شباب المصريين بالخارج مهنئا الأقباط: سنظل نسيجا واحدا في وجه أعداء الوطن    15 جنيهًا تراجعًا في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال أسبوع    برلماني: مصر تتحرك في كل الاتجاهات لوقف الإبادة الإسرائيلية في غزة    «قطار الموت» ينهي حياة فتاة داخل مدينة ملاهي بأكتوبر    الجد الأعظم للمصريين، رحلة رمسيس الثاني من اكتشافه إلى وصوله للمتحف الكبير (فيديو)    اعرف حظك وتوقعات الأبراج الاثنين 6-5-2024، أبراج الحوت والدلو والجدي    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية ميت كنانة بطوخ    «سلامة الغذاء»: تصدير نحو 280 ألف طن من المنتجات الزراعية.. والبطاطس في الصدارة    «الإسكان» تنظم ورش عمل مكثفة للمديريات حول تطبيق التصالح بمخالفات البناء وتقنين أوضاعها    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    333 مشروعًا تنمويًا.. هالة السعيد: 6,5 مليار جنيه استثمارات بالإسماعيلية لعام 2023/2024    التنمية المحلية: استرداد 707 آلاف متر مربع ضمن موجة إزالة التعديات بالمحافظات    وزير الإسكان: قطاع التخطيط يُعد حجر الزاوية لإقامة المشروعات وتحديد برامج التنمية بالمدن الجديدة    بالصور.. صقر والدح يقدمان التهنئة لأقباط السويس    نتنياهو: إسرائيل لن توافق على مطالب حماس وسنواصل الحرب    إعلام عبري: حالة الجندي الإسرائيلي المصاب في طولكرم خطرة للغاية    روسيا تسيطر على بلدة أوتشيريتينو في دونيتسك بأوكرانيا    زعيم المعارضة البريطانية يدعو سوناك لإجراء انتخابات عامة عقب خسارة حزبه في الانتخابات المحلية    صحة غزة: ارتفاع إجمالي الشهداء إلى 34 ألفًا و683 شخصًا    أسرع دليفري في مصر| أرقام وبطولات علي معلول قائد الأهلي الجديد    تقرير إيطالي: شرطان مثيران للاهتمام في تعاقد ديبالا مع روما    حمدي فتحي: مستمر مع الوكرة.. وأتمنى التتويج بالمزيد من البطولات    وزير الرياضة يتفقد منتدى شباب الطور    «شباب المصريين بالخارج» مهنئًا الأقباط: سنظل نسيجًا واحدًا صامدًا في وجه أعداء الوطن    في إجازة شم النسيم.. مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة بالغربية    «الداخلية» في خدمة «مُسِنّة» لاستخراج بطاقة الرقم القومي بمنزلها في الجيزة    التعليم: نتائج امتحانات صفوف النقل والاعدادية مسؤلية المدارس والمديريات    رفع حالة الطوارئ بمستشفيات بنها الجامعية لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    ماري منيب تلون البيض وحسن فايق يأكله|شاهد احتفال نجوم زمن الفن الجميل بشم النسيم    أنغام تُحيي حفلاً غنائيًا في دبي اليوم الأحد    بعد انفصال شقيقه عن هنا الزاهد.. كريم فهمي: «أنا وزوجتي مش السبب»    بالتزامن مع ذكرى وفاته.. محطات في حياة الطبلاوي    الليلة.. أمسية " زيارة إلى قاهرة نجيب محفوظ.. بين الروائي والتسجيلي" بمركز الإبداع    حفل رامى صبرى ومسلم ضمن احتفالات شم النسيم وأعياد الربيع غدا    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    دعاء تثبيت الحمل وحفظ الجنين .. لكل حامل ردديه يجبر الله بخاطرك    بين القبيلة والدولة الوطنية    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية ميت كنانة في طوخ    رئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث تعزيز التعاون مع ممثل «يونيسف في مصر» لتدريب الكوادر    لتجنب التسمم.. نصائح مهمة عند تناول الرنجة والفسيخ    "الرعاية الصحية" بأسوان تنظم يوما رياضيا للتوعية بقصور عضلة القلب    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يضغط لاستبعاد قطاع الزراعة من النزاعات التجارية مع الصين    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    الاتحاد يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الأهلي.. وأتوبيسات مجانية للجماهير    «التعليم»: المراجعات النهائية ل الإعدادية والثانوية تشهد إقبالا كبيرًا.. ومفاجآت «ليلة الامتحان»    «منتجي الدواجن»: انخفاضات جديدة في أسعار البيض أكتوبر المقبل    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    السيطرة على حريق شقة سكنية في منطقة أوسيم    ضبط دهون لحوم بلدية غير صالحة للاستهلاك الآدمي في البحيرة    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    «الدفاع المدني الفلسطيني»: 120 شهيدا تحت الأنقاض في محيط مجمع الشفاء بغزة    مختار مختار: عودة متولي تمثل إضافة قوية للأهلي    محمود البنا حكما لمباراة الزمالك وسموحة في الدوري    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بانوراما الثورة
نشر في التحرير يوم 25 - 11 - 2011

منذ 25 يناير، كنت أرى المخرجة ماريان خورى فى ميدان التحرير تمسك بالكاميرا، وتحاور المتظاهرين وتلتقط هذا الخيط السحرى بين السينما والثورة، وحتى الآن أترقب ما الذى سوف تصنعه بتلك اللقطات.. مرحلة التأمل التى يعيشها المبدع قبل إنجاز العمل الفنى هى التى تبث روح الصدق فى تفاصيله.. قبل عشرة أيام كنت قد اطلعت على جدول عروض مهرجان بانوراما السينما الأوروبية فى دورته الرابعة، الذى تقيمه ماريان بمبادرة شخصية.. إنها من المرات القليلة التى يتاح للجمهور المصرى أن يرى أفلاما أجنبية غير أمريكية.. وضعت الخطة، واخترت الأفلام، وجزء كبير منها كنت قد شاهدته من قبل، إلا أن بعض الأفلام يشعرنى بالحنين لكى أشاهده أكثر من مرة.
