تابعت الأقلام السياسية بشغف نتائج الانتخابات التونسية في محاولة للوقوف على دلالاتها سواء على مصر أو على الربيع العربي بأكمله. في هذا الإطار تساءل مستشار السياسية الدولية نيل هيكس في مدونة المنظمة الحقوقية الأمريكية «هيومن رايتس فيرست» عما تحمله هذه الانتخابات من مؤشرات على أداء ناخبي الربيع العربي إذا ما أتيحت الفرصة أمامهم للتصويت في انتخابات عادلة وحرة. يشير الكاتب لخطأ التشبيه الشديد بين أداء حزب النهضة – الفائز بنسبة 41% في الانتخابات وحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان. يقول هيكس «خلافاً للإخوان المسلمين تلك الحركة الدينية التي دخلت عالم السياسىة يعتبر حزب النهضة التونسي حزب سياسي يستمد إلهامه من وحي الدين» وينتقل الكاتب للحديث عن حزب النهضة الذي تظهر النتائج الأخيرة إستفادته من تاريخه كمعارض صامد لنظام بن علي. في المقابل، يحمل الإخوان المسلمون تاريخاً أكثر غموضاً من التعايش مع حكام مصر القمعيين. ففي حين كانت الجماعة محظورة أغلب الأحيان، وتعرضت لقمع شديد من قبل نظام مبارك، إلا أنه بدت في بعض الأحيان نوع من التسوية المفيدة للطرفين بين الجماعة والسلطة. وهنا يوضح هيكس سبب عدم ثقة كثير من الليبراللين والعلمانيين في الجماعة لتاريخها الملىء بالإنتهازية السياسية أما حزب النهضة رغم عدم الثقة فيما يمكن أن يحمله من أجندة خفية متطرفة، فهو يحظى بإعجاب شديد لشجاعته السياسية. أيضاً، ينصح الكاتب الليبراليين والعلمانيين المصريين بضرورة أخذ العبرة من نتائج الإنتخابات التونسية بأن ينشغلوا بتنظيم حملات وبرامج إنتخابية إيجابية بدلاً من مهاجمة بعبع الإسلاميين موضحاً بقوله «في مجتمعات دينية مثل تونس ومصر، من يظهر بمظهر المعارض للدين، يكون هو الخاسر كما إنه من الصعب التفرقة بين الإسلام السياسي والإسلام ذاته في معرض حملة انتخابية سياسية.» في النهاية، حدد الكاتب 3 عناصر في الانتخابات التونسية شجعت الديمقراطيين بمصر وهي حسن تنظيم الانتخابات التي جاءت في مناخ حر وعادل ما يعطي نموذجاً جيداً لمحاكاته، والثاني عدم إحتكار أي حزب للأغلبية فحزب النهضة عليه أن يتفاوض مع الليبراليين والعلمانيين للسير في المرحلة الانتقالية، والعامل الأخير فهو من غير المرجح ان تطعن المؤسسة العسكرية في نتائج الإنتخابات وهو ما يعني أن تونس خطت خطوة للأمام في عملية الإنتقال السلمي للديمقراطية.