«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك».. بهذه التلبية الصادرة من القلوب والحناجر يقف اليوم أكثر من 5 ملايين حاج جاؤوا من جميع أنحاء العالم على جبل عرفات «المشعر الحرام» ليؤدوا الركن الأساسى فى الحج، وهم يرفعون أيديهم إلى السماء داعين الله عز وجل أن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وأن يغفر الله ما تقدم من ذنبهم. إلى عرفات الله، يتجه الحجاج ابتداء من فجر اليوم إلى المشعر الحرام ليقضوا نهار السبت فى معية الله بعدما فرغ عدد منهم بقضاء يوم الثامن من ذى الحجة «يوم التروية» فى منى اقتداء بسنة الرسول، صلى الله عليه وسلم. يصعد اليوم حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات بعد أن أتوا من كل فج عميق ومن أقطار بعيدة، يبغون رضاء الله ويطلبون مغفرته، الأسود بجانب الأبيض، الأعجمى بجانب العربى، الفقير بجانب الغنى، المرؤوس بجانب رئيسه، فغدا الكل سواسية أمام الله تعالى فى ذلك اليوم العظيم الذى يغفر الله فيه ذنوب كل من أتاه قبل حتى خروجه من عرفة. رئيس الجهاز التنفيذى لبعثة الحج المصرية رئيس بعثة حج القرعة اللواء صلاح هاشم، أوضح أنه تم التأكد من رصف جميع الممرات التى تربط بين الخيام لضمان تحقيق راحة أكبر للحجاج، وكذلك زيادة عدد دورات المياه المحمولة وأحواض الوضوء لتعمل جنبا إلى جنب مع تلك التى أقامتها السلطات السعودية، وكذلك إنارة الممرات الواقعة بين الخيام، وتوفير نحو 800 مقعد بلاستيك و80 منضدة و80 مظلة بكل مخيم ليستخدمها الحجاج فى أثناء احتسائهم المشروبات الساخنة والباردة التى ستقدم لهم مجانا. هاشم أكد وجود أماكن داخل المخيمات لجميع حجاج البعثة، مشيرا إلى أن جميع الحجاج سيتوجهون إلى عرفات فى رد واحد، وذلك بقرار فردى من الضابط المشرف على كل 6 حافلات، والتى تضم 300 حاج لضمان سرعة الوصول إلى عرفات قبل الازدحام. فى سياق مواز تقدم سبعة من حجاج الجمعيات التابعة لوزارة التضامن والعدالة الاجتماعية ببلاغات إلى الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى وزير الأوقاف رئيس بعثة الحج المصرية، يتهمون فيه المؤسسة القومية للحج والعمرة بالنصب والاحتيال عليهم والاستيلاء على أموالهم. وقال الحجاج السبعة، إنهم دفعوا 32 ألف جنيه للتمتع بحج متميز يشمل إقامتهم بغرف مزدوجة بفندق الصفوة المطل على الحرم المكى الشريف بمكة المكرمة، وفندق «موفنبيك» المطل على المسجد النبوى بالمدينة المنورة، إلا أنهم فوجئوا بتسكينهم بغرف رباعية ضيقة بفنادق 3 نجوم لا تطل على الحرم المكى أو المسجد النبوى، فى الوقت الذى يقطن فيه مشرفو البعثة فى غرف مزدوجة بفنادق 5 نجوم.