أبقى مع معرض الكتاب في بيروت يوماً آخر، ومع الصديق غازي العريضي، وزير الأشغال العامة في كتابه الجديد «عرب بلا قضية» الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون، طبعة أولى 2012. الكتاب يضم مجموعة مقالات بعضها منشور، وبعضها لم ينشر، كتبت بين 10/2008 و11/2012، والأول بعنوان «استراحة العقل» عن دعوة مسؤولين أميركيين سابقين حكومتهم إلى التفاوض مع إيران، والأخير بعنوان «وما بعد الحرب على غزة»، ما يشرح الموضوع. غازي العريضي وطني عربي من جيل لم ينقرض بعد، وكتابه يعود لتذكير من نسي بقضية فلسطين، وهو بذلك من نوع كتابه السابق «فلسطين حق لن يموت» الذي عرضته في هذه الزاوية في مطلع السنة. هو يقول إننا نعود في بداية هذا القرن إلى وعد بلفور وسايكس-بيكو كما في بداية القرن الماضي، ولكن مع تعديلات هذه المرة لتغيير خريطة المنطقة الجغرافية والسياسية، وبهذا المعنى يبدو له العرب وكأنهم بلا قضية، بل لا يبدون عرباً وإنما هم شعوب وقبائل وطوائف ولا قضية تجمعهم. وربما استطعت أنا أن أحافظ على المعنى وأنا أقلب الكلام فأقول إن هناك قضية ولا عرب. الوزير العريضي يتحدث عن محورية سورية في الصراع الدائر، ويسجل أن النظام لا يستطيع إنقاذ نفسه والمعارضة غير قادرة على التغيير المنشود، واتفق معه على أن الغرب يريد إبقاء المعركة مفتوحة لفائدة إسرائيل. وهو يخلص من كل ما سبق إلى القول إن القضية الفلسطينية مهما تراجع موقع قضيتها لن يتمكن أحد من إسقاط حق شعبها. ويختتم قائلاً: لن يدوم ظلم غاز محتل. لن يدوم جور حاكم وقهر ظالم. شكراً يا غازي. ابن أصل. ومن وزير إلى آخر فأخونا بشارة مرهج وجدته يوقع في دار النشر نفسها كتابه «مرسوم التجنس رقم 5247، القصة الكاملة». القصة كما يعرضها المؤلف الذي كانت له علاقة مباشرة بصدور القانون سنة 1994 تشمل أهم الوثائق ذات العلاقة بالقانون وآراء الرئيسين الياس الهراوي ورفيق الحريري وقضاة ومحامين ودعاة حقوق المرأة اللبنانية وأولادها، مع عرض قضية عن سحب جنسية أولاد لبنانية زوجها أجنبي توفي، ووصول القضية إلى محكمة التمييز. وجدت بشارة مرهج يقدم دفاعاً مقنعاً عن لبنانيين لا يحملون جنسية بلدهم مثل عرب وادي خالد والقرى السبع والمكتومي القيد. وهو يرفض تخوف آخرين من أن يؤدي القانون إلى خلل في التوازن بين الطوائف، وكل من يهمه الموضوع سيجد في الكتاب حاجته. وخشية أن يضيق بنا المجال أكمل مختصراً بكتابين. - عن الدار العربية للعلوم ناشرون صدر كتاب جديد للزميل والصديق فؤاد مطر عنوانه «سورية المغلوب على أمرها، قراءة في أحلام الأب حافظ السوري- اللبناني- العراقي- الأميركوسوفياتي وكوابيس الابن بشار اللبناني- الروسي- الصيني- الفلسطينوإيراني». الكتاب يضم مجموعة مقالات نشرت في «الشرق الأوسط» و «اللواء» بين 6/1996 و10/2012، من لقاء ياسر عرفات وحافظ الأسد في القرداحة حتى طائرة حزب الله فوق إسرائيل ووساطة الأخضر الإبراهيمي في سورية. فؤاد مطر يجمع بين مصادر عليا من صناع القرار وتحليل دقيق يعكس خبرة العمر، واعتبره مرجعاً ثقة في موضوعه المختار. - «الملك فيصل» من تأليف أليكسي فاسيليف وترجمة خيري الضامن صادر عن دار الساقي، ومهدى إلى: ذكرى صديقي الكاتب والمستشرق الراحل ايغور تيموفييف. ايغور رأس مكتب «الحياة» في موسكو وألف الكتاب المرجع «كمال جنبلاط الرجل والأسطورة،» وبدأ الجهد عن الملك فيصل الذي أكمله فاسيليف. ولا بد أن الكتاب مرجع تاريخي عن حياة الملك فيصل وعمله، فالمؤلف قرأ جميع الوثائق ذات العلاقة، وهو يشكر الأمير تركي الفيصل والدكتورة دلال بنت محمد الحربي من جامعة الرياض للبنات على مراجعة النسخة العربية وإغناء الكتاب بمعلومات إضافية قيمة. وهذا يكسب الكتاب صدقية عالية ما يجعله قراءة إلزامية للباحث المهتم. نقلاً عن الحياة اللندنية.
