اليوم الثانى لفتح باب الترشح لأول انتخابات برلمانية بعد الثورة، شهد حالة من انهيار التحالفات الحزبية التى ظلت طوال الشهرين الماضيين تسعى لضمّ أكبر عدد من الأحزاب التى وُلدت بعد الثورة. انهيار التحالفات تعددت أسبابه والنتيجة واحدة، الفلول تسيطر على قوائم الكتلة والإخوان يسيطرون على التحالف. حزب الأصالة السلفى انسحب من التحالف بينما يدرس كل من أحزاب الفضيلة والعمل والبناء والتنمية والحضارة الانسحاب، وهو التحالف الذى وصفه مرشد الإخوان بأنه «أم الأحزاب المصرية». الدكتور نصر عبد السلام رئيس حزب السلامة والبناء التابع للجماعة الإسلامية قال ل«التحرير» «كل شىء وارد خلال الساعات القادمة، فنحن لن نغير من سياستنا، وعقيدتنا خطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها، ولكن حتى هذه اللحظة ليس هناك قرار نهائى، خصوصا أننا خفضنا عدد مرشحينا من 150 إلى أقل من 70، من أجل المصلحة العامة. عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط نفى أى نية لضمّ الأحزاب الخارجة من التحالف إلى قوائم حزب الوسط، وقال ل«التحرير» «هناك أزمة هائلة داخل التحالف تهدد استكماله، خصوصا أنه يضم عديدا من الأحزاب الكرتونية، مؤكدا أن «الوسط» سينافس «الإخوان» فى دوائره دون خوف، على حد قوله، لكن المواجهة بينه وبين الإخوان لن تحدث فى الانتخابات القادمة فى ما يبدو بعدما كشفت مصادر ل«التحرير» أن القيادى الإخوانى البارز د.محمد سعد الكتاتنى سيترشح فى دائرة عابدين بدلا من المنيا التى كان سيواجه فيها أبو العلا ماضى. الانشقاق لم يتوقف عند التحالف الديمقراطى فحسب، ولكن امتد إلى الكتلة المصرية التى أعلن حزب التحالف الشعبى انسحابه منها بدعوى وجود فلول فى القوائم. الدكتور أحمد سعيد، عضو المجلس الرئاسى لحزب المصريين الأحرار، وعضو الأمانة العامة للكتلة المصرية، علق على انسحاب الحزب من تحالف الكتلة قائلا «كل اختلاف الآن بين حزبين يتم تبريره بوجود فلول على قوائم الحزب الآخر، وقد يكون لدى التحالف الشعبى فرصة أقوى مع تحالف انتخابى آخر دفعته لترك الكتلة»، مؤكدا «قوائم الكتلة خالية تماما من الفلول، ولاختيار المرشحين معايير دقيقة تشترط أن لا يكون المرشح قد شارك فى انتخابات البرلمان 2010 سواء نجح أو فشل فى الانتخابات، وأن لا يكون عضوا بأمانة السياسات بالوطنى المنحل على مستوى الجمهورية». د.محمد السعيد إدريس، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن خروج بعض الأحزاب من التحالفات الانتخابية ظاهرة طبيعية فى ظل أول تجربة انتخابية حقيقية تخوضها الأحزاب المصرية، مؤكدا أن جميع الأحزاب تتصور أنها الأحق بالمقاعد رغم أنها لم تختبر شعبيتها. وتوقع إدريس ظهور تحالفات جديدة وقوائم جديدة وانتقال بعض الأحزاب من تحالف إلى تحالف آخر خلال الفترة الحالية، بسبب تنازع المصالح، مشيرا إلى أن وضع الأحزاب والتحالفات بينها سيختلف بعد خمس سنوات ليصبح أكثر منطقية ونضجا.