عيد العمال الليبرالي    رئيس «إسكان النواب»: توجد 2.5 مليون حالة مخالفة بناء قبل 2019    أسعار النفط تسجل أكبر تراجع أسبوعي في 3 أشهر    بالصور.. وزير الشباب والرياضة يتفقد معسكر "يلا كامب" بمدينة دهب    بعد «اتفاقية التكييف».. محافظ بني سويف: تحوّلنا إلى مدينة صناعية كبيرة    إدخال 349 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة من معبري رفح وكرم أبو سالم    البيت الأبيض: بايدن يستقبل العاهل الأردني الأسبوع المقبل    موريتانيا.. أقدم معارض يدعم الرئيس الغزواني في الانتخابات المقبلة    أخبار الأهلي : عاجل .. استبعاد 11 لاعبا من قائمة الأهلي أمام الجونة    بحضور 25 مدربًا.. اتحاد الكرة يُعلن موعد الدورات التدريبية للرخصة «A»    تير شتيجن على موعد مع رقم تاريخي أمام جيرونا    التحقيقات تكشف سبب مقتل شاب علي يد جزار ونجله في السلام    تحرير 12 محضرا تموينيا خلال حملة مكبرة في البحيرة    مروة ناجي تتألق ونجوم الموسيقى العربية ينتزعون الإعجاب على المسرح الكبير | صور    آمال ماهر تتألق بأجمل أغانيها في جدة | صور    قصر أثري للبيع مقابل 10 يورو بشرط واحد.. كان يسكنه رئيس وزراء بلجيكي سابق    فريدة سيف النصر ترد على اتهامات توترها للفنانين داخل لوكيشن "العتاولة"    هند صبري وابنتها يقلدان مشهد من «نيللي وشريهان»    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    5 فئات ممنوعة من تناول الرنجة في شم النسيم    لعنة تخطي الهلال مستمرة.. العين يخسر نهائي كأس الرابطة من الوحدة    عمرو أديب ل مصطفى بكري: التعديل الوزاري إمتى؟.. والأخير يرد    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    الوزراء: منظومة الشكاوى الحكومية تلقت 2679 شكوى بمخالفات مخابز    قتلا الخفير وسرقا المصنع.. المؤبد لعاطل ومسجل خطر في القاهرة    بعد غيبوبة 10 أيام.. وفاة عروس مطوبس تفجع القلوب في كفر الشيخ    "قطّعت جارتها وأطعمتها لكلاب السكك".. جريمة قتل بشعة تهز الفيوم    وظائف وزارة العمل 2024.. بالتعاون مع شركات القطاع الخاص    كيف يعاقب قانون العمل المنشآت الممنتعة عن توفير اشتراطات السلامة المهنية؟    بعد محور جرجا على النيل.. محور يربط «طريق شرق العوينات» و«جنوب الداخلة - منفلوط» بطول 300 كم لربط الصعيد بالوادي الجديد    أخبار الأقصر اليوم.. تفاصيل لقاء قائد قطاع المنطقة الجنوبية لإدارة التراخيص والتفتيش ونائب المحافظ    بمشاركة كوكا، ألانيا سبور يتعادل مع أنقرة 1-1 في الدوري التركي    أنشيلوتي يؤكد مشاركة نجم ريال مدريد أمام قادش    أجمل دعاء ليوم الجمعة.. أكثر من الصلاة على سيدنا النبي    ردا على بيان الاهلي.. الكومي يكشف تفاصيل ما سوف يحدث في أزمة الشيبي والشحات    طب الفيوم تحصد لقب الطالبة المثالية على مستوى الجامعات المصرية    حسام موافي يوجه نصائح للطلاب قبل امتحانات الثانوية العامة (فيديو)    المؤتمر الدولي لكلية الألسن بجامعة الأقصر يعلن توصيات دورته الثالثة    المحكمة الجنائية الدولية عن التهديدات ضد مسئوليها: يجب أن تتوقف وقد تشكل أيضا جريمة    ضبط ربع طن فسيخ فاسد في دمياط    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    خدمة الساعات الكبرى وصلاة الغروب ورتبة إنزال المصلوب ببعض كنائس الروم الكاثوليك بالقاهرة|صور    رئيس قوى عاملة النواب يهنئ الأقباط بعيد القيامة    في تكريم اسمه |رانيا فريد شوقي: أشرف عبد الغفور أستاذ قدير ..