ألقي البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم الأحد، عظته خلال القداس الإلهي بكنيسة عذراء الزيتون بفيينا في النمسا، التي تحتفل بمرور 10 سنوات على تدشين الكنيسة. وأفاد المكتب الإعلامي للكنيسة، بأن البابا اختار ثلاث وصايا من الكتاب المقدس ليتحدث عنها، وهي «أحبوا أعداءكم، اغفروا يغفر لكم، وكونوا رحماء». وقال البابا، إن وصية أحبوا أعداءكم «تعنى مفتاح حياتنا الداخلية بأن يكون المحبه للكل، وليس للإنسان عدو سوى الشيطان، ولهذا عليكم الصلاة من أجل عدوك حتى يتوب ويرجع وينقى قلبه، وعليكم تقديم الحب المسيحي». وأضاف، أن وصية «اغفروا يغفر لكم» هي ضمن الأمور الصعبه بحياة الإنسان، حيث إنه لا ينسي الإساءات ويختزنها في القلوب، وإنما الله يقول «اغفروا يغفر لكم»، ما يعنى أن الغفران أمر ضروري، مستشهدا بعدد من القصص بالكتاب المقدس. وأكد أن «عدم الغفران يترك بالنفس مرارة وأحقادا، وتتولد الأمراض النفسية والاكتئاب، وإنه يقال إننا نكتب إحسانات البشر على الماء ولكننا ننقش سيئاتهم على النحاس، وإنما عليكم التعايش مثلما كان أباء البرية منفذين وصية لا تدينوا كي لا تدانوا فتجدون فرحاُ مثلما وجدوه حال وفاتهم». وشدد على ضرروة أن يكون الإنسان رحيمًا وفقا لوصية «كونوا رحماء»، مضيفا: «هذه لؤلؤة ثالثة من الوصايا، ولابد الامتلاء من أحشاء الرحمه على الآخرين، وأعتقد بأنها أهم الفضائل التي لابد نتسابق لاقتنائها، وبالاخص أن المحبه وعمل الرحمه ياتوا عن طريق التوبة». وأشار إلى أن «الشمس عندما تشرق على الثلج أو الشمع يذوب وهذا رمزًا للنقاوة وعندما تشرق على الطين تجعلة حجرا رمز القساوة، وإن فرعون كان قلبه يزداد قساوة وغابت الرحمة عن قلبه، والعالم في احتياج لمن يرحم لذلك تصلى الكنيسة كثيرًا». واختتم حديثه بأن الوصايا الثلاث تشكل منهج حياة الإنسان المؤمن الذي يعيش بحسب مشيئة الله.