم يكن هناك اختلاف داخل الإخوان على وجود التنظيم من عدمه على الرغم أنه كان تنظيما سريا، أما الآن فالوضع مختلف ,فالحادث الآن يؤكد أن التنظيم موجود بالفعل و ليس سريا كالسابق .فالجماعة تحولت بالكلية الان لتنظيم سرى.