خاص    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    تنفيذ إزالة فورية لتعدٍّ بالبناء المخالف بمركز ومدينة الإسماعيلية    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    سوسن بدر تعلق على تكريمها من مهرجان بردية لسينما الومضة    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرحلة الثانية من الانتخابات تحت أوهام السلاح وخريطة العائلات

دخلنا فى الجد.. الجولة الثانية من الانتخابات يومى الأربعاء والخميس ستختلف بكل تأكيد، لأنها ستجرى تلك المرة فى محافظات يغلب عليها الطابع القبلى، حيث يسود قانون القوة، وأنا وابن عمى على الغريب. لا مجال للهزار أو المهادنة، فكل قبيلة ترغب فى تنصيب مرشحها، ومساندته حتى يصل إلى الهدف المنشود. لا يهم إن كان من الثوار، أو من الفلول أو من «قتالين القتلة»، المهم أن يفوز حتى لو استدعى ذلك إراقة الدم. ملف البلطجة والسلاح والعنف يفرض نفسه حاليا على القوى السياسية، التى ستجد نفسها أمام مفردات لا علاقة لها بالمفردات التى تشكلت فى أثناء الثورة، فلا مجال للتعددية، أو الديمقراطية، أو الشرف، حاليا هناك الرصاص، والزعامة، والقبلية، والخطف. الكل يطمح فى كرسى البرلمان، ولا شىء سيقف أمام ذلك الطموح، حتى لو كان ذلك الشىء هو القانون شخصيا.
الجيزة
أجواء ساخنة فى إمبابة.. وحرب تمزيق اللافتات بدأت
على وقع اللهاث المتواصل مع اقتراب المرحلة الثانية التى تستعد لها محافظة الجيزة ذات الأربعة ملايين نسمة، تبدو الأجواء مشتعلة، وسط إمكانية اشتعال العنف والشغب فى مناطق تقليدية اشتهرت به فى انتخابات سابقة، ففى المحافظة مترامية الأطراف بدأت مبكرا حرب تمزيق لافتات الدعاية الانتخابية للمنافسين، مرورا بالتعدى بالضرب على مرشحين، ليبدو المشهد المنتظر ساخنا فى أكثر من موضع رغم الاستعدادات الأمنية التى أثبتت نجاحها فى المرحلة الأولى، لكن الشىء الأكيد أن الإخوان استعدوا جيدا لحصد عديد من المقاعد، وسط منافسة شرسة سواء على القوائم أو الفردى. المحافظة تشهد عودة جديدة لفلول الحزب الوطنى المنحل، وخوضهم المنافسة بالدوائر المختلفة، بينما يظل الحذر من ممارساتهم، والتى قد تنذر بوقوع أحداث عنف وشغب، إذ تشهد خمس دوائر على مستوى النظام الفردى ودائرتان على مستوى القوائم الحزبية منافسات ساخنة، أبرزها فى الدائرة الأولى للنظام الفردى التى تضم «الجيزة، وأبو النمرس، والحوامدية، والبدرشين، والعياط، والصف، وأطفيح»، نظرا لتحكم العصبية والقبلية والمنافسات الحميمة بين العائلات الكبيرة فى تلك المناطق، التى شهدت أعمال عنف دامية خلال انتخابات مجلس الشعب فى عامى 2005 و2010.
