زميلنا محمد عبد القدوس أمين لجنة الحريات وكاتب الزميلة «الحرية والعدالة» الأول «منزعج»..!، وانزعاجه لم يكن ناتجاً عن العشرات الذين أزهقت أرواحهم في قطار «البدرشين»، ولم يكن سببه الرئيسي أيضا العشرات الذين رحلوا في لحظة، بلا ذنب سوي انهم أرادوا الستر، فانهارت - بليل - بيوتهم فوق رءوسهم ، بل إن ما يزعج «عمنا عبد القدوس» اكبر من هذا وأعظم بكثير، ولأنه - كما يقولون- «إذا عُرف السبب بطل العجب- ، فقد كشف لنا الكاتب «الإخواني» أن القضاء في مصر لم يعد كسابق عهدنا به، يقف مع «القلة الليبرالية المندسة» ويعادي الأغلبية المؤمنة الحاكمة - بما لا يخالف شرع الإرشاد-، وهي امور كشفها لنا مقاله المنشور صباح الأربعاء الماضي في «الحرية والعدالة» تحت عنوان «دفاعاً عن الحرية وليس الحافظ». «عبد القدوس» -المنزعج-، كتب معاتباً قضاة مصر الأجلاء علي صدور حكم يقضي بإيقاف قناة «الحافظ» - التي تستضيف علامة العصر ونابغة مصر، الشيخ المعتزل العائد والهارب من حكم بالسجن «عبد الله بدر»- ، وحكم آخر يبرر الذنب الذي يقترفه نهاية كل أسبوع الليبرالي الزنديق «باسم يوسف»، وقال «عبد القدوس»: أزعجنى الحكم الصادر من القضاء الإدارى بوقف فضائية «الحافظ» لمدة شهر، وهو لمعلوماتك أول حكم قضائى يصدر بإغلاق قناة فضائية ، وفى اليوم ذاته أصدر القاضى ذاته وهو المستشار «حسونة توفيق « -نائب رئيس مجلس الدولة - حكما آخر يلزم وزير الإعلام بإعادة بث فضائية «دريم « من خارج مدينة الإنتاج الإعلامى ، كما انحاز القضاء أيضا للإعلامى «باسم يوسف « الذى يسخر من رئيس الجمهورية والقوى الإسلامية والوطنية .. وبالطبع التيار العلمانى أعلن عن رضاه ، وهللت الصحف التابعة له لتلك الأحكام. ولأننا زملاء مهنة واحدة لن نتجرأ ونقدم في الزميل الإخواني بلاغا للنائب العام نتهم فيه «عبد القدوس» بإهانة القضاء المصري، والتعليق علي أحكام القضاء، لكننا سنكتفي بان نذكر زميلنا -علي طريقة كوكب الشرق أم كلثوم- أنه «للحرية حدود»، وأكثر ما نخشاه أن يورطه «هواه الإخواني» فيما يمكن أن يندم عليه غدا أو بعد غد.