السبت الماضى تبدد كل شىء بعد أن توجهت الطلقات، وألقيت قنابل الغاز القاتل على المصريين، وجدت أن مكانى هو التحرير.. اعتقدت أيضا أن ماريان خورى سوف تلغى المهرجان، لأن هناك أحداثا قومية تعيشها البلاد تفرض على الجميع أن لا يكتفوا بدقيقة حداد وقراءة الفاتحة، ولكن الإلغاء أسوة بما فعله مثلا الموسيقار عمر خيرت الذى أعاد ثمن التذاكر إلى الجمهور تضامنا مع الثورة.. ربما يرى البعض أننا ينبغى أن نعلن للجميع أن الحياة فى مصر طبيعية، إلا أن الموقف هذه المرة مختلف، مصر تعيش لحظة فارقة فى تاريخها.
كان ينبغى أن أذهب مساء أمس إلى التحرير فى نفس توقيت افتتاح البانوراما، أشاهد مصر وهى تنتزع حريتها.. فى الأيام السابقة كنت أفضل الذهاب ظهرا، لكن هذه المرة ذهبت ليلا.. النظام مستتب.. الهدوء أكثر.. لا وجود لبائعى الأعلام المنتشرين هم بائعو الكمامات، كنت كعادتى اشتريت واحدة من صيدلية فى المنيل، يصر صديقى صاحب الصيدلية على أن يتبرع بواحدة، أمنحها لأول شخص أراه فى الميدان.. الكمامة بالنسبة إلىّ مثل الكرافت لكاتبنا الكبير نجيب محفوظ الذى لم يكن يستطيع ارتداءها، إلا أن للضرورة أحكاما.. أحاول عبثا أن أجد تفسيرا علميا لتلك الحالة من الإغماءات، حيث أرى طابورا من عربات الإسعاف يقف بالقرب من الميدان، وهناك عيادات منتشرة داخل الميدان للإسعافات الأولية، وأيضا داخل الكنيسة خلف جامع عمر مكرم مركز طبى.. النداء الذى يتكرر بقوة: «الشعب يريد إسقاط المشير»، والفضائيات لا تتوقف عن إذاعته، ولا يمكن الفصل بين المجلس الأعلى والمشير، ولكن بالتأكيد الجيش المصرى لا يمكن اختزاله لا فى المشير أو المجلس الأعلى.. درع مصر ستظل درعا لها تحميها فى مواجهة الأعداء.
الناس لا تريد للجيش أن يتورط فى دور سياسى، هو غير مؤهل له.. المشير مثلا من خلال الخطاب ليس هو القادر على مخاطبة الناس، أتذكر أننى قبل نحو أكثر من شهرين بمناسبة إصبع اللواء الفنجرى الذى توعد من خلالها الناس بالويل والثبور وعظائم الأمور، طلبت من المشير أن يتدرب على لغة الجسد وفنون الخطابة، ولو راجعت التسجيل ستكتشف أن المشير لم يكن يدرى فى كثير من الأحيان، رغم أن الكلمة مسجلة، متى يكمل العبارة وكيف ينتقل إلى جملة أخرى، والفارق بين سكتة الجملة والفقرة، كما أن من الواضح أن من أشرف على التسجيل لم تكن لديه الدراية الهندسية الكافية.. خسر المشير كثيرا رغم أن عديدا من القوى السياسية تنظر فقط تحت قدميها وتبحث عن وسيلة لالتقاط الثمرة، حتى ولو كانت ملطخة بالدماء من تحت أقدام الثوار.
الوفد يصر على إقامة الانتخابات فى موعدها.. الإخوان وفلول الحزب الوطنى المنتشرون هنا وهناك يطمعون فى الثمرة الدموية.. كيف نجرى انتخابات فى ظل هذا التوتر الأمنى؟ رجال الأمن مستنفذون تماما والثقة بينهم وبين الناس وصلت إلى ما تحت الصفر ولكن الكل يطمع فى الثمرة.
هل يرحل المشير ويعيد كتابة سيناريو جديد للأحداث؟ المؤكد أنه يعلم أن الأمر يبدأ بتكرار النداء «يسقط.. يسقط حكم العسكر»، ولن يستغرق الأمر كثيرا.. هل يُلقى بيانا جديدا؟ لا أعتقد أنه سيفعلها.. ربما ما نراه هو بلغة الدراما «climax anti» ما بعد الذروة.. كانت الذروة فى البيان الذى لم يحسن المشير صياغته ولا أداءه هذه هى بانوراما الثورة التى رأيت أحداثها فى ميدان التحرير ولا مكان لبانوراما أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.