جزء من لغز احتراق مبنى المجمع العلمى هو إذاعة خبر احتراقه قبل يوم كامل من احتراقه الفعلى على قناة «CBC». المجلس العسكرى فى مؤتمره الذى عقده، أمس الإثنين حيث تحدث فيه اللواء عادل عمارة، أثار النقطة، خصوصا عندما اتهم «الإعلام» بإشاعة خبر الحريق قبل الحادثة بيوم كامل، مشيرا إلى أنه «مخطط معروف وممنهج للفوضى». لم يسم اللواء القناة، ولكن الخبر ورد ضمن حلقة الإعلامى خيرى رمضان من برنامج «مصر تنتخب» على «cbc» مساء الجمعة عن طريق اتصال من مشاهدة مجهولة، أفزع الخبر الدكتور محمد الشرنوبى أمين عام المجمع العلمى الذى كان جالسا فى منزله يشاهد التليفزيون، فنزل ملهوفا إلى مكان عمله، الذى يجاور موقع أحداث مجلس الوزراء، وحاول كما وصف بنفسه فى حواره مع «cbc» يوم الأحد الاقتراب من الحشود للاطمئنان على المبنى الأثرى التاريخى ومقتنياته، وحسب مشاهدته الأولى عن بعد فقد وجد المبنى آمنا لم يمسسه سوء، ورغم خطورة الموقف تجرأ واقترب من ضابط جيش يقف بجوار المجمع، وعرفه بنفسه فسمح له بدخول المبنى، ووجد المكان ومقتنياته بخير، واتصل فورا بخيرى رمضان، وعاتبه على الخبر الكاذب الذى روعه وروع مثقفين، ثم فوجئ الرجل فى اليوم التالى باحتراق المبنى بالفعل. والسؤال هنا: كيف وصل إلى البرنامج ومقدمه هذه المعلومة التى تحققت بعدها بساعات فى مصادفة مثيرة للريبة؟ المعلومة جاءت من خلال اتصال مشاهدة ادعت أنها من سكان المنطقة، وسردت ما يفيد بقيام المتظاهرين بحرق المبنى الأثرى القريب من منزلها، وقد يفيد التحقيق تقديم البرنامج رقم المتصلة لجهات التحقيق للاستعانة بشهادتها ومعلوماتها، التى سبقت الأحداث زمنيا بصورة غامضة، اتصال ثان بدا مرتبا، ولم يكن أكثر من سيدة منزل عادية أخذت تصرخ بصورة مبالغ فيها على حرق المجمع المهم، وبعد فترة وجيزة اتصل مدير المعهد بنفسه نافيا كل هذا، ولكن يحترق المبنى فى اليوم التالى بشكل غامض، رغم أنه حسب كلام مدير المعهد، كان فى حماية رجال الجيش.