أما الدائرة الثانية للنظام الفردى التى تضم أقسام «بولاق أبو العلا، والعمرانية، والطالبية»، والتى كان يسيطر عليها أنصار الحزب الوطنى «المنحل»، تعد مرشحة للعنف بدورها، للتنافس الشديد بين مرشحى الإخوان والفلول، بينما تأتى الدائرة الثالثة، التى تضم «الدقى، والعجوزة، وإمبابة»، فى ظل توقعات هادئة نظرا لطبيعة المنطقة، على عكس منطقة إمبابة التى تشتهر بكونها أحد أهم بؤر العنف بالمحافظة، بينما تبدو المنافسة قوية هناك بين الإخوان والسلفيين، والفلول عن ذلك كله غير بعيدين بمرشحهم عبد المنعم عمارة. الدائرة الرابعة، والتى تضم أقسام «6 أكتوبر أول وثان، والشيخ زايد، والواحات البحرية، والهرم، وكرداسة»، قد تكون هى الأخرى هادئة، بخلاف الدائرة الخامسة التى تضم مناطق «أوسيم، والوراق، ومنشأة القناطر»، والتى قد تشهد أعمال عنف فى منطقة أوسيم بسبب الكتلة التصويتية الكبيرة هناك.
أعمال البلطجة بالمحافظة طفت على السطح فى الأيام القليلة الماضية، عبر تمزيق اللافتات الخاصة بعدد من المرشحين، خصوصا ضد المرشحين المنتمين للثورة، حيث تكرر تمزيق لافتات قائمة تحالف «الثورة مستمرة» ولافتات الدكتور عمرو الشوبكى المرشح الفردى على مقعد الفئات بالدائرة الثالثة.
وعبر هذه المشاهد الاستباقية يمكن توقع انتخابات حامية قد تشهد عنفا يضرب الاستقرار الأمنى الملحوظ الذى شهدته انتخابات المرحلة الأولى.
الإسماعيلية
أصوات القبائل والعائلات تتفتت بين المرشحين
الإسماعيلية فى الأغلب لن تستخدم السلاح، لا لأنها لا تملك السلاح، ولكن لأن قبائلها لن يدفعوا بمرشحين، وهكذا سيكتفى كبار القبائل بمساندة ذلك المرشح أو هذا.
مراكز القنطرة شرق وغرب والتل الكبير، تشهد تفتتا فى الكتل التصويتية، لكبار القبائل والعائلات، الذين طالما قدموا مرشحين فى الانتخابات البرلمانية السابقة، فهؤلاء الكبار لم يتفقوا على مرشح معين من المرشحين على مقعدى الفردى، وفى الأغلب سيستفيد مرشحو أحزاب التيارات الإسلامية، من ذلك. فى مركز القنطرة شرق، الذى يقع على الضفة الشرقية لقناة السويس، ستذهب أصوات قبائل الأخارسة، إلى مرشح العمال، السيد زايد، بينما يحظى مرشح حزب العمل محمد على متولى بدعم عائلات الصعايدة.
وعلى مستوى القوائم الحزبية لا يوجد إجماع بين الكتلة التصويتية على دعم إحدى القوائم، وإن كانت الأصوات ستتفتت بين القوائم، «الوفد» و«الحزب العربى للعدل والمساواة» وحزب المصريين الأحرار، فى مواجهة حزب «الحرية والعدالة»، الذى يحظى بكتلة تصويتية ثابتة فى المنطقة.
وفى مركز القنطرة غرب تتفتت أصوات قبائل البياضية والعقايلة والأخارسة، بين المرشحين، فلم يتم الاتفاق على دعم مرشح واحد، وذلك بسبب ضعف شعبية المرشحين جميعا، وعدم وجود أسماء مهمة بينهم، مما يصب فى مصلحة مرشحى «الحرية والعدالة» و«النور»، باستثناء المرشح المستقل السيد عبد العاطى الذى يحظى بدعم وتأييد من عائلات القراقة.
وفى مركز التل الكبير يبدو مشهد تفتت الأصوات متكررا، وإن كانت هناك قرى بأكملها أعلنت تأييدها المطلق لدعم ومساندة قائمة «الحرية والعدالة»، إلا أن الأمر بات مختلفا على مقعدى الفردى، حيث يحظى القيادى السابق فى الحزب الوطنى «المنحل»، عيسى زين العابدين بدعم ومساندة كبار العائلات، بالإضافة إلى مرشح العمال صابر عطية، الذى يعتمد على أصحاب الجمعيات الزراعية له، وعلى مستوى القوائم الحزبية تحظى قائمة المستقلين الجدد بكتلة تصويتية كبيرة إلا أن قائمة «الحرية والعدالة» تعتمد على كتلتها التصويتية الثابتة.
