وفد السيد البدوى فى مأزق.. انسحابات أعضاء من الحزب فى المحافظات استقالات من شخصيات قيادية وعامة.. ضمها السيد البدوى إلى الحزب باعتباره حزبا ليبراليا ويعبر عن الرأسمالية الوطنية، لكن اتضح لهم أنه ليس بحزب ليبرالى أو يعبر عن الرأسمالية الوطنية أو يحزنون. ناهيك عن موقف البدوى نفسه من ثورة 25 يناير وقد كان ضدها. ويمسك العصا من المنتصف عندما اشتدت عودها، بإصرار الثوار على رحيل النظام السابق والذى كان البدوى جزءا منه. فكان يستجيب لأى دعوات لحوار النظام، والثائرون رافضون فى التحرير، كان الرجل يذهب لمصلحته الشخصية. وسقط حسنى مبارك وعصابته ويبقى السيد البدوى ليتلون كعادته ويحاول أن يكون ثوريا، ولكن لم يعرف حتى الآن، فقد أصبح مكشوفا. فالكل يعرف الآن ماذا كان يفعل السيد البدوى مع النظام السابق ويشاركه أفعاله وأعماله وعلاقاته القوية بعصابة النظام وجهاز مباحث أمن الدولة لرعاية شركاته وبزنسه الخاص. ومع تغير النظام هرع الرجل إلى تغيير جلده سريعا ليحافظ على مصالحه بالتحالف مع أى حد حتى ولو خالف ذلك مبادئ وتاريخ حزبه. فى نفس الوقت الذى يمكن أن يفض أى تحالف طالما طلب منه ذلك للحفاظ على مصالحه الشخصية، ولقد حول حزبا بقامة حزب الوفد وتاريخه إلى فرع لشركته التى لم يسأله أحد حتى الآن من أين لك هذا. وهو الذى كان منذ سنين غير بعيدة لا يمتلك إلا صيدلية صغيرة فى طنطا. أعضاء الوفد وقياداته لا يعرفون ألاعيب السيد البدوى وتحالفاته الغريبة وهم يكتشفون الآن طبيعة البدوى وتصرفاته. عندما فاز الرجل برئاسة الحزب كانت أولى زياراته لصفوت الشريف أمين عام الحزب الوطنى «المنحل» ليقدم فروض الولاء والطاعة والحفاظ على شركاته ومؤسساته. والتى لم تكن بعيدة عن صفوت الشريف وأولاده. كان حريصا على عدم المساس بمبارك وأولاده ويعتبر فسادهم شيئا طبيعيا، ليحافظ على أعماله وشركاته الخاصة وعلاقاته الغامضة برئيس جهاز مباحث أمن الدولة «المنحل» اللواء حسن عبد الرحمن المسجون حاليا لاتهامه فى قضية قتل المتظاهرين فى ثورة 25 يناير. رجل يناور دائما بطريقة رجال الأعمال الذين يريدون الاكتساب من أى شىء، ليكتشفه الآن أعضاء وقيادات الوفد ويتقدمون بالاستقالات من الحزب وليقول رئيس لجنة الوفد فى الإسماعيلية فى خطاب استقالته «إن ثورة 25 يناير لم تصل بعد إلى حزب الوفد كمؤسسة سياسية» إنه رجل طيب -أقصد رئيس لجنة وفد الإسماعيلية- لأنه لم يصله بعد أن الوفد أصبح على يد السيد البدوى حزب فلول مثله مثل الحزب الوطنى بالضبط. وكان يجب -بفعل ثورة 25 يناير- إعادة تشكيله من جديد بوفديين يعلمون معنى الوفد وتاريخه ودوره فى الحياة السياسية ولا دوره فى الصفقات وتراخيص الأدوية وفتح الأسواق والتسهيلات الأخرى!! فلم يكن غريبا أبدا -فى ظل رئاسة السيد البدوى وتحكمه فى تشكيلات الحزب الآن بفلوسه- أن يدخل تحالفات لتحسين صورته، ثم يخرج، ويضم فلول الوطنى إلى قوائمه، ويدعى أنه سيفوز فى الانتخابات بنسبة كبيرة، وهو الحزب الذى فشل فى الحصول على مقاعد أكثر من اليد الواحدة فى ظل منافقته وموالسته للحزب الوطنى وعصابة النظام السابق ورجاله فى أمن الدولة.. لقد خرج السيد البدوى بحزبه عن الإجماع الوطنى الذى طالب بمقاطعة انتخابات مجلس الشعب، وكان معه الإخوان أيضا، لكشف وتعرية حسنى مبارك وحزبه الوطنى ولجنة سياسات جمال مبارك الفاسدة، وأصر على المشاركة فى تلك الانتخابات، واستطاع أن يؤثر على اللجنة العليا للخروج بقراره بالمشاركة لتكون الفضيحة الكبرى والتى يحاول أن يرسمها بمسرحية انسحابه من الإعادة، والتى أصر على خوضها أعضاؤه ولم يلتزموا بقراره المسرحى بالانسحاب بمن فيهم سكرتيره العام الحالى. وما كان يحزننى فى حزب الوفد هو انضمام شخصية نيابية مهمة كعلاء عبد المنعم إليه لتحسين صورة السيد البدوى ومعه النائب مصطفى الجندى، إى نعم قد يعتقد الجندى أن الوفد حزب الرأسمالية الوطنية، خصوصا أنه رجل جديد على السياسة ليكتشف من الآخر ومع الكثيرين أن البدوى كان يتلاعب بهما فآثرا النجاة بنفسيهما منه ومن سياساته التى هى فى النهاية ضد ثورة 25 يناير التى سقط فيها آلاف الشهداء والمصابين من أجل التخلص من النظام الفاسد. وسيحزننى أكثر أن تترشح أى شخصيات وطنية على قوائم فلول السيد البدوى. إنه السيد البدوى فلول.. وتوقعوا منه أكثر فى الأيام القادمة.