كلما قررت أن أرفع القلم عن الكتابة عن الزمالك، فالحياة أوسع وأشمل وفيها الكثير مما يستحق الحديث عنه، وجدت الأحداث تقودنى إلى نفس المكان الذى لا يكلّ أو يملّ من إنتاج الأخبار والمشكلات والأزمات والأحداث الساخنة التى تفرض نفسها علينا. فبعد يومين من طلب عمرو زكى فسخ عقده مع الزمالك لعدم الحصول على باقى مستحقاته، انطلق اللاعب حازم إمام ليستكمل الجزء الثانى من المسلسل بخلع الفانلة وإلقائها على الأرض والصراخ والعويل من أجل الرحيل، وكما هى العادة فى كل مرة يثير فيها اللاعب مشكلة خرج والده ليندب حظ ابنه الوديع المسالم الغلبان ويطلب الرأفة والرحمة مدعيا أن نجله ينتظر الحبس بسبب شيكات دون رصيد، وهى قصة مضروبة، حتى إن صحت لا تبرر أن يلقى اللاعب فانلة النادى ويتطاول على زميله الأكبر حجما وسنا ووزنا وتاريخا أحمد حسام. المهم أن كل لاعب يلعب مباراتين حلوين يدّعى أزمة ويطلق بعدها الإشاعات بمفاوضات الأهلى، ليرهب الإدارة ويلوى ذراعها المكسورة فتتجاهل خطأه وتراضيه، وهذه المرة أتمنى من الكابتن حسن شحاتة المهذب المحترم الذى دائما ما يعلى الأدب والأخلاق على الكرة أن يأخذ موقفا صارما يعيد إلى النادى هيبته واحترامه، وأذكّره هنا -لعل الذكرى تنفع أصحاب القرار- بموقف الكابتن صالح سليم من إبراهيم حسن وقت أن كان لاعبا أساسيا فى فريق الأهلى حيث قام بإلقاء فانلة الأهلى على الأرض بعد أن طرده الحكم من الملعب على أثر خناقة مع لاعب المقاولون ناصر التليس فلم ينتظر المايسترو واتخذ قرارا تربويا بوقفه لمدة 6 أشهر رافضا أن يسمع كلمة من المرتعشين والمرتعدين والخائفين على مسيرة الفريق فى البطولة، وقال قولته الشهيرة: «الأخلاق ثم الأخلاق ثم الأخلاق ثم كرة القدم»، وهذا الموقف التاريخى وتلك الكلمات الخالدة هى التى يعيش عليها الأهلى الآن، فاللاعب يعلم أنه لا يوجد كبير وصغير فى الخطأ، والظروف والجوابات والاعتذارات والتوسلات ليس لها مكان لمن يخطئ فى حق المؤسسة، وظنى يا كابتن حسن أن اللاعب أخطأ خطأ كبيرا وحتى الآن لم يصدر عنك قرار وعقوبة تناسب حجم الجرم، والسكوت هنا علامة رضا والصمت الطويل إشارة موافقة على هذه المهازل، فإذا كنت خائفا على البطولة وتخشى أن تخسر جهود اللاعبين فالخسارة ستكون أفدح لأنك ستخسر نفسك، أما البطولة فالزمالك مدمن خساراتها. وبالمرة لدىّ سؤال ليس بريئا بالمرة يا كابتن حسن: هل لموقفك الغريب علاقة بأنك وطاقمك التدريبى تحصلون على رواتبكم كاملة دون أن يؤثر فيها شح خزينة النادى وحالة الفقر التى أكلت مستحقات اللاعبين؟ يعنى هل تشعر مثلا بالذنب أو وخز الضمير أو ربما عينك مكسورة أمام اللاعبين لأنك تحصل على كل مستحقاتك أولا بأول وهم لا؟ النقطة الثانية هى التهديد بالانتقال إلى الأهلى، الفزاعة التى ترهب الإدارة وتبلل سراويلها، أنا من المؤمنين بمبدأ المايسترو «اللى مش عايزنى مع ألف سلامة والنادى أكبر من اللاعب، والفريق اللى يقف على لاعب لا يستحق البطولة وإن سرقها مرة لن يأخذها مرة أخرى»، فما بالك إذا كان الفريق هو الزمالك الذى خلع كل قيمه ومبادئه وملابسه أمام اللاعبين ولم يفز ببطولة؟ ثم ماذا سيضير الزمالك أن ينتقل عمرو زكى وحازم إمام وشيكابالا إلى الأهلى؟ فمن دونهم احتكر الدورى والبطولة الإفريقية وتُوج ثالث العالَم، والثلاثة لن يضيفوا شيئا إلى سجل البطولات الضخم بل قد ينقلون إليه عدوى الهزيمة، فهم مصابون بفيروس لا شفاء منه وداء لا علاج له؟ فليرحلوا لنادٍ يقدّر مواهبهم وتفانيهم وإخلاصهم وقدراتهم الفائقة فى إحراز البطولات! لماذا يستمرون فى الزمالك الفقران الكحيان آكل حقوق اللاعبين؟ لماذا يرهقوننا بمتابعة مشكلاتهم وخناقاتهم وفانلاتهم ومذكراتهم ضد النادى؟ لماذا جددوا عقودهم ما دام النادى يأكل حقوق اللاعبين ويمصمص عظامهم ويرميهم فى الشارع؟ أرجوكم ارحلوا، نفسنا نتكلم فى الكورة.