البحيرة
صلات النسب والمصاهرة تحكم العائلات الكبيرة
تسيطر القبلية العصبية بشكل كبير جدا على انتخابات مجلس الشعب، فى محافظة البحيرة، لا سيما فى الدائرتين الثالثة والرابعة، نظرا إلى أن القرى والمراكز معقل عديد من القبائل والعائلات الكبيرة، التى لها اليد الطولى على مجرى الانتخابات.
فى الدائرة الثالثة، التى تضم أبو المطامير وحوش عيسى وأبو حمص، هناك عدد من المرشحين، تربطهم علاقة نسب ومصاهرة بعائلات هناك، فعائلة عبد اللاه تعد من العائلات الإخوانية الكبرى، فى مدينة حوش عيسى، يخوض الانتخابات بها محمد عبد الكافى عبد اللاه، على قائمة «الحرية والعدالة»، فى الدائرة الأولى.
أما المرشح المستقل على مقعد الفئات، عبد المنعم السجينى، فيعتمد على قبائل الجماعيات والأحوطة وأبو خشيم وحيل، بينما يعتمد رفعت فريجة على قبائل الحرابى فى حوش عيسى، وأبو المطامير، والأكففة، التى تضم عائلات صقر ومريم وسكين وحماد والزعويلى.
وفى مركز أبو حمص ستدعم قبائل عائلات أبو خشيم قائمة «الحرية والعدالة» و«النور»، وعلى المقاعد الفردية ستدعم عبد المنعم السجينى، ورفعت فريجة، ومصرى أبو كاشيك، وحازم قريطم، ومن المتوقع حدوث اشتباكات ومشاحنات فى قريتى أبو الشقاف وحرارة، بين أقارب وأنصار قوائم «المواطن مصرى» و«الحرية والعدالة» و«النور»، نظرا إلى وجود ثلاثة مرشحين من هاتين القريتين.
وفى الدائرة الرابعة الدلنجات وكوم حمادة ووادى النطرون والنوبارية وبدر تسيطر القبلية والعصبية، فالقبيلة التى ينتمى إليها مساعد وزير الداخلية للأموال العامة السابق فاروق المقرحى، المرشح على مقعد الفئات وعضو مجلس الشعب السابق عن الوطنى المنحل، تمتد من الوادى إلى النوبارية إلى الدلنجات، وكذلك قرى الساحل، لذا يعد من أقوى المرشحين على المقعد، من حيث الكتلة التصويتية، التى ينتمى إليها، كما يعتمد أحمد كمال سعد، متصدر قائمة «الإصلاح والتنمية»، وعضو الشعب عن الوطنى المنحل، على عائلته الكبيرة، فى قرية الصواف، وفى القرية ذاتها يوجد المرشح الإخوانى على مقعد الفئات عادل مكرم.
كما يخوض الانتخابات محمد كمال خضر، الذى يعتمد على الكتلة التصويتية بقريته أبو الخاوى، ذات الطابع الصعيدى الشديد، حيث خاض انتخابات 2010 عن الحزب الوطنى المنحل، ودخل الإعادة، ولكنه خسر، وقام أنصاره وقتها بقطع طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى لمدة 5 ساعات متتالية، حتى تم تعديل النتيجة مرة أخرى ليلتحق بالبرلمان الذى لم يدم طويلا.
الشرقية
المصيلحى يتحدى الماضى فى «أبو كبير».. ورئيس «الجبهة» يواجه الطوفان
«الحذر لا يمنع قدرا» هكذا تعتقد دوما جماعة الإخوان المسلمين، فالحذر يعنى توقع حدوث أعمال شغب وبلطجة من قبل فلول الحزب الوطنى المنحل، والقدر هو الفوز المحتوم لصالح الإخوان، إذ تظل محافظة الشرقية أحد معاقلهم، ومقاعدها مضمونة لهم بعد الثورة.
الإخوان المسلمون وحزبهم السياسى الحرية والعدالة وضعوا أهم رجالهم على رؤوس القوائم، تحسبا لأى ظروف قد تأتى بما لا تشتهيه نفوسهم، خصوصا مع ما يعتبرونه حملة إعلامية تعمل على تشويه صورتهم أمام الرأى العام. المقاعد الفردية، التى تتسم برجال الصف الثانى، تعتمد على كتل تصويتية كبيرة متمركزة فى قرى إخوانية بحتة.
