كأنه سباق دخلته القارة الأوروبية من أجل معاقبة إيران على اقتحام متظاهريها السفارة البريطانية فى طهران، مما أعاد إلى الأذهان حادثة اقتحام السفارة الأمريكية عام 1979 واحتجاز 52 دبلوماسيا أمريكا ل444 يوما. ألمانيا والنرويج وفرنسا سارعت بسحب سفرائها من طهران كرد فعل على قرار بريطانيا بإغلاق سفارة إيران فى لندن ومنح دبلوماسييها 48 ساعة لمغادرة البلاد، بينما استدعت إيطاليا القائم بالأعمال الإيرانى للاحتجاج على اقتحام السفارة البريطانية، وعلى ما يبدو فدول عديدة ستتبعها. العزلة الدولية ليست الخيار الوحيد الذى تستخدمه الدول الأوروبية تجاه طهران، بل العقوبات الاقتصادية خيار آخر ما زالت تصر عليه القارة العجوز رغم أن استهداف بريطانيا معاقبة البنك المركزى الإيرانى هو ما فجر تلك الأحداث بعد أن اعتبرت طهران هذا القرار إعلانا للحرب. الاتحاد الأوروبى قرر صباح أمس الخميس استهداف نحو 180 شخصية وكيانا إيرانيا بعقوبات مشددة، معللا ذلك بمحاولة إيران صنع قنبلة نووية حسب التقرير الذى أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى نوفمبر الماضى. كما قال وزير الخارجية البريطانى وليام هيج فى تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» إنه يرجو أن تسهم تلك الإجراءات فى مزيد من الضغط والعزلة للقطاع المالى الإيرانى، والأمر ذاته أيدته كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى. بريطانيا كذلك عززت من المزاعم التى سبق وقالها وزير خارجيتها بأن أحداث اقتحام السفارة مدبَّرة وبرعاية من المرشد الأعلى على خامنئى، حيث قالت إن صورا نُقلت من قناتين كانتا تبثان أحداث الاقتحام على الهواء مباشرة وهما «العالم» و«برس تى فى» أظهرت قائد وحدة خاصة بقوات الحرس الثورى الإيرانى «الباسيج» تُدعَى «فيلق القدس» ضمن من اقتحموا السفارة. وسائل الإعلام العالمية استغلت تلك الصور لتؤكد مزاعم أن إيران كانت تدعم هذا الاقتحام، كما أشارت إلى أنه لا يمكن لأى قنوات أن تنقل أى حدث على الهواء مباشرة من داخل إيران إلا بعد تصريح مسبق من السلطات الإيرانية أى أن تلك القنوات بحسب تلك الوسائل كانت تعلم بما سيحدث فى ذلك الاقتحام برعاية رسمية.