الشماريخ! الظاهرة الجديدة التى باتت حجة للجنة المسابقات من أجل تغيير الملاعب وفرض العقوبات. الشماريخ! الشكل الجديد للتشجيع بالنسبة إلى الألتراس اقتداءً بزملائهم مشجعى الأندية التونسية والجزائرية. وإذا ما نظرنا إلى مشكلة أو ظاهرة الشماريخ فى عالم كرة القدم المصرية، فإننا سنجد تهويلا وتكبيرا لهذه الظاهرة حتى أصبحت تُنقل إلى المشاهد على أنها قنابل يدوية أو قنابل مولوتوف محرقة. لجنة المسابقات لكرة القدم المصرية تتعنت وتصمم على توقيع عقوبة قاسية على الأندية الجماهيرية والشعبية التى تستخدم جماهيرها الشماريخ، فما بين غرامة مالية تبدأ من خمسة عشر ألف جنيه وصولا إلى الخمسين ألفا، تقع أيضا عقوبة مغلظة على الأندية الجماهيرية بنقل مباراة خارج ملاعبها. الشماريخ ليست بالمشكلة المؤرقة، لأن عقوبتها لو أصبحت مالية فقط، تم حل الموضوع وتهدئة الجو العام. لأن استخدامها موجود فى كل بقاع العالم، وفى أوروبا إذا زادت الشماريخ عن حدها وقعت عقوبة مالية قاسية ومغلظة كما حدث فى مباراة ميلان وإنتر فى عام 2004 بدورى أبطال أوروبا. المشكلة لن تكون فى الشمروخ، بل ستكون مع الأندية التى لن تستطيع منع جمهورها من استخدام الشماريخ التى هى دَخلتهم أو احتفاليتهم، ولكن العائق سيكون بأن الدورى سينتهى والأندية الشعبية والجماهيرية لن تلعب على أرضها وملاعبها! وهى المشكلة التى ستكون بمثابة حرب طويلة المدى بين إدارات تلك الأندية واتحاد الكرة. وإذا ما نظرنا إلى الشماريخ فى العالم، فإن تجربة إيطاليا كانت الأفضل، فعندما حدث فى عام 2001 استخدام للشماريخ من جانب جماهير روما، وقّعت لجنة التحقيقات غرامة مالية قدرها 200 ألف يورو على نادى روما، ولم يمنع الأمن الإيطالى الجماهير من الشماريخ، حتى زادت العقوبة إلى 700 ألف يورو، فوجه فرانشيسكو توتّى لاعب روما وقائده نداءً إلى جماهير العاصمة بأن يكفّوا عنها لأنها تضر بميزانية النادى الذى كان ينافس وقتها على الدورى، حدثت استجابة، ولم ينقل روما إلى ملعب آخر، ولم يمنع الجمهور من الشماريخ مُجبَرا، لأن علاج هذا الموضوع يأتى تأديبيا بهدوء، ونفسيا مع الوقت سيُحل. وكل شمروخ وله عقوبته!