مش معقولة نكون بنعاني الأمرّين من الرقابة على المصنفات الفنية كجهاز حكومي عشان يطلع لنا صناع السينما نفسهم يمارسوا علينا رقابة فوق الرقابة. وعليه فأنا أحتج وأشجب وأعترض على ما سماه بعض السينمائيين ب«السينما النظيفة»، وكأن فيه سينما نظيفة وسينما تانية مش نظيفة. بالنسبة لي السينما النظيفة يعني دار العرض النظيفة اللي كراسيها حلوة كده ومريحة ومافيهاش فشار منطور في كل حتة ولبان ملزوق على الكرسي اللي قدامك، وماكينة العرض مش جاية من سوق الكانتو ومخلية الصورة عاملة زي المنخل والصوت مخرفش يجبرك تقرأ شفايف الممثلين عشان تفهم. دي السينما النظيفة. أما بقى السينما النظيفة اللي يقصدها بعض الزملاء فأفضل أسميها «السينما العائلية»، لأن على ما أعتقد -أو أتمنى- أصل ظهورها كان إن بعض المنتجين والنجوم قرروا يعملوا أفلام تصلح لكل أفراد العائلة. ماشي. حقهم. بل بالعكس، ده شيء مطلوب بشدة إنه يكون فيه إفلام عائلية ندخلها مع ولادنا من غير ما نبقى قاعدين على أعصابنا مستنيين نشوف الضربة هتجيلنا منين. لكن المحير إن نفس الأفلام العائلية دي بتبقى موضوعاتها غالبا للكبار، ومليانة إفيهات وإيحاءات مش عائلية خالص. فالأهل يسخسخوا من الضحك على الإفيهات قدام الولاد. فالولاد يحسوا إن في حاجة بتضحك اتقالت. وطبعا لأن العيال بتحب تضحك اللي حواليهم كنوع من جذب الانتباه، فتلاقي فجأة ابنك ولا بنتك بيقولوا إفيه جنسي متواري وهما مش فاهمين أصلا هما بيقولوا إيه. وتلاقي إدارة المدرسة طالباك عشان ولادك بيقولوا حاجات عيب لا تليق بسياسة المدرسة التربوية. عملنا إيه بقى؟ إنا مش ضد الإفيهات لأني أصلا ضد فكرة الرقابة بمفهومها الحالي. وبالتالي شايفة إن كل صناع عمل لهم مطلق الحرية إنهم يعملوه بالطريقة اللي يشوفوها، لكن لو قرروا يعملوا فيلم نظيف، عائلي يعني، يبقى يخلوه عائلي للآخر. إنما بقى السينما النظيفة أم بقع دي فزي قلتها. محتاجة كلور وزهرة عشان بصراحة طلعت فشنك، كلاااام، أقوال لا أفعال. وبالتالي كأم مش كسيناريست أطالب القائمين على الصناعة بعمل أفلام عائلية بجد، موضوعاتها تناسب الصغار فعلا، وساعتها تفضل أفلام الكبار للكبار فقط بمواضيعها بمشاهدها بإفيهاتها اللي بتبقع سينماتكم النظيفة.