الدائرة الأولى، والتى تشمل «الزقازيق والقنايات»، يعتمد الإخوان المسلمون فى هجومهم الكاسح على الصناديق الانتخابية فى مدينة القنايات ومنطقة النحال والنكارية ذات الكتل التصويتية الضخمة لصالحهم، بينما يوجد السلف لكن ليس بالقوة التى قد تربك حسابات الإخوان المسلمين.
الدائرة الثانية التى تضم «منيا القمح وبلبيس والعاشر من رمضان ومشتول السوق» هى دائرة إخوانية من بابها شاء المنافسون أم أبوا، وهم (الإخوان) واثقون من حسم المقعدين لصالحهم، اعتمادا على قرى ذات كتل كبيرة جدا مثل «التلين»، مسقط رأس مؤمن زعرور المرشح الإخوانى على القائمة، و«العزيزية» مسقط رأس سمير الوكيل، المرشح على القائمة كذلك، و«الصنافين وسنهوا».
أما فى بلبيس فقد تشهد قرية شبرا العنب حدوث أعمال شغب وبلطجة بها، ليس لأنها بؤرة للشغب، ولكن قد يحدث ذلك بعد استبعاد المرشح فيصل جيرة الله، لعدم إدائه الخدمة العسكرية، وبذلك يكون المقعد قد ضاع، وولى إلى غير رجعة، من العائلة، خصوصا بعد قرار شقيقه، وهو العضو السابق عن المنحل لسنوات طويلة، عدم خوض الانتخابات هذه المرة.
أما فى الدائرة الثالثة، والتى تضم «أبو كبير وههيا والإبراهيمية وديرب نجم»، فهى كرة نار ملتهبة لثقل المرشحين، سواء الإخوان أو الفلول، فالإخوان لهم تكتلات كبيرة جدا فى الإبراهيمية والقرى التابعة لها، فضلا عن مدينتى ههيا وديرب نجم، أما مدينة أبو كبير فقد تشهد أعمال شغب، كونها معقل الدكتور على مصيلحى، وزير التضامن السابق والعضو السابق عن «الوطنى» المنحل، بينما تذهب التوقعات بنسبة كبيرة جدا لخوض المصيلحى جولة إعادة مع المرشح الإخوانى على مقعد الفئات.
وفى ديرب نجم الصدام آتٍ لا محالة من جانب طلعت السويدى المرشح على رأس قائمة «الوفد»، الذى سيقاتل بكل ما لديه فى مواجهة الاكتساح الإخوانى المحتمل، بينما تعتبر فاقوس محجوزة لهم، بفضل القرى الكبيرة «الروضة والعرين وإكياد»، لكن مصطفى الحوت، العضو السابق عن المنحل المرشح الحالى على قائمة حزب الوفد، لن يكون لقمة سائغة.
الدائرة الخامسة التى تضم «الحسينية وأولاد صقر وكفر صقر» تبدو هادئة وإخوانية بدورها، وربما لن يتمكن السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، من الصمود أمام جحافل الإخوان هناك، لكن قد تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.
المنوفية
سلاح أشمون وقويسنا يهدد الانتخابات.. وقرى الفلول تلوذ بالإخوان
ربما تكون المنوفية هى المحافظة الوحيدة التى شهدت أول ضحيتين فى أثناء فترة الدعاية الانتخابية، فالأولى جاءت قدرا فى أثناء تعليق أحد أنصار المرشحين لافتة انتخابية، أما الثانية فكانت بسبب المشاجرات بين مرشحى «الكتلة المصرية» و«الوسط»، وفيها سقط أحد أنصار مرشح «الكتلة» قتيلا، وتفتح ظاهرة انتشار الأسلحة غير الشرعية وسيطرة البلطجية وتجار السلاح عليها الباب وراء البلطجة فى انتخابات 2011، خصوصا فى ظل ازدهار تجارة السلاح فى عدد من مراكز المحافظة «السادات وأشمون وقويسنا والشهداء»، وعدد من القرى التى تشهد أعمال عنف انفلات أمنى، وكذلك تجارة المخدرات بعد ظهور الأسلحة المسروقة من السجون فى وادى النطرون المتاخمة لمدينة السادات، وكانت أغلبها أسلحة الكلاشينكوف الآلية والطبنجات الميرى.
