ذهب المصريون إلى مراكز الاقتراع خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، لاختيار رئيس جديد لهم، في تجربة شهدت لها دول العالم بأسرها، وبالفعل أصبح الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر. ولكن وبمجرد جلوس "الرئيس الإخواني" على كرسي الرئاسة، بدأت الأبواق الإخوانية تنطلق في كل مكان، وظهرت على الساحة السياسية والإعلامية، تصريحات "حنجورية" لشخصيات مثل الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ونائبه خيرت الشاطر، وأعضاء الجماعة: الدكتور عصام العريان والدكتور محمد البلتاجي والدكتور صفوت حجازي. كما كان للتيار السلفي وجودا ملحوظا أيضاً في سباق حرب التصريحات هذه، وكان في صدارة السلفيين كل من الشيخين حازم صلاح أبوإسماعيل وخالد عبدالله. وفي إطار ذلك، قال حمادة الكاشف، المتحدث الإعلامي باسم اتحاد شباب الثورة، إن الشخصيات السابقة جميعها أعضاء بمكتب الإرشاد "الحاكم الفعلي لمصر الآن"، ولذلك يتداولون جميعهم معلومات واحدة، واصفاً ذلك "بمرحلة الحكم الغامض". أضاف الكاشف أن ما يظهر على الصورة عكس الحقيقة، موضحاً أن أغلب القرارات التي يصدرها الرئيس محمد مرسي بها كثير من التناقضات، وفي كل الأحوال يكون القرار النهائي لمكتب الإرشاد. في حين ذكر عصام الشريف، رئيس الجبهة الحرة للتغيير، أن الدكتور محمد مرسي يعد مندوباً لجماعة الإخوان المسلمين حالياً في رئاسة الجمهورية، فخطابات مرسي وبديع والشاطر جاءت تباعاً خلال يومين فقط، وجميعها تحمل نفس المفردات اللغوية. وتساءل الشريف، عن طبيعة الدور الرسمي الذي يلعبه كل من بديع والشاطر في مصر، حتى يخرج كل منهما بتصريحات حول مستقبل الوطن السياسي والاقتصادي.