عزيزى المتطرف المصرى، لقد آلمنى وحزّ فى نفسى ما لاحظته عليك فى الآونة الأخيرة، من تراجع مؤسف فى مستواك التطرفى، ليس عن قلة حماسة أو غضب، حاشا وكلا، بل لتشتت أفكارك وتبعثر حججك وضعف براهينك، صحيح أن أى متطرف قد يمر بمرحلة انعدام وزن، إلا أننى -حرصا عليك وتحسبا لما ينتظرك من تحديات عاجلة فى هذه المرحلة الحساسة- رأيت أن أساعدك بما أستطيع، بتقديم هذه النصائح لك، لتعينك على أداء واجبك، ولحسن الحظ، أنك لا تحتاج إلى أن تطبقها كلها، يكفى الالتزام بثلاث أو أربع نقاط فقط، لتستطيع الاحتفاظ بلياقتك التطرفية: أولا: لا تضع نفسك أبدا مكان الآخر. هذه هى أول وأهم نقطة، إن وضعت نفسك فى مكان الآخر ضعفت عزيمتك وفتر حماسك وهدأ غضبك للحق. فإذا قال لك أحدهم «يا أخى حط نفسك مكانهم» فاعلم أنه يحتال عليك لتضعف. أما إذا قال شخص «تخيل نفسك مسيحيا» فاستغفر لك وله فورا ويستحسن أن لا تتعامل معه مرة أخرى. ثانيا: احترس من الذين يخاطبونك عبر الفيسبوك والتويتر، فهم فى أغلب الأحيان نصارى يتنكرون تحت أسماء المسلمين، فإذا وجدت شخصا اسمه «أحمد» يدافع عن حقوق الأقباط، قل له «اطلع من دول.. يا جورج». ولا يخدعنك بروفايله ومعلوماته وصوره ولو كانت له طلة إمام. فكل شىء قابل للتزوير فى هذا الزمن الذى شاع فيه الضلال. ثالثا: لا تملأ ذاكرتك بتاريخ الكفار. لا تقرأ عن العصر القبطى ولا اللغة القبطية ولا تتعرف على الشهداء والقديسين. وإذا حدثوك عن الأديرة فلا تتذكر عصر الاضطهاد المسيحى، بل تذكر أنها تحتل مساحات كبيرة من أراضى الدولة بغير وجه حق. وتذكر أن تاريخ مصر بدأ منذ أعزها الله بالإسلام، وما قبل ذلك جاهلية ما زالت آثارها باقية فى المعابد من الأقصر وأسوان حتى المسرح الرومانى. رابعا: اعرف أصول الكلمات. عيب عليك أن لا تعرف معنى «كفتس»، «أربعة ريشة»، «عضمة زرقا» و«فلتس». لا يكفى أن ترددها وأنت تجهل معناها. كفاية جهل بقى! خامسا: لا تقارن. هل يستوى الحق والباطل؟ تذكر دموعك على مروة الشربينى وتذكر غضبك من الرسوم الدنماركية. ولا تتذكر مذبحة الكشح، ومذبحة نجع حمادى، ولا تتذكر كنيسة القديسين، ولا تتذكر كنيسة أطفيح، ولا تتذكر كنيستى إمبابة. ولا تتذكر المختل عقليا الذى هاجم 3 كنائس فى الإسكندرية، ولا المختل نفسيا الذى قتل ستة نصارى فى قطار. لا تصدق من يزعم أن هناك 1500 هجوم تعرض له الأقباط طوال 40 عاما، هلك فيها 350 نصرانيا وأصيب 18 ألفاً آخرون. ولا تقبل، فى كل الأحوال، أقول فى كل الأحوال، أن يطلقوا لقب شهيد على مينا أو مايكل أو بيتر، لا فى ماسبيرو لا حتى فى حرب. إحنا هانهزر؟ هوّ فيه شهيد كافر؟! سادسا: لا تفكر فى المستقبل، ولا يهددنك أحد بتقسيم مصر أو يبتزك بمخاطر التدخل الدولى أو يخوفك بالحرب الأهلية. سابعا: لا يهم أن تتأكد من المعلومة، المهم أن تستخدمها، قل مثلا «النصارى خمسة فى المية من السكان لكنهم يملكون 40 فى المية من الاقتصاد، وبيقولولك مضطهدين؟». ولا تقرأ من المقالات إلا ما يؤكد موقفك ويعزز رأيك، ولا تشاهد من مقاطع الفيديو إلا ما يؤكد روايتك. حذار حذار أن تقرأ أو تستمع إلى المنافسين حتى لو ظننت أنك تمتلك الحجة القوية، فكثرة استماعك إلى الرأى الآخر يوهن من عزمك ويشتت حججك. ثامنا: لا تحفظ من الحديث الشريف سوى «حديث الرويبضة» بل لا داعى حتى لأن تحفظ الحديث نفسه أو سياقه أو مقصده، يكفى فقط أن تحفظ كلمة رويبضة، وكلما قال أو كتب أحدهم رأيا لم يعجبك، قل له «يا رويبضة». تاسعا: لا تحفظ من القرآن الكريم سوى آيات القتال. واستخدمها فى كل موضع وسياق. فإن قال لك أحدهم: «لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ». قل له «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ»، ولو قال لك آخر «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينٌ» قل له «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإِسْلامُ»، ولو قيل لك «إنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»، قل لهم «لَقَد كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ الله ثَالِثُ ثَلاثَةٍ»، فإن سكت أحدهم طويلا ثم ذكرك ب: «وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّة لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ» قل له «وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ». عاشرا وأخيرا: اقرأ المقال بسرعة وبلا تركيز، ثم اصرخ فى صاحبه: إشمعنى اتكلمت على المسلمين بس؟