أيام وتنطلق حملات الدعاية لانتخابات البرلمان المقبل. الأحزاب «قليلة التمويل» بدأت فى البحث عن مصادر لتكون عونا وسندا فى الدعاية، أما الأحزاب «ذات الوفرة التمويلية»، أو التى سارعت فى الدخول فى تحالفات وتكتلات، فبدأت الاتفاق بالفعل على شكل الدعاية، التى بالتأكيد ستزيد تكلفتها بعد اتساع مساحات الدوائر. الحسبة بسيطة، ما يقترب من أربعين حزبا تم تأسيسها بعد ثورة يناير، إلا أنها لم تخضع للجنة فحص الأحزاب فى الجهاز المركزى للمحاسبات، بهدف متابعة أدائها المالى. «التحالف الديمقراطى من أجل مصر»، الذى يضم عشرة أحزاب سياسية، بدأ فى دراسة آليات التمويل. القيادى فى حزب الحرية والعدالة، المهندس سعد الحسينى، قال إن التحالف شكّل لجنة بدأت عملها اليوم، لتحديد أوجه الإنفاق والدخل للدعاية الانتخابية، وكذا وضع برنامج انتخابى وافٍ. مشيرا إلى أن كل حزب من أحزاب التحالف يدرس آليات دعم مرشحيه فى الانتخابات، مؤكدا أن تمويل حملات الدعاية لمرشحى الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، يكون من «جيوبهم» كما كان من قبل. وأضاف الحسينى ل«التحرير» أنه تم تخصيص صندوق للتبرع فى كل محافظة، يشارك فيه أعضاء وقيادات الحزب من رجال الأعمال والأثرياء، لدعم الحملات الانتخابية لمرشحى الحزب، إلى جانب ما يقدمه المرشح من تمويل لحملته، نافيا فى الوقت ذاته أن يكون هناك تمويل مركزى من الحزب للمرشحين، قائلا «الحزب لا يملك أموالا لمثل هذا الغرض». وعن برنامج الحزب، قال الحسينى إن «الحزب انتهى من تعديل برنامجه»، مؤكدا أن برنامج الحزب الذى قدموه للتحالف الديمقراطى شمل عديدا من التعديلات الجوهرية، وخصص بابا تحت عنوان «الموقف من الأقباط»، مؤكدا على لسان حزبه، أن الموقف ثابت من الأقباط، «فهم لهم ما لنا وعليهم ما علينا». وبخصوص موقف الحزب من قانون بناء دور العبادة قال الحسينى «الأقباط ظُلموا ومن حقهم قانون خاص يسمح لهم ببناء الكنائس، ونحن نرحب بذلك». البرنامج الانتخابى لحزب الحرية والعدالة تجاهل موقف جماعة الإخوان من ولاية المرأة والقبطى، هذا ما أكده الحسينى قائلا «هذا الموقف لا محل له فى برنامج انتخابى»، مشيرا إلى أن البرنامج نص على النظام البرلمانى، كما طرح مجموعة من الرؤى الجديدة من الناحية الاقتصادية والتنموية. منسق اللجنة التنفيذية للكتلة المصرية، محمد غنيم، قال «ليس لدينا حنفيات تمويل كما لدى بعض الأحزاب، وسنقوم بالدعاية حسب مواردنا». الرجل أضاف ل«التحرير» أن الحملة الانتخابية للكتلة تقوم على ثلاثة محاور «الإعلام والعمل الجماهيرى والإنترنت»، لتعريف الناس بالكتلة وأحزابها ومرشحيها وأهدافها. مشيرا إلى أن الحملة ستكون على مستويين، على المستوى الخاص، الدوائر، سيقوم كل حزب بالإنفاق على الحملة الانتخابية لمرشحيه، ويرفع شعاراته كحزب. أما على المستوى العام للدعاية للكتلة المصرية على مستوى الجمهورية، فستكون من خلال ميزانية مركزية تشترك أحزاب الكتلة الثلاثة فى تمويلها، مشيرا إلى أن الكتلة لم تستقر على شعارها الانتخابى بعد. مصادر داخل أحزاب الكتلة، أكدت أن الميزانية العامة، ستشترك فيها الأحزاب الثلاثة، كل حسب نسبة تمثيله بالقوائم وعدد مرشحيه. فلحزب المصريين الأحرار فيها النصيب الأكبر، يليه الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ثم التجمع. أما عن مصادر التمويل فهى قائمة على المساهمين فى أحزاب الكتلة من رجال أعمال وشباب ومصريين فى الخارج. أما وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، عبد الغفار شكرفقال ل«التحرير» إن لجنة إدارة الحملة الانتخابية اجتمعت لمناقشة أعمال اللجنة، والبرنامج الانتخابى، إلى جانب الخط السياسى والموضوعات الرئيسية، مضيفا أن تمويل التحالف سيكون من خلال التبرعات. شكر كشف أن حزبه فتح حسابا فى البنك لتلقى التبرعات، مشيرا إلى أن الحساب سيكون تحت رقابة الرأى العام وأجهزة الدولة المختصة، إلى جانب أن يتحمل مرشحو كل دائرة تكاليف الدعاية، وأضاف «التحالف على المستوى المركزى سيقدم خدمات عينية من لافتات وبوسترات وإعلانات فى الصحف، فضلا عن تنظيم سلسلة من المؤتمرات العامة». وأشار شكر إلى أن كل حزب سيتحمل نصيبه من التمويل، طبقا لعدد مرشحيه فى المواقع المتقدمة من القوائم.