«وأخيرا.. عقدت الانتخابات» حسبما قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، التى تابعت، إنه على الرغم من الغياب الأمنى الذى تشهده مصر فى هذه الفترة، فإن المصريين تحدوا خوفهم من اندلاع عنف أو فوضى، وعلى العكس من ذلك أقبلوا بأعداد هائلة على مقرات اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الديمقراطية الأولى التى تشهدها البلاد منذ 80 عاما، التى وصفتها الصحيفة ب«التاريخية»، وهو الوصف ذاته لصحيفتى «وول ستريت جورنال» و«نيويورك تايمز» الأمريكيتين، بعد الثورة المصرية والإطاحة بحسنى مبارك. وتابعت، إن ميدان التحرير، كان فارغا إلى حد ما فى أول أيام التصويت، حيث خرج بعض المعتصمين والمتظاهرين وسكان المناطق المجاورة للميدان، إلى المدارس والمكاتب الحكومية حول العاصمة للإدلاء بأصواتهم، مخالفين بذلك دعوة ثوار التحرير إلى مقاطعة الانتخابات. وعن الانتهاكات، قالت «الجارديان»، إن هناك كثيرا من المرشحين يدَّعون أن جماعة الإخوان المسلمين قامت بعديد من المخالفات فى بعض اللجان الانتخابية، وهو ما قد يعزز أصواتها. وأضافت «الجارديان»، أنها شهدت عديدا من الانتهاكات، تتضمن توزيع نشرات إعلانية داخل إحدى اللجان بمنطقة جسر السويس، وموفدين من الأحزاب «لمساعدة» المصوتين على فهم أوراق الاقتراع وكيفية التصويت. مشيرة إلى أن توقعات هائلة بسيطرة الإخوان المسلمين على مصر ما بعد مبارك، وأن تفوق الجماعة يدق جرس الإنذار لليبراليين والمؤيدين للنظام العسكرى، الذين يخشون أن يتحول المجتمع المصرى إلى مجتمع يستند إلى الشريعة الإسلامية. ونقلت عن أحد أعضاء الجماعة فى أحد لجان بولاق أبو العلا قوله: «لن يخيفونا، هذه هى إرادة الله». «وول ستريت جورنال»، قالت فى مقال بعنوان «مصر وثمار الفراعنة»، إن ما تشهده مصر الآن ليس إحدى عواقب الديمقراطية بقدر ما هو رد فعل لنصف قرن من الاستبداد فى عصر الفرعون الأخير، حسنى مبارك. صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، قالت إن مشاهد صفوف المصريين من أجل التصويت شىء يثير انتباه أى ديمقراطى، ولكن العملية الانتخابية الطويلة جدا «مشؤومة وغامضة» فى حد ذاتها، على حد وصف الصحيفة. وعزت ذلك إلى أن ملايين المصريين لا يعلمون أين سيتم تخزين أوراق الاقتراع تلك، حتى يناير المقبل، وكيف سيتم إحصاؤها ومن سيقرر أى الأصوات يتم استبعاده؟. فى مجلة «تايم» الأمريكية، يوضح الكاتب الصحفى تونى كارون، لماذا تشكل الانتخابات البرلمانية تحولا فى مسار اللعبة على حساب ميدان التحرير، موضحا بقوله إن المستقبل السياسى القريب لمصر لن يكتب فى ميدان التحرير بأيدى الثوار الذين خسروا نحو 40 من بينهم خلال الأسبوع الماضى، خلال أعمال العنف التى شنتها قوات الأمن، ولا المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيكون قادرا على الاستمرار فى محاولته احتكار صنع القرار خلال المرحلة الانتقالية. فمن خلال إنشاء مجلس منتخب ديمقراطيا، بصرف النظر عن العيوب التى شابت قانون الانتخابات، فإن المسار الانتخابى سيخلق صوتا شرعيا للتحدث باسم المصريين، سواء من مؤيدى المجلس أو من أصحاب ميدان التحرير، مما يمكن أن يحدث تغييرا عميقا فى لعبة السلطة فى الأشهر المقبلة.