"الهجرة النبوية.. دروس وعظات".. كريمة: علمت المسلمين إبرام المعاهدات والتضحية لأجل الدين.. عميد "أصول الدين": أبرز دروسها الأخذ بالأسباب والتوكل على الله وإثبات أن التخطيط العلمي سبيل النجاح

تعتبر الهجرة النبوية هي إحدى أهم المراحل الفاصلة في التاريخ الإسلامي، والتي نقلت الدعوة إلى الإسلام من حيز تواجدها في مكة إلى جميع أرجاء العالم.
وعلى الجانب الآخر كان للهجرة عدد من النتائج والدروس التي تجب الاستفادة منها في عصرنا الحديث، فالناظر إلى عطاء الهجرة للعالم، يرى أنها تبين للمسلمين كيفية الحياة بما يؤدي إلى نشر الدين بصورة سليمة.
وعن هذه الدروس قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية: "إن الهجرة النبوية هي عمل دعوي جاء لخدمة الإسلام ونشره، وليس الانتقال من مكان إلى آخر كما يظن البعض في عصرنا الحديث، فبها أعطى النبي محمد صلى الله عليه وسلم للمسلمين دليل الحياة وفقا لتعاليم الإسلام".
وأضاف أن هناك العديد من العبر والعظات من الهجرة، أهمها أنها أثبتت أن الدعوة الإسلامية لا تعرف حدود الزمان والمكان خاصة أنها تعتبر امتدادًا لهجرات الأنبياء السابقين أمثال نوح وموسى وعيسى (عليهم السلام)
وتابع: "إن الهجرة أظهرت تضحيات الصحابة الذين قدموا كل ما لديهم، ومنهم أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) وابنته أسماء وأخوها عبد الله الذي كان يتتبع أخبار العدو، وسيدنا عامر بن فهيرة الذي كان يزيل آثار أقدام النبي، صلى الله عليه وسلم، من على الرمال".
وأكد كريمة أن الهجرة بها مرافقة للأوطان، وهي تذكرة للجنود بأن يتحملوا المتاعب في صالح العباد والبلاد، كما أنها أعطت درسًا بأن النبي عقد المعاهدات مع جميع أصحاب الديانات والطوائف، وهو الأمر الذي تم تطبيقه.
كما قال الدكتور بكر زكي عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر: إن الهجرة النبوية تعتبر من أعظم الأعمال في التاريخ الإسلامي، والتي كان لها العديد من الدروس التي تجب الاستفادة منها في واقعنا المعاصر.
وأضاف: "إن أبرز هذه الدروس يظهر في قيمة الأخذ بالأسباب، والتوكل على الله وليس التواكل، بمعنى أن النبي وأصحابه هاجروا لخدمة الدين، ولم يبقوا في مكة بدعوى التوكل على الله، كما يظهر في الهجرة مبدأ الثبات على المبدأ مهما كانت المغريات، وأن تحقيق الغاية المرجوة له عدة طرق ليس من ضمنها التعصب".
وتابع: "الهجرة أظهرت أيضا قيما منها حسن اختيار الصحبة، وجواز الاستعانة بغير المسلمين عند الضرورة، وكذلك العيش على الأمل مع العمل دون الوقوف عند حد التمني، وكذلك إثبات أن التخطيط العلمي هو السبيل الوحيد لإنجاح أي مشروع".