لا تختلف تسيبى ليفنى زعيمة حزب الحركة الإسرائيلى عن حليفها الجديد رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" كما أنها لا تتمتع بمصداقية ولا تقل سخرية عن ثائر السياسيين الآخرين الذين تنصلوا من وعودهم، بعد أن كانوا يحملون شعارات وخطابات أثناء الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وهى غير مختلفة عن إيهود باراك، وشيمون بيريز، دافيد ليفي، وبنيامين بن إليعازر، بنيامين نتنياهو الذى التزم شخصياً وعلى لسان مبعوثيه بأنه لن يسمح لليفنى بالاقتراب من أداء أى عمل سياسى فى حكومته، كما أنها لا تختلف كثيراً أيضاً عن شاؤول موفاز الذى حل محلها فى قيادة حزب كاديما وهو الشخص الذى على استعداد عمل أى شىء وفى أى مكان يكون له فيه مكسب ولا تتميز كذلك عن رقم 3 فى حزبها عمير بريز الذى انسحب عنه بعد أن أعربت يحيموفيتس زعيمة حزب العمل الحالية بالامتناع عن المشاركة فى الحكومة والآن بعد أن تقرب إلى نتانياهو وأجرى معه محادثات تصالح يوم الجمعة الماضى، فربما قد يتأهب لتعيينه كوزير للبيئة. وها هى ليفنى مثلهم تماماً ولا تختلف عنهم مطلقاً ولكن الاختلاف الوحيد أنها ترتدى فستاناً أو كما تقول سارة بيلين تختلف بأحمر الشفاة الذى تستخدمه، وإذا كنا قد تعودنا منها على مواقف أخرى فستكون هى أول من تقول لقد مضى عهد السذاجة والعناد والإصرار بلا عودة، والجميع يتنبأ بأن انضمام ليفنى فى الحكومة لن يأتى بجديد . إن المقاعد الستة فقط التى حصلت عليهم ليفنى فى انتخابات الكنيست الأخيرة جعلتها تتعامل بتواضع، وهى حالياً قد حصلت على رخصة تمنحها إشغال مهام وزير الخارجية، الوظيفة المحببة لقلبها، لحين انتهاء البت فى قضية وزير الخارجية الأسبق "أفيجدور ليبرمان" . إلا أن الأمر ما زال لم يحسم بعد، لأن هناك عدة سيناريوهات تنتظر الحكومة الإسرائيلية المقبلة أحدهما هو أن يتجه نتانياهو لرئيس الدولة شيمون بيريز وفى حقيبته مقاعد حزبه الليكود وهم 37 مقعداً ويضم معه (حزب ليفنى "الحركة 6 مقاعد، وحزب يهوديت هتوراه 11 مقعداً، وحزب شاس 9 مقاعد) ليصبح الإجمالى 57 مقعداً وبالتالى فوفقاً لقانون الكنيست لا يستطيع نتانياهو تشكيل الحكومة الجديدة لأن القانون ينص أن من يقوم بتشكيل الحكومة يجب أن يحصل على(50% + مقعد على الأقل ) من أصل 120 عضو كنيست ونتانياهو لايملك سوى 57 مقعداً فبالتالى سوف يلجأ لخطب ود نفتالى بينيت زعيم حزب البيت اليهودى والضغط عليه للانضمام للحكومة، وفى هذه الحالة إذا وافق بينيت وانفصل عن يائير لابيد زعيم حزب "يش عتيد" فإنه سوف تتشكل حكومة نتانياهو ب 69 عضو كنيست. وهناك سيناريو آخر هو أن يتحالف بينيت ولابيد ويظل نتانياهو بال 57 مقعداً فقط، وفى هذه الحالة فإن إسرائيل ستدخل فى فوضى دستورية وسياسية ليس لها مثيل وبالتالى سنعود مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع لنجرى انتخابات جديدة خلال 90 يوماً وكل شىء يبدأ من جديد. نقلاً عن هاآرتس