* المشير مثقف ومحب للسينما والمسرح والموسيقى * الفن والإبداع قضايا محورية في دولة ما بعد الانتخابات الرئاسية * هوس المصريين بالديمقراطية يجعل مهمة السيسي صعبة * دقت ساعة العمل وعلى المصريين إلغاء الاحتفالات إذا فاز السيسي ماذا لو أصبح المشير السيسي رئيساً لمصر؟ سؤال افتراضى انطلقت منه "فيتو" في حوارها مع المؤلف والسيناريست محفوظ عبد الرحمن عن مستقبل مصر بعد الرئيس الجديد، فقال "بصراحة لدى قلق ومخاوف على حرية الثقافة والإبداع إذا جاء المشير السيسي رئيسًا" ويضيف عبدالرحمن "استشعرت من حوارات السيسي الأخيرة أنه يبحث عن مجتمع مثالى فاضل، والمجتمع الفاضل ليس له مواصفات، فقديمًا كانت النساء ترتدى الملابس القصيرة جدا، وكانت كلمة التحرش غير واردة في اللغة، وإذا ارتكبت كانت جريمة كبرى، واليوم تغتصب الفتاة وهى محجبة، فهناك تغيير في الأخلاق والمجتمع. *هل يساورك قلق من العصف بالإبداع في دولة السيسي إذا أصبح رئيسًا؟ لا أخاف على العرى أو البذاءة ولكنى أخشى على الرؤية الثقافية والسياسية، من وجود رقيب يقوم بمنع ومصادرة الأعمال الكتابية وخصوصا السياسية، فنعود من جديد إلى عصور الظلمات، وربما هذا لن يحدث، فعندما منعت الرقابة فيلم " شيء من الخوف " بحجة أنه يحرض ضد رئيس الدولة جمال عبد الناصر، وشاهده الرئيس، فقال "إذا كنت أنا مثل عتريس..فعلى المصريين القيام بالثورة " وسمح بعرض الفيلم في دور العرض. *في التحليل النفسى لشخصية السيسي.. هل ترى أنه سينحاز لحرية الإبداع؟ اتجاه السيسي العام ولغته العادية تدل على أنه مثقف وقارئ، ومحب للسينما والمسرح والموسيقى والأغانى ويؤكد أنه لا حل لأزمة السينما إلا بدعم من جانب الدولة، أيضًا على الدولة رعاية ومساندة حرية الإبداع، وليست مهمتها أن تمنع الأعمال أيًا كانت، ولكن تسمح بإنتاج أعمال تنويرية، فلن نستطيع أن نبنى هذا البلد إلا بالثقافة، وأرجو من الدولة – إذا أصبح السيسي رئيسًا - أن تتخلى عن شخصية الرقيب الذي تكون مهمته المصادرة والمنع، أما بالنسبة للأعمال الرديئة فالطريقة الوحيدة لمنعها هي الأعمال الجيدة، وبالنسبة لشخصية السيسي فإن كثيرا من المصريين وصفوه بأنه شبيه عبدالناصر، رغم أنه حينما ظهر أول مرة قالوا عنه من الإخوان المسلمين، وعلى فرض أنه شبيه عبدالناصر فلن يكون ناصر نفسه، فحتى الراحل جمال عبدالناصر كانت مواقفه السياسية مختلفة خلال فترة حكمه، طبقا لتغير الظروف والأحداث المحيطة به. *هل تتوقع نجاح السيسي في قيادة مصر إلى بر الأمان والنجاح؟ أتوقع أن ينجح السيسي كرئيس للدولة لأنه شخصية قيادية تجمع بين الإصرار والنعومة، فهو ليس شخصية صدامية عنيفة، أيضا لديه ميزان سياسة إستراتيجية، ويملك الجرأة في اتخاذ القرارات والقدرة على التواصل مع الناس، وإذا أخفق السيسي أو خرج عن الخطوط التي وعد بها سيصاب المصريون بخيبة أمل خصوصًا أنهم أصبحوا مولعين بقضية الديمقراطية إلى حد الهوس. *ما هو تصورك لرد فعل المصريين يوم إعلان نجاح السيسي؟ بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالح عبدالفتاح السيسي، سيغرق الشعب المصرى في احتفالات شعبية وإعلامية غير مسبوقة، وكأنهم انتصروا على هولاكو وهذه عادتهم، وذلك بدلا من أن يبدأوا في العمل وبناء الدولة، فعلى السيسي أن ينتبه إلى ذلك، ويقوم بترشيد هذه الاحتفالات والسيطرة عليها بل وقفها نهائيا، حيث دقت ساعة العمل. *ما هو أول الاستحقاقات الذي يجب على السيسي فعله ؟ وأول ما سيعمل الرئيس السيسي على تغييره، هو إصلاح الاقتصاد المرتبط بالطبع بالعمل الجماعى والمشاركة المجتمعية، فليس هناك دولة في العالم تعيش على المعونات فقط وهذه إهانة فادحة، فعليه وضع برنامج اقتصادى متكامل يعمل فيه الجميع، ويشعر كثيرًا من المصريين بعدم الرضا، نتيجة لصعوبة دوران عجلة الإنتاج المتوقفة على الأقل منذ ثلاث سنوات. *هناك من يرى صدامًا حتميًا بين المشير ورجال الأعمال.. ما رأيك؟ أنا خائف إلى حد الرعب من رجال الأعمال، فهم يشكلون خطورة شديدة على الاقتصاد المصرى، فليست هناك قوة أخرى تواجههم، وإذا استمر الحال على ذلك سنعود من جديد إلى قضية احتكارات الصناعات "أحمد عز"، والتي قد تكون أسوأ. *ماذا عن ملف الأمن؟ ملف الأمن لا يقل أهمية عن أي ملف آخر، ولا يمكن تأجيله، فالعمل على حله يأتى بالتوازى مع الاقتصاد، والذي لابد أن يدار بكفاءة من جانب مجلس الوزراء، حتى لا تتكرر مشاهد العنف والإرهاب التي عشنا فيها وما زلنا. *هل يتدخل السيسي في اختيار الوزراء؟ رئيس الوزراء وفقًا للدستور الجديد هو من سيقوم بتشكيل الحكومة، واختيارهم لم يكن ملكًا لشخص أبدًا في أي نظام، وسيفتح الباب لكل القوى المجتمعية للمشاركة في الاختيار، فالوزارات العسكرية سيشارك الجيش برأيه في اختيارهم، ولا أعتقد أن العسكريين سيدخلون في أعمال مدنية، ولكن عسكرة الوظائف هي كلمة حق أريد بها باطل، فالمطالبة بوزير دفاع مدنى هي حق مشروع ولكن نحن في ظروف سياسية تمنعنا من خوض هذه التجربة الآن إلى أن يتغير المجتمع، وبالنسبة لوزارة الثقافة والإعلام ماذا لو كان لدينا ثروت عكاشة آخر؟ فمن غيره ما كان هناك وجود للثقافة في مصر وأطلب من المشير السيسي أن يكون لديه عبقرية الاختيار حسب الكفاءة والأصلح للمنصب الوزارى. *ما هو تخيلك لموقع الثقافة والإبداع في دولة المشير السيسي؟ الثقافة والفن والإبداع قضايا ليست فقط محورية وإنما مبدئية لكل ما يمكن أن يفعله المشير، وحينما قال أحد مرشحى الرئاسة في الانتخابات السابقة أنا لا أدخل السينما ولا المسرح ولا أسمع الموسيقى، تساءلت كيف يحكم إنسان لم يذهب إلى المسرح ؟ فالإنتاج الثقافى هو قوة هائلة لأى دولة في العالم من الستينيات حتى الآن، فعندما منع نزار قبانى من دخول مصر بسبب مهاجمته لسياسات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلم عبدالناصر بذلك سمح له بالدخول، وعندما مات ناصر كتب قبانى " قتلناك يا آخر الأنبياء". *هل يتجاوب المصريون مع دعوة السيسي لهم بالعمل؟ يجب تأصيل فكرة العمل الجمعى، فلابد من تشجيع الناس على العمل، وأذكر أنه في 23 يوليو 1952، كان هناك حملات توعية تقوم بها مؤسسات المجتمع، والحكومة كانت تساندها، وعلى سبيل المثال أن نقوم بزراعة ألف شجرة أو إقامة مشروع قومى عام، فإذا استطعنا استقطاب الناس لحب العمل وكان التخطيط للمستقبل جيدًا، ستحل أزمات المصريين وتتحقق خارطة الطريق، فالعمل من أهم النقاط، منذ اللحظة التي سيبدأ فيها حكم الرئيس الجديد.