هناك الكثير من المهن المهمة التي تعمل في مجال الفن ولا يعلم عن الجمهور شيئًا، حيث يهتم المشاهد دائمًا بالممثل، ويترك حتى المؤلف والمخرج، ويوجه عظيم الكلمات والشعر للنجم الذي جسد الدور الذي أمتعه، ناسيًا دور المخرج والسيناريست الذي وضع النواة الأولى لهذا العمل الفني. ومن بين الجنود المجهولة في الأعمال الفنية الريجيسير، ذلك الشخص الذي يحمل على عاتقه العديد من المسئوليات المهمة والتي تعتبر العمود الفقري للعمل الفني. "الريجيسر" هو الشخص الذي يعتبر همزة الوصل بين المخرج والمنتج من جانب والفنانين والكومبارس والمجاميع من جانب آخر، ويعد الريجسير الفانوس السحري الذي يقع في يد المخرج، حيث يكلفه بإحضار ممثلين ذو مواصفات خاصة وكومبارس بملامح يصفها هو بلسانه، وعلي الريجيسير أو "الريجي" كما يلقبونه أن يحول هذه الصفات الشفهية إلى واقع ملموس يراه المخرج والمنتج أمامه. وهناك العديد من "الريجي " الذين يتحملون مسئوليه إبلاغ النجوم بترشيحاتهم للأعمال الفنية سواء كانت فنيه أو درامية، بجانب إحضار المجاميع، والأمر الأصعب من ذلك، هو مقدره الريجيسر الجيد على إحضار كومبارس أجانب سواء كانوا من جنسيات أفريقية أو أوربية، والتي تتطلب خبرة وعلاقات كبيرة في هذا المجال. ويكون الريجسير مسئول مسئولية كاملة عن أفعال وتصرفات الكومبارس والمجاميع وأي خلل يحدث من جانبهم يتحمل هو المسئولية أمام باقي فريق عمل المسلسل أو الفيلم. الريجيسير قد يكون سببًا في سطوع نجم أحد الفنانين؛ إذ بدأ معظم الكبار من مكاتب الريجيسير منهم رشدي أباظة، محمود المليجي، محمد هنيدي، عبدالمنعم مدبولي، وأشرف عبدالباقي وسامح حسين وغيرهم. ومن أشهر الريجسير بالوسط الفني حاليا، إبراهيم عمران، حيث كانت زيارة مسرحية "شاهد مشافش حاجة" لدمنهور مسقط رأس إبراهيم هي الانطلاقة الأولى في مشواره الفنى، حيث نصحه "نصر سيف" بالنزول إلى القاهرة ليبدأ من قهوة بعرة رحلة البحث عن عمل وسط المجموعات مقابل أجر زهيد، تعرف على "على أيوب" الريجسير الشهير وطلب منه عملا ثابتا فعينه مساعد ريجسير، لينطلق من بعدها ويصبح أحد أشهر الريجيسيرات في مصر، متعاونا مع مخرجين بحجم "يوسف شاهين". وحاول إبراهيم عمران أن يؤسس نقابة للكومبارس ويشارك في الريجيسير وكل من يعمل بالوسط الفني الذين لا ينتمون إلى نقابة الممثلين أو السينمائيين إلا أن الإجراءات هي ما أعاقته عن تنفيذ حلمه. ومن أهم الريجيسير الموجودين على الساحة الآن أحمد بجة الذي ورث مهنة الريجي من والده، وعمل بها هو عدد من أفراد أسرته حتى أصبح منفذا نتاج للعديد من الأعمال السينمائية، وكذلك أحمد حسن وأحمد ترك. والغريب في الأمر أن أغلب من يعمل ريجيسير دائما يطمح في أن يكون ممثلا مشهورًا لذلك يشاركون في بعض الأعمال بأدوار صغيرة، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يصنعوا لأنفسهم الشهرة الكبيرة التي يصنعوها لغيرهم.
