عبد الهادى محتدا: دا حرام يا ناس الحكومة بتحاربنا فى أكل عيشنا، طفشنا وسيبنا بلادنا واتغربنا لاجل ما ناكلها بالحلال، وبرضه مش سايبنا فى حالنا ... نسرق يا عالم .. ولا نسرق يعنى ؟ أحمد: لا وبيقولك ثورة قامت عشان الغلابة، يا ريتنا فضلنا غلابة زى ما كنا أيام اللى ما «يتسماش ».. أهو كنا مستورين، دا احنا بقينا مش لاقيين اللضى وبنكمل عشانا نوم على الرصيف جنب بضاعتنا من كتر الخوف عليها لا تتسرق . أبو سويلم: بلاش انت يا احمد يا بن الشيخ ابراهيم.. انت واقف فى الميدان بعربية لوف على قد الحال.. والمحافظ حاطك فى دماغه عشان قريبه « ابو الليف ».. فاكر إن بعربيتك الصغيرة دى ها تخطف منه الزباين، وأبوك الراجل الغلبان بيسترجاك من الدنيا ..خلى بالك يا بني.. ولاد الحرام ما خلوش لولاد الحلال حاجة . الشيخ إبراهيم مستنكرا بشدة: لا يا أبوسويلم.. انت فكرك إيه ..أحمد ابنى راجل من ضهر راجل، انت فكرك إن خوفى على شبابه يمنعنى أقول كلمة الحق، أنا رحت للمحافظ امبارح وقلت له قدام رجالته كلهم: « زوال البياعين من ميدان الجيزة: باطل ... باطل » دا احنا غلابة يا بيه وبنسترزق وطول عمرنا موجودين فى الميدان بالأصول والأدب، أما الجماعة اللى بتشاغب وتقفل الطريق وترازى فى مخاليق ربنا دول بلطجية استحلوا العملية بعد الثورة وافتكروها فوضى ..وانتو اللى شجعتوهم على كده .. ياما الناس اشتكت منهم، واحنا عملنا لهم محاضر ولا حد سأل فينا ولا فيهم، يا بيه .. دا العدل البطيء هو الظلم بعينه، أما عربية «اللوف » بتاعة أحمد فعمرها ما هاتأثر فى قريبك «أبو الليف».. دا بيبيع على واسع وعامل شرايط بيبعت معاها البضاعة لزباينه لحد باب البيت، دى الأرزاق بالله يا باشا . أبو سويلم مبتهجا: يسلم فمك يا شيخ إبراهيم.. وقال لك ايه المحافظ بسلامته؟ الشيخ إبراهيم مكتئبا: ولا حاجة .. ضحك لى ضحكة صفرا كده ما لهاش تفسير، عنها وراح زاعق فى رجالته وقال لهم: مشوا الراجل الخرفان دا من هنا، قاموا مجرجرنى من هدومى من غير أى اعتبار لشيبتى ورمونى بره المحافظة ..بصيت لهم وقلت: يمهل ولا يهمل .. حسبى الله ونعم الوكيل. على ناصية الميدان تقف شاحنات الأمن المركزى فى طابور طويل، يترجل منها عدد كثيف من الجنود بخوذاتهم وعصيهم المعهودة، يبدأون فى إتلاف البضائع وملاحقة الباعة الجائلين، يحاول عبد الهادى انقاذ رأسماله, بينما يقفز أحمد ليتصدى للجنود بصدره العارى محاولا اقناعهم بفداحة ما يفعلون، بينما يصرخ به والده الشيخ ابراهيم وعمه أبو سويلم:ارجع يا بنى ..منهم لله ... حرام عليك يا حبيبى ..دا انت فرحك بعد شهرين، تنطلق رصاصات الغدر لتسكن صدر أحمد ابن الشيخ ابراهيم لتورده حياض الموت.. بينما كان يحاول أن يستنشق نسيم الحياة . يقطع الباعة الجائلون الطريق على الجانبين فى ميدان الجيزة متجهين ناحية المحافظة فى أول شارع الهرم, وهم يحملون جثة الشهيد أحمد بن الشيخ ابراهيم, ويرددون خلفه فى غضب عارم: زوال البياعين من ميدان الجيزة .. باطل .. باطل، يهرب الموظفون من المحافظة نجاة بحياتهم، يغلق نائب المحافظ الطامع فى منصبه أبواب المكتب عليه من الخارج ويتركه وحيدا،الباعة الجائلون يلقون الأخشاب المشتعلة على مبنى المحافظة. المذيع فى نشرة الثالثة : احتراق مبنى محافظة الجيزة بالكامل واستشهاد المحافظ, والسلطات تتوعد الباعة الجائلين، بعد الموجز فاصل غنائى لأبو الليف: ما بقاش عندى ثقة فى حد .