رغم حالة الإتزان التي حاول أستاذنا فهمي هويدي الظهور بها في مقاله المنشور صباح السبت الماضي بالزميلة الشروق، والتي حملت عنوان " سيناريو الغرق " إلا أن " الصب فضحته عيونه"، كما كان يقول الشاعر القدير "أحمد رامي"، فقد بدأ بمحالة امساك العصا من المنتصف، مؤكدا أن التظاهرات التي تشهدها مصر خلال الآونة الأخيرة لا يجب التعامل معها وفق الرؤية بأنهما فريقان أحدهما يريد "الشريعة" والآخر يرفضها رفضاً جامعاً مانعاً. حتي منتصف المقال ذاته، ظل "هويدي"- والمقامات محفوظة- يتحسس خطاه لعله يكسب مزيداً من الرضا الرئاسي، وفي الوقت ذاته لا يخسر مساحة من أرضيته لدي المعارضة المصرية، لكن يبدو انه يكتب مقاله علي فترات متقطعة متقاربة، فالقراءة المتأنية للنصف الثاني من المقال ذاته لا تتناسب مع مقدمته " المحافظة" ،وليس هذا فحسب لكنه كشف لنا أن "هويدي" يتقمص شخصية الفيلم الأجنبي الشهير "مستر هايد ودكتور چيكل" الطيب والشرير، وزاد عليهما الكاتب القدير من عنده شخصية الفنان "أحمد حلمي" في فيلمه الشهير "اسف ع الإزعاج " حيث قال: نحن لم نعرف علي وجه الدقة من الذي خرج مطالبا باسقاط الرئيس محمد مرسي ولا من الذي طالب بسحب الإعلان الدستوري وإلغائه، ومن الذي كان معترضاً علي بعض مواد الإعلان الدستوري دون الأخري". من جانبنا ولأننا أبناء مهنة واحدة ننصح كاتبنا القدير أن يطلب من سائقه الخاص أن يقوم برحلة ما بين منطقة وسط القاهرة وتحديدا "ميدان التحرير" و ميدان "نهضة مصر " ولدينا يقين أن " هويدي" لو كان في حالته الطبيعية وتخلي عن أحلامه السينمائية سيكتشف بسهولة من يقف – مثله – في صف الرئيس ومن الذي يردد " مش حانمشي..هو يمشي".