علي طريقة الفنان الكوميدي محمد نجم في مسرحية « عش المجانين» خرج علينا وزير الثقافة الأسبق والنائب البرلماني السابق والليبرالي السابق مع سبق الإصرار والترصد زميلنا محمد عبد المنعم الصاوي ليقول لنفسه – الواضح أنها أمرته بالسوء- «أنا أركب دقن وأروح للإخوان وأقول لهم أنا مش ليبرالي..ممكن ترجع لي الحصانة تاني في الشوري». « الصاوي» – الذي خالف عهدنا به- خرج علينا صباح الخميس الماضي ليكتب في الزميلة المصري اليوم تحت عنوان «نعم..ضميري مستريح- ليؤكد لنا أنه قرر قراراً – لا رجعة فيه- بأن يبيع القضية، ويجاري – وله العذر منا كاملاً- موجة «أسلمة السياسة» التي أصبحت تضاهي أغنيات « عدوية» في سبعينيات القرن الماضي. نجل القدير «عبد المنعم الصاوي» قالها صراحة، ولم يخش لومة ليبيرالي أو قومي أو يساري حتي. قالها دون أن يراجع نفسه قليلا ويتابع قنوات « الفلول» المغرضة التي تؤكد أن الشارع المصري يرفض «مسودة دستور التأسيسية» – التي يعمل متحدثاً باسمها- ، ولم يتعب نفسه قليلا، ويتابع أيضا صحافة «سحرة فرعون» ليتأكد أن ضميره لن يستريح ولو بالحصانة. الوزير – لمدة أيام فقط- قدم «وصلة غزل» لا تتناسب والوضع العام في «دستور» يراه زملاؤه القدامي في المعسكر الليبرالي والقومي لا يعبر إلا عن وجهة نظر الأغلبية الإسلامية التي وضعته، ولا يرقي لدساتير ما بعد الثورات، وقال – فُض فوه- : ساهمت فى إنتاج دستور فحسب. أخشى ما أخشاه أن نُضطر يوماً إلى قبول دستور أقل تعبيراً.. أو نعود – لا قدر الله - لحكم يعيد السيادة للبندقية!! قد أكون مخطئاً.. ولكنى أبداً لست بخائن.. ولهذا، فضميرى مستريح. الغريب في الأمر أن ضمير « الوزير المستريح» لم يستطع إنكار عدة حقائق ، ذكرها بنفسه في المقال ذاته، منها أنه حديث عهد بالسياسة – علي حد قوله- ودخلها كمبتدئ متسلحاً بمقولات نظرية وخبرات أشخاص آخرين، ولهذا فإننا نطالبه أن يعيد قراءة الصحف ، ويراجع مسودة الدستور – الذي يريح ضميره - ويتعب نفسه قليلا ويتابع التظاهرات الحاشدة التي لم تترك الشارع المصري منذ الإعلان عن مسودة الدستور لعل وقتها يستيقظ ضميره النائم .