أصداء محاولات شيعة مصر الاحتفال بيوم عاشوراء فى مسجد الحسين مطلع الأسبوع الجارى لا تزال تضرب جنبات المشهد المضطرب أصلا، غضب شيعى من رد الفعل الأمنى عبر عنه القيادى الشيعى الطاهر الهاشمى الأمين العام لاتحاد قوى آل البيت فى تصريح خاص ل«التحرير» قائلا إن ما حدث مع الزوار الشيعة، الذين أتوا من محافظات مصر المختلفة من اعتقال عدد منهم، والدفع بهم خارج المسجد وخارج الضريح من قبل ضباط قسم الجمالية، يؤكد أن نظام مبارك لا يزال قائما، وأن أجهزته الأمنية ما زالت تعمل بكل قوة. الهاشمى اعتبر أن إقامة مجلس عزاء للإمام الحسين شهيد كربلاء ليس غريبا على طبيعة الشعب المصرى المحب لآل بيت رسول الله، وهو «أمر شرعى ولا تتخلله أى أفعال منكرة تذكر، بل هو وفاء منا بواجبنا تجاه حضرته الشريفة»، مشيرا إلى وجود المئات من أبناء الطرق الصوفية المختلفة، وعدد من الأشراف من كل محافظة. موضحا أن الشيعة فى مصر جزء من هذا الوطن، لهم ذات الحقوق والواجبات تجاه وطنهم وبلدهم، مضيفا أن التعامل الأمنى بهذه الطريقة لا ينسجم مع الطقس الديمقراطى، الذى يجب أن تحياه مصر بعد الثورة المجيدة التى شارك خلالها الشيعة شأنهم فى ذلك شأن بقية المصريين، حسب وصفه. القيادى الشيعى أوضح أن البرنامج، الذى تم تنفيذه داخل المسجد، كان عبارة عن قراءة القرآن الكريم وإنشاد القصائد الدينية وإلقاء الخطب، مؤكدا أن معظم الكلمات التى ألقيت فى المجلس حثت على الوحدة بين المسلمين والتقريب بين المذاهب الإسلامية والتنويه ومدارسة حياة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، خصوصا الإمام الحسين عليه السلام والسيدة العظيمة زينب عليها السلام ودورها العظيم فى مأساة كربلاء، لتكون أسوة وقدوة للاقتداء بهم واتخاذهم وسيلة لوحدة الأمة الإسلامية، كما تناولت الكلمات الثورة المصرية وتشابه مبادئها. من جانبه أكد محمد الدرينى، أمين المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، أن ما حدث يوم احتفال يوم عاشوراء هو عمل من أعمال مكافحة الشيعة فى المنطقة التى تقودها السعودية وبعض ضباط الأمن بمباركة السلفيين وبعض البلطجية. وأشار الدرينى إلى أن الأمور تسير فى طريق الخطأ، مناشدا القوى السياسية على رأسها الإخوان المسلمين ممثلة فى حزبها الحرية والعدالة أن تعقد مؤتمرا لكى تناقش من خلاله جميع القضايا وتنزع فتيل الحرب القائمة التى يشعلها الأمن. وطالب الدرينى بتحرك دولى عبر الجنائية الدولية لتحقيق وتقرير مصير الشيعة فى مصر، مؤكدا أن نظام مبارك ما زال يحكم وأن ما هو قائم الآن هو من بقايا النظام البائد الذى يأتى ضمن مكافحة الشيعة فى المنطقة. أما الدكتور أحمد راسم النفيس القيادى الشيعى، فقال إنه جرى افتعال هذه الواقعة وتحويلها إلى معركة فى حين أن الناس كانوا موجودين داخل الحسين، وعلى مدار الساعتين لم يكن هناك أى مشكلات تذكر وكأنه هناك من أشعل عود الثقاب، رفض النفيس أن يذكر هذا الطرف. وأضاف أنه ليس من مصلحة الشيعة فى مصر أن تدخل فى صدام مع أى قوى سياسية أو دينية أخرى، وأن ذكرى الإمام الحسين أو الاحتفال بعاشوراء من الممكن أن تقام فى أى مكان، وليس من الضرورى أو الواجب أن تقام داخل مسجد الحسين. كان شيعة مصر قد تنفسوا الصعداء بعد رحيل النظام البائد، شأنهم فى ذلك شأن جميع التيارات الإسلامية السنية الأخرى، الأمر الذى دفع العشرات من الشيعة بعد أن دفعتهم الجرأة إلى إقامة أول عزاء للحسين فى العلن وجهرا أمام الناس ودون تقية فى قلب القاهرة فى ذكرى استشهاده فى واقعة كربلاء الشهيرة، وذلك داخل المسجد المسمى باسمه. وللمرة الأولى منذ سقوط الدولة الفاطمية ترفع الأعلام السوداء المنقوش عليها «السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين»، «يا حسين يا مظلوم» وغيرها من الأدبيات الشيعية التقليدية، التى تكثر فى مثل هذه المناسبات الدينية التى اعتاد عليها الشيعة فى العالم، الأمر الذى استفز عددا من الحضور والقيادات الأمنية التى بدورها أغلقت المسجد ومنعت الناس من الوصول إلى مرقد الحسين، الذى يعد من المزارات المهمة للشيعة فى العالم خصوصا المصريين منهم وبشكل خاص يوم عاشوراء.