تعد قرية شما فى مركز أشمون واحدة من أهم مراكز تجارة الأسلحة غير الشرعية، بينما تأتى قريتا هورين وشنتنا الحجر فى مركز بركة السبع من أهم مراكز بيع الأسلحة أيضا. وشهدت شنتنا الحجر واحدة من أكبر المعارك الانتخابية بالسلاح فى 2010 لوجود مرشح فى الانتخابات من أبنائها، وتبادل أنصار المرشح صبحى عميرة والمرشح على حماد مرشح حزب الإصلاح والتنمية، فى 2011 إطلاق النار، كما سقط أكثر من قتيل فى 2010 بمدينة بركة السبع. قرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم القرية التى قاومت التزوير فى 2010 وتصدى أهلها للبلطجية وحشود الأمن المركزى فى أثناء محاولات أمن الدولة المنحل وضباط المباحث التزوير لصالح مرشحى الحزب الوطنى، ومنع الأهالى الحزب الوطنى من التزوير لمرشحه، كى تكون بؤرة اشتعال بين أنصار المرشحين، فضلا عن بعض قرى مركز قويسنا. أما قرى بلمشط والحامول ومنشأة سلطان، فرغم أنها كانت محسومة لأمين التنظيم السابق فى الحزب المنحل أحمد عز، فإنها ارتمت بعد الثورة فى أحضان حزب الحرية والعدالة، مثلها فى ذلك مثل بعض قرى الباجور المؤيدة للراحل كمال الشاذلى، ومنها قرية زاوية جروان التى وقف أهلها ضد مرشحى «الوفد» وطردوهم من القرية حفاظا على عهدهم مع الشاذلى.
بني سويف
إخوان وفلول وجهاد فى صراع البرلمان
صراع أبناء العمومة على مقاعد البرلمان أصبح سمة الانتخابات البرلمانية فى المدينة، بعد أن فشلت العائلات فى حسم الصراع الداخلى، والاتفاق على مرشح يمثل أبناء الدائرة، بعد أن دخلت المحافظة مرحلة جديدة من الصراع بعد ثورة 25 يناير، من خلال خوض أكثر من مرشح على نفس المقعد من نفس القرية، وتحول إلى صراع عائلى على مقعد الشعب بين أكثر من مرشح.
هذا الواقع الجديد يفرض إمكانية وقوع أعمال عنف وشغب، لكن بدرجة أقل من الانتخابات الماضية، خصوصا بعد أن أعلن عدد كبير من مرشحى الحزب الوطنى المنحل تراجعهم عن خوض المعركة، حيث كانوا يعتمدون فى صراعهم على أعمال البلطجة وحماية الأمن ورجال الشرطة لهم، وأصبحت العائلات الكبرى عاجزة عن التحكم فى سير الانتخابات بعد اتساع الدائرة جغرافيا.
فى مركز بنى سويف سوف تشهد منطقة المرماح صراعا شديدا على كسب تأييد الناخبين، والتى تمثل كتلة تصويتية تمثل ثلث البندر تقريبا، وتشتد المنافسة بين المحامى جابر منصور والفائز بمنصب عضو نقابة المحامين الفرعية عن بنى سويف والشيخ أحمد يوسف أمير تنظيم «الجهاد» السابق ببنى سويف. وفى مركز الواسطى ستكون الانتخابات ساخنة، بسبب وجود عدد من المرشحين على اختلاف انتماءاتهم السياسية.
قرية بنى هانى بأهناسيا، ستشهد منافسة شرسة، وأيضا قرية ننا أكبر قرى الدائر من حيث عدد الأصوات تشهد منافسة حامية بين أبناء عائلة واحدة على مقعد الفئات.
