ما دام أنك مصرى، فأنت بلا شك معرض للاكتئاب، لكن ليس كل اكتئاب مصدره نفسى، بل تسببه الأمراض المزمنة أحيانا، وإن كان مصدرهما واحد، وهو حكم «المخلوع». أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس أحمد عكاشة، قال إن علاج بعض الأمراض مثل السرطان أو الروماتيزم، قد يصيب بالاكتئاب بنسبة 40 : 60%، وإذا عولج لدى المرضى، فإنه يساعدهم فى مقاومة المرض وزيادة الرغبة فى الحياة. عكاشة أوضح، على هامش المؤتمر الطبى الذى نظمته إحدى شركات الأدوية، أن هناك فارقا كبيرا بين الاكتئاب المرضى والأعراض الاكتئابية التى قد نشعر بها نتيجة كروب الحياة، ويشعر بها بعض المصريين نتيجة عدم وضوح الرؤية تجاه المستقبل بعد الثورة، وهذه الأعراض طبيعية، ولا تحتاج إلى علاج. أستاذ الطب النفسى قال إن بعض مرضى الاكتئاب يتوقفون عن تناول العلاج نتيجة مشكلات تواجههم فى صورة أعراض جانبية غير محتملة، فى بعض الأحيان، نتيجة تناول بعض أنواع مضادات الاكتئاب، مثل السمنة، واضطراب النوم، والاضطراب الجنسى، ولتفادى هذه المشكلات ظهر مؤخرا عقار جديد لعلاج الاكتئاب، ليست له أعراض جانبية مزعجة، مما يشجع على استخدامه، وأضاف «لدينا عالميا 42 مضادا للاكتئاب، وأنا ضد هذه التسمية»، موضحا أن أفضل تسمية لهذه الأدوية هى «مفرحات النفوس»، وهو اسم استخدم فى أقدم مستشفى لعلاج الأمراض النفسية بالعالم فى القرن ال14، وهو مستشفى قلاوون بالقاهرة. يذكر أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تذكر أن هناك مليون مريض ينتحرون سنويا على مستوى العالم،70% منهم مرضى بالاكتئاب، فيما يوجد 140 مليون مصاب بالاكتئاب على مستوى العالم، وفى مصر لا يقل العدد عن مليون و400 ألف مريض، يحتاجون إلى علاج، لا توجد له أعراض جانبية مزعجة للاستمرار فى العلاج، وعدم الوصول إلى مرحلة الرغبة فى الانتحار، نتيجة آلام المرض، التى يتعرض لها 15% منهم.