والدة الشاب الضحية.. بدت شاردة الذهن منهارة طوال الوقت، ولكنها تمالكت نفسها، وتحدثت معنا قائلة: « سعد كان مثالا للشاب الخلوق .. لم يتسبب فى مشكلة قط.. الجميع كان يحبه ويقدره .. كان فرحا سعيدا بعمله الجديد كمحاسب فى شركة محترمة.. وزادت سعادته مع اقتراب موعد زفافه.. كان قلبى يرقص من الفرحة كلما شاهدته وسمعت كلماته العذبة.. تمنيت ان أراه عريسا وان احمل أولاده».. انهارت الام الثكلى فجأة، وانخرطت فى بكاء مرير وهى تردد «حسبى الله ونعم الوكيل».. بعد فترة هدأت قليلا وواصلت:« بدلا من أن اراه عريسا رأيته قتيلا.. بدلا من أن أزفه الى عروسه، شيعته الى مثواه الأخير.. لن تهدأ النار فى قلبى إلا بعد القصاص من قاتله.. دم ابنى فى رقبة رئيس الجمهورية الذى تعهد بمنع الظلم والفساد والاستبداد ولم يف بعهده.. دم ابنى فى رقبة وزير الداخلية الذى ترك مثل هذا الضابط يضرب ويعذب الشباب الأطهار حتى الموت دون حساب او رقابة».. لم تستطع الام النطق بأكثر من ذلك فتركناها وانتقلنا الى شقيقة الضحية.