في تفجير مختلف هذه المرة لخط تصدير الغاز الطبيعي للأردن وإسرائيل بسيناء استهداف المهاجمون أنبوب تصدير الغاز نفسه بعد أن شددت أجهزة الأمن من إجراءاتها الأمنية حول المحطات الرئيسية للغاز والتي قد تم استهدافها خلال التفجيرات الخمس السابقة. المهاجمون هذه المرة اختاروا منطقة جبلية غير مأهولة بالسكان لتنفيذ التفجير بعيدا عن الإجراءات الأمنية التي فرضت حول المحطات من حيث زيادة عدد أفراد الحراسة وإحاطتها بأسوار عالية ومنع الاقتراب منها. الإجراءات الأمنية المصرية لم تنجح في منع التفجير ووقف الهجمات التي بدأت منذ فبراير الماضي واستهدفت تخريب الخط ووقف ضخ الغاز لإسرائيل. الرواية الأمنية للتفجير هي نفس الرواية في المرات السابقة تقول أن المهاجمين كانوا يستقلون شاحنتين على الأقل وهاجموا الأنبوب وقاموا بوضع عبوة ناسفة أسفله ثم قاموا بتفجيره عن بعد باستخدام دائرة كهربائية مصنوعة محليا. المتفجرات المستخدمة في التفجير وحسب المعاينة الأولية يبدو أنها كانت كمية كبيرة ومصنعة محليا نظرا للقوة التدميرية الهائلة التي أحدثتها ودوي الانفجار الذي سمعه سكان العريش أنفسهم على الرغم من أن المكان يبعد نحو 30 كليو مترا تقريبا من العريش . السيطرة على الحريق لم تتم إلا بعد نحو خمس ساعات تقريبا حيث ظلت النيران مشتعلة طوال هذه الفترة لأكثر من عشرين مترا فيما لم تتمكن أي قوات إطفاء من التعامل معها إلا انه تم السيطرة على الحريق بعد أن أوقفت شركة جاسكو المشغل الرئيسي لخط الغاز الضخ ، الا أن وجود بقية كميات من الغاز نتيجة الارتداد تسبب في استمرار اشتعال النيران لفترة من الوقت. المصادر الأمنية تقول أن التفجير الذي وقع في الواحدة من فجر اليوم استهدف خط الغاز قرب قرية مزار التي تقع على بعد 30 كيلو متر غربي العريش وهو التفجير السادس الذي يستهدف خط الغاز منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وسقوط نظام الرئيس السابق مبارك. وقال شهود العيان أن السنة النيران ارتفعت بشكل كبير وانه كان يمكن رؤيتها على بعد حوالي 20 كيلو متر وان قوات من الجيش والشرطة فرضت طوقا امنيا ومنع الاقتراب لأكثر من خمسمائة متر تقريبا.َ وهرعت سيارات الحماية المدنية وأجهزة الأمن خبراء المفرقعات إلى مكان التفجير. واضطرت الأجهزة الأمنية إلى قطع التيار الكهربائي عن منطقة تصل مساحتها نحو 50 كيلو متر حيث وقع التفجير أسفل خطوط الضغط العالي . اللواء عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء الذي كان خارج المحافظة وصل صباحا إلى مكان التفجير مباشرة يرافقه عدد من القيادات الأمنية والحاكم العسكري وأجهزة المعمل الجنائي التي بدأت في جمع الأدلة فور وصولها للمكان. وقالت مصادر أمنية أنها حتى الآن لم تقوم بأي ملاحقات أمنية لمشتبه بتورطهم في التفجير ، وان المهاجمين نفذوا الهجوم بنفس الطريقة في المرات الخمس السابقة. وتقول الأجهزة الأمنية أن عددا من المطلوبين الذين يشاركون في هذه التفجيرات وبينهم عناصر جهادية فلسطينية قد تم تحديدهم إلا أنهم يستخدمون أماكن متفرقة في الهروب والاختباء مستغلين حالة الانفلات الأمني بسيناء بعد سقوط نظام الرئيس السابق. وضاعفت مصر سعر الغاز المصدر للأردن الشهر الماضي. ووقعت الحكومة تحت ضغط لرفع سعر الغاز الذي تصدره لإسرائيل والأردن لان الأسعار التي تم الاتفاق عليها في عهد مبارك أقل من أسعار السوق. وقالت الحكومة المصرية هذا الشهر أنها ستشدد الإجراءات الأمنية المحيطة بخط الأنابيب من خلال تركيب اجهزة انذار وتعيين دوريات أمنية من قبائل البدو. وكانت التفجيرات السابقة قد أدت الى اغلاق خط الانابيب الذي تديره شركة (جاسكو) لأسابيع.