السويس
القوائم والفردى فتتت القبلية.. و«الأربعين» كلمة السر
على مدار العقود الماضية ظل حى الأربعين هو اللاعب الرئيسى فى الانتخابات بالدائرة الثانية وبجواره حى الجناين، حيث يقطن حى الأربعين نحو نصف سكان محافظة السويس، بينما تنتشر العائلات الكبيرة القادمة من الصعيد والدلتا لتشكل الكتلة الرئيسية التى تؤثر فى الانتخابات ونتائجها.
183 جمعية اجتماعية لأبناء الصعيد وبحرى ترتكز معظمها بحى الأربعين وتنتمى إلى القبيلة القنائية والسوهاجية، ثم القادمين من أسيوط والأقصر وأسوان وأخيرا القبلية النوبية التى ظهرت بقوة خلال انتخابات 2010.
بينما تنقسم فيه كل قبيلة إلى عائلات ثم إلى أسر تشيد وتنشئ جمعيات أهلية للخدمات الاجتماعية، التى يتراوح عدد أعضائها ما بين 1500 و3000 عضو، تمثل فى النهاية كتلة تصويتية كبيرة تصل إلى 250 ألف صوت انتخابى من إجمالى عدد أصوات السويس 340 ألفا لهم حق التصويت.
القوى السياسية لم تغفل بالطبع هذه الحقيقة، وانضوت تحت لواء التكتلات الكبيرة هذه، فيأتى المهندس أحمد محمود أمين حزب الحرية والعدالة بالسويس على رأس القائمة وهو من قبيلة السوهاجية، التى ينتمى إليها كل من المرشحين الدكتور محمد عادل السيد المرشح على المقعد الفردى عضو حزب البناء والتنمية، والقدرى رسلان مستقلا، وحسام برعى المرشح المستقل على الفردى من قبيلة قنا من عائلة المهاودة، وينافسه على نفس المقعد مستقلا شكرى عيد وهو ينتمى إلى نفس القبيلة والعائلة أيضا.
لكن الاتجاه العام يوضح أن القوائم الحزبية والمرشحين على المقاعد الفردية اخترقت بعد الثورة القبلية وكياناتها، حيث يتصارع أبناء القبيلة الواحدة على مقعد واحد.
كان للبلطجة نصيب وافر من الحضور فى انتخابات نظام مبارك عامى 2005، و2010، حيث ارتبطت العملية الانتخابية فى السويس بظهور بلطجية تابعين لمرشحى الحزب الوطنى المنحل، فرضوا سيطرتهم على اللجان بمناطق متطرفة من المدينة الباسلة، ومنعت الناخبين من الوصول إلى اللجان، قبل أن يتغير المشهد فى المدينة التى أطلقت شرارة الثورة،.
سوهاج
تخوفات من صدامات طائفية وقبلية.. والإخوان والفلول على خط النار
الجميع خائف فى سوهاج من الانتخابات، إذ يخشى أكثر المتفائلين هناك حدوث معارك انتخابية على أساس طائفى أو قبلى، مما ينذر بعواقب وخيمة، إذ ترتبط بعض مراكز المحافظة بأوجاع طائفية بين المسلمين والأقباط كما فى مركزى المراغة وطما، أو صدامات قبلية كما حدث بين العرب والهوارة فى مركز دار السلام قبل أسابيع، وسط السلاح المنتشر بكثافة، والذى يؤجج المخاوف والقلق، إذ تبدو تجارة السلاح فى سوهاج اليوم مثل بيع الفاكهة «على عينك يا تاجر».. ويبقى الأمل فى الله وفى جهود الجيش والشرطة للخروج بالانتخابات إلى بر الأمان.
الانتخابات فى الدائره الثانية التى تضم مراكز «جهينة، والمراغة، وساقلتة» ستشهد أجواء ساخنة، بينما يتوقع السوهاجيون معركة قوية بين مرشحى الإخوان والفلول فى مركز جرجا، وبينهما العائلات الكبيرة المدججة بالسلاح، وكانت مواجهات اندلعت بين الجانبين خلفت مصابين، لتؤكد المخاوف من يوم انتخاب دموى. بينما تعد جرجا كتلة تصويتية ضخمة، بخلاف القرى الكبيرة تصويتيا مثل «بيت علام، والمحاسنة، ومزاتا الغربية»، فضلا عن انضمام مركز العسيرات إلى الدائرة، ليزيد الموقف اشتعالا بعد قرار العسيرات دعم أولاد مركزهم على حساب المرشحين الآخرين.
