فى الرابع من مارس القادم أى بعد 3 أشهر تقريبا، ينتخب الروس رئيسهم الجديد الذى يتوقع أن يكون قديما، فقبل الانتخابات الرئاسية بفترة طويلة يعلم، حتى الأطفال، داخل روسيا أن رئيسهم القادم سيكون هو رئيس الوزراء الحالى ورئيس البلاد السابق فلاديمير بوتين. لكن بوتين الرجل القوى الصاعد على سلم الرئاسة بثقة، عليه أن يعبر بعض الدرجات أولا قبل العودة إلى مكانه المفضل، وأولى هذه الدرجات هى انتخابات البرلمان الروسى التى بدأت أمس بدعوة نحو 110 ملايين ناخب إلى أكثر من 95 ألف مركز اقتراع لاختيار 450 نائبا فى مجلس النواب (الدوما)فى الانتخابات التى تقام بنظام القوائم الحزبية. الرئيس الحالى للبلاد ديمترى ميدفيديف دعا الناخبين إلى «حسن الاختيار»، مشيرا إلى أن البلاد لا تحتاج إلى برلمان «تمزقه التناقضات» وكأنها دعوة ضمنية لانتخاب مرشحى حزب روسيا الموحدة، الذى يتصدر ميدفيديف لائحته، ويعد المرشح الأوفر حظا للفوز بتلك الانتخابات، لكن دون الاحتفاظ بأغلبية الثلثين التى تتيح له تعديل الدستور عند الضرورة. المتنافسون على مقاعد البرلمان الروسى 7 أحزاب، تضم قوائمها أكثر من 3000 مرشح، وأشهرها الحزب الشيوعى والحزب الليبرالى الديمقراطى وحزب روسيا العادلة فى مواجهة حزب الرئيس (روسيا الموحدة)، الذى بدا عازما على إدارة هذه الانتخابات على طريقة الحزب الوطنى المنحل فى مصر، حيث سعى لحشد تأييد الناخبين بكل الوسائل من خلال ممارسة ضغوط غير مسبوقة على الإدارات والموظفين الذين سيصوتون تحت إشراف مديريهم، كما تقول المعارضة ومنظمات غير حكومية بالإضافة إلى التضييق بكل وسيلة ممكنة على المنظمة الوحيدة لمراقبة الانتخابات فى روسيا «جولوس» ورئيستها ليليا شيبانوفا التى احتجزتها السلطات لساعات خلال محاولتها دخول البلاد بعد إتمام حملة التشويه الممنهجة ضد المنظمة التى تضمنت بث شبكة وطنية مساء الجمعة فيلما وثائقيا اتهم المنظمة بالعمل لحساب واشنطن التى تمولها لتشويه صورة الانتخابات الروسية كما تم تغريمها 1000 دولار بدعوى خرقها القوانين الانتخابية.. تلك الأمور التى دعت رئيس الحزب الشيوعى المعارض جينادى زيوجانوف لتوعد نظام بوتين بربيع عربى إذا تم تزوير الانتخابات.