تكملة رسالة الأمس عن معتقل بورسعيد، الذي لم أكن أتصور أن مثله ما زال موجودا، في زمننا هذا، وبعد ثورة كهذه: *** مساحة العنبر أربعة أمتار في ثلاثة أمتار ويحتوي على 20-30 سيدة، والحمامات في العنابر مهزلة والعطن ينبعث برائحته من جدرانها والجدران بلا دهانات ومليئة بالشروخ. يمتلئ السجن بحالات حساسية الصدر والجرب وأمراض مستعصية وممنوع وجود الأدوية مع السجينات كما يوجد طبيب واحد هو محمد شعراوي يعطي المرضى مسكنات أو حبوب مضاد حيوي بواقع حبة أو حبتين لأي حالة كعلاج مؤقت، ولا يتم التحويل بالمستشفى ببورسعيد (الأميري) إلا إذا أوشكت المسجونة على الموت، وتقوم إحدى السجانات -تُدعى نوال- بتهديد السجينات بالضرب والشتم والتفليك إذا ما حاولت إحداهن الإبلاغ عن مرض جلدي أو جرب، وهو منتشر بينهم بصورة بشعة وتقوم بإحضار مراهم مثل البنزالين من العيادة الملحقة بالسجن وبيعه للسجينات بعلبة سجائر، وهو مضاد للالتهابات والأمراض الجلدية. من خطاب سجينة تم ضربها وتهذيبها بالصاعق عندما أرسلت خطابا إلى والدتها تخبرها بما يحدث لها داخل السجن والسجينات، وجميع خطابات المساجين، فيتم فتحها وقراءتها في دخولها أو خروجها من السجن، أما حينما يتم تفتيش العنابر أو الزنازين بواسطة إدارة السجن يتم سكب كل محتويات معيشة السجينات بعضها فوق بعض وتحطيم كل ممتلكاتهم كأنه يوم الانتقام منهم. ممنوع دخول الجرائد والمجلات داخل السجن وممنوع الحديث عن أي تجاوزات مع الأهالي، والتليفزيونات داخل السجن هي الأولى والثانية فقط، وتقوم السجينات بدفع ثمن مروحة أو تليفزيون يتم وضعه داخل العنابر. يتم الإفراج أسبوعيا عن عدد كبير من المتهمين في قضايا المخدرات من داخل سجن الرجال ببورسعيد ومن داخل جميع سجون مصر، بينما لم يتم عن الإفراج عن المتهمين بالتزوير أو الأموال العامة (شيكات) كما أعلن وزير الداخلية سابقا. عنبر الأموال العامة في سجن بورسعيد يحوي 20 امرأة بينهن اثنتان مصابتا قلب ويتعدى سجنهم 60 عاما، ومريضة أخرى مصابة بالفشل الكلوي والتهاب الكبد الفيروسي. لماذا يتم الإفراج عن المتهمين بالمخدرات بنصف المدة أو بعفو يتم أسبوعيا أو بالإفراج الصحي ويترك المدانين بتهم الأموال العامة والتزوير البسيط؟ أليس مدانو الأموال العامة هم فقراء ومواطنين لم يستطيعوا بسبب ظروف المعيشة سداد ما عليهم من ديون؟ أليسوا الغارمين؟ فلماذا لا يتم الإفراج عنهم خصوصا هؤلاء الذين ذاقوا مرارة السجن والإهانة والجوع في سجن بورسعيد؟ حينما حاولت الاتصال بجمعية مصر الخير لمساعدتهم قيل لي إن لديهم 4500 حالة قيد البحث والدراسة في جميع سجون مصر، ولا تقوم بالسداد إلا حتى مبلغ 10 آلاف جنيه.