الدائرة الخامسة التى تضم مركزى «البلينا ودار السلام» تعيش حاله ترقب يمكن أن تنفجر فى أى وقت، ويعتبر موسم الانتخابات هناك أهم الأوقات المناسبة، لتجدد الصراعات لكثرة الاحتكاكات المتوقعة بين عائلات المرشحين، وسط انتشار كثيف للسلاح قبل وبعد الثورة. أما عن الكتل التصويتية فتعتبر برديس من أكبر القرى ذات الكتل التصويتية، إلى جانب بنى حميل التى تتساوى معها فى عدد الأصوات، 15 ألف صوت لكل منهما، إلى جانب أولاد عليوة والتى تعتبر كتلة تصويتية لا يستهان بها وجميعها فى مركز البلينا. أما دار السلام فتعتبر الخيام من أكبر الكتل التصويتية إلى جانب قريتى «الكشح وأولاد سالم». وتتميز قرية «السلام» بأغلبيه قبطية، بينما يتجدد سعى رجال الأمن لضمان إجراء انتخابات هادئة تمر بالمحافظة من عنق الزجاجة.
أسوان
الجعافرة والعبابدة صراع شرس.. والنوبيون يطمحون فى الاحتفاظ بمقعدهم
لا صوت يعلو حاليا فوق صوت القبلية، بعد أن تغيرت موازين القوى، ودمج الدوائر الانتخابية لتصبح دائرة واحدة تحكم مجريات الأحداث فى انتخابات مجلس الشعب فى أسوان.
المعركة الانتخابية تدار بالتربيطات القبلية، فى ظل سعى كل قبيلة إلى الاحتفاظ بمقعدها، سواء فى مجلسى الشعب أو الشورى، خصوصا قبيلتى الجعافرة والعبابدة أكبر كتلة تصويتية فى المحافظة، التى تتركز فى قريتى الجعافرة وبنبان فى مركز دراو، وقريتى الهضبة والبلاد الوطنية فى مركز كوم أمبو، ومعظم قرى مركز إدفو. الأحزاب تسير على نهج الحزب الوطنى المنحل فى اختيار تشكيلاتها بشكل قبلى، حيث اعتمد معظمها على وجود ممثلين شرعيين لقبيلتى الجعافرة والعبابدة، الأكثر تعدادا، أملا منها فى حصد المقاعد الستة، واللافت أن النوبيين القوة الثالثة التصويتية الأكبر فى المحافظة لم تلق إلا ب5 مرشحين، ويبدو أن تلك الانتخابات لا تلقى ود النوبيين على غير العادة.
قبيلة الجعافرة الكتلة التى تمثل أكثر من 60% من قوام العملية التصويتية، ظلوا يحتكرون مقعدين أو مقعدا على الأقل، فى أى انتخابات برلمانية، لم يحالفهم الحظ فى الانتخابات الماضية لمجلس الشعب، ودفعت تلك المرة بمرشحين من الوزن الثقيل، لتعويض ما فاتها.
بينما فرضت قبيلة العبابدة كلمتها من خلال مرشحين لا يقلون قوة من قبيلة الجعافرة، باعتبارها قوة لا يستهان بها يعرفها الجميع إذا خرجت إلى لجان الاقتراع.
أما النوبيون فكانت دائرة نصر النوبة وكوم أمبو تمثل ثقلا لهم فى الحفاظ على مقعد نوبى، وبعد فتح الدائرة بات من الصعب الحفاظ على ذلك المقعد.
وفى سياق متصل تصدر ملف الأزمة الأمنية المشهد السياسى قبل أيام من العملية الانتخابية، التى تشهدها أسوان، فى ظل النزاع المسلح والأزمة المتفجرة بين قبائل (بنى هلال وأبناء قوص ونقادة ودشنا التابعة لمحافظة قنا، من المقيمين فى أسوان، إضافة إلى بعض عائلات محافظة سوهاج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.