اكبر خسارة للاخوان فى السويس هى انهم اصبحوا فى عيون السوايسة اغبياء سياسيا، لأنهم تناسوا الدور الحاسم الذى لعبه الثائرون فى السويس من القوى المدنية فى اسقاط نظام مبارك ،الذى كان يضع رموز الجماعة فى السجون، وقتما شاء، وبدون محاكمات فى بعض الحالات .. فالرئيس مرسى خسر شعب السويس، بعد ان وجدوه مجرد ستار للمرشد محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر لحكم البلد لمصلحة الجماعة، وليس لمصلحة الوطن، متناسيا ملايين المصريين الذين اوصلوه الى كرسى الحكم .. وازدادت الخسارة السياسية فى السويس بسبب رواسب العداء التى خلفتها استفزازات الاخوان لبعض القوى الثورية، التى اندفعت لاقتحام بعض مقرات الاخوان ، وهو ما يصب فى اتجاه هواجس ومخاوف ما يعرف فى الذهنية المصرية ب « التار البايت» يدفع فى ذلك الاتجاه ايضا كثرة البلاغات التى قدمها الاخوان ومعظمها كيدية وعددها 16 بلاغا ضد كثيرين منتمين لقوى ثورية، لهم عائلات مرتبطة بعائلات ومتشابكة مع اخرى , وهو ما يؤكد احتمال انهيار ارضية الاخوان واستقرارها عند الرقم « صفر» . وليس هناك دليل على انهيار الاخوان سياسيا وشعبيا، اكثر من مشهد وقوف النساء فى البلكونات واطلاقهن الزغاريد عند اشتعال النيران فى اعمدة مقر حزب الحرية والعدالة الخشبية، وقد اعتبر شباب من السويس ذلك بمثابة فقدان الاخوان لمساندة الشعب لهم , والتى وجدوها فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية ، ومن خسائر الاخوان فى السويس خسارة الثقة التى كانوا قد اكتسبوها بعد تنحى ومبارك وهى ثقة القوى السياسية الليبرالية فيهم، والتى وصلت الى حد قيام عبد الفتاح يونس القيادى الوفدى بالسويس بتأجير مبنى لهم ليكون مقرا لحزب الحرية والعدالة وبالمجان , ويمكن استشراف حجم تلك الخسارة من خلال التفكير الجدى حاليا من جانب يونس فى استرداد المقر، وقد خسرت الجماعة وحزبها واحدا من ابرز اعضائها فى السويس، نتيجة اشتباكات كان من الممكن تفاديها لو حكمت هى العقل والحكمة، باعتبارها الطرف الاقوى من حيث التنظيم ،لا الشعبية، وهو ياسر محمد ابراهيم الموظف بهيئة موانى البحر الاحمر، والذى لقى مصرعه اثناء احداث قصر الاتحادية .