إذا صح ما قاله الشيخ السلفى محمد سعيد رسلان بأن الشيخ السعودى محمد العريفي، الذى اشتهر بخطبته التى يشيد بها بمصر وأهلها، هو رجل ينتمى للفكر القطبى المتشدد «نسبة إلى سيد قطب» وأن خطبته هذه ليست عفوية، فهذا يعنى أننا أمام عرض كبير مرتب من قبل قيادة الإخوان لتحقيق غرض كبير أيضا يتجاوز مجرد أن يشعر المصريون بالفخر لانتمائهم لبلدهم مصر. لقد وضع الشيخ رسلان يده على هذا الغرض حينما كشف أن اللجان الالكترونية للإخوان هى التى روجت لخطبة الشيخ العريفى التى يشيد بها بمصر وأهلها حتى يتعلق به المصريون، ويسهل فيما بعد الاستعانة به فى الدعاية للاخوان بين جموع المصريين.. وقال الشيخ رسلان أيضا إن الشيخ العريفي ليس وحده الذى يستعين به الاخوان فى دعايتهم داخل مصر.. فهم استعانوا بشيخ سعودى قطبى آخر هو الشيخ عائض القرنى، وهم فى سبيلهم للاستعانة بآخرين مثل سلمان العودة وسفر الحوالى. وإذا صح كلام الشيخ رسلان حول دور الإخوان فى موضوع الشيخ العريفى الذى جاهر مؤخراً بهيامه لمصر وحبه للمصريين، فهذا معناه أن الإخوان يعترفون بذلك بعجزهم عن السيطرة المعنوية على أهل مصر، بعد أن استهلكوا رموزهم التى تتخفى فى ثياب سلفية، ولذلك استعانوا برموز غير مصرية لتساعدهم فى تحقيق هذا الهدف. وقد يرى أحد أن ذلك أمر طبيعي لأن الإخوان فى مصر يتصرفون باعتبارهم تنظيماً دولياً وليس مجرد تنظيم مصرى محلى، ولذلك تعودوا على الاستعانة فى أعمالهم داخل مصر بتنظيماتهم العربية غير المصرية، مثلما استعانوا -كما تردد- بحماس فى غزة لتدريب كوادر لهم على استخدام السلاح، وهو ما كشفت عنه واقعة إلقاء القبض على حارس المهندس خيرت الشاطر. ولكن المفترض أن إخوان مصر هم أصل كل جماعات ومجموعات الإخوان المنتشرة فى عدد من البلاد العربية، وغير العربية، والتى تنضوى فى اطار التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، فقد تأسست الجماعة فى مصر ثم انتشرت خارجها.. كما أن قيادة التنظيم الدولى للإخوان موجودة فى مصر ومتمثلة فى مرشدها.. وعلى هذا النحو من المتوقع أن تستعين الأطراف بالمركز وليس العكس.. أما أن تستعين قيادة الإخوان فى مصر بالإخوان خارجها، فهذا يعنى أنها تشعر فى قرارة نفسها بالعجز وقلة الحيلة بقدراتها المصرية للسيطرة على المصريين وتطويعهم لإرادتها. أما مظاهر الاستعلاء، وممارسة العدوان اللفظى والبدني فى مواجهة الخصوم السياسيين، والتصلب فى الرأى، والسعى لقهر وتصفية المعارضة، فكلها مظاهر لإخفاء الاحساس بالعجز الذى باتت تشعر به الجماعة، والذى جعلها تستعين بمن يساعدها فى السيطرة علي المصريين. إن العاجز مثل الخائف هو دائماً الأعلى صوتاً والأكثر تهوراً.. وهذا هو ما يعانى منه الإخوان الآن بعد أن اكتشفوا أنهم «لا يصين» بعد أن أمسكوا بزمام الحكم وأنهم عاجزون عن حل مشاكل المصريين.. وهذه هى الحقيقة التى يجب أن يعيها من حالفهم.. وروعهم ما فعله الإخوان بالبلاد وأهلها.