نائب محافظ الجيزة يزور مطرانية الأقباط الأرثوذكس بطموه للتهنئة بعيد القيامة المجيد    شاهد| قوات الاحتلال تطلق النار على شخصين حاولا الخروج من ركام منزل مدمر في طولكرم    الإصابة تبعد لاعب بايرن ميونخ عن مباراة ريال مدريد في إياب الأبطال    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    محافظة الجيزة : دعم قطاع هضبة الأهرام بمنظومة طلمبات لتحسين ضخ المياه    25 مليون طن، زيادة إنتاج الخضراوات في مصر خلال 2023    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024.. وقائمة العطلات الرسمية لعام 2024    بالصور.. محافظ الوادي الجديد يزور كنيسة السيدة العذراء بالخارجة    إصابة 9 أشخاص خلال مشاجرة بالأسلحة النارية بمدينة إدفو    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    لأول مرة، باليه أوبرا القاهرة يعرض "الجمال النائم"    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    استشاري تغذية يقدم نصائح مهمة ل أكل الفسيخ والرنجة في شم النسيم (فيديو)    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    أمريكا والسفاح !    السفير الفلسطيني بتونس: دولتنا عنوان الحق والصمود في العالم    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    غرق شاب في قرية سياحية بالساحل الشمالي    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    "حريات الصحفيين" تثمّن تكريم "اليونسكو" للزملاء الفلسطينيين.. وتدين انحياز تصنيف "مراسلون بلا حدود" للكيان الصهيوني    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    صالون الأوبرا الثقافي يحتفل بيوم حرية الصحافة بمشاركة النقيب    رمضان عبد المعز يطالب بفرض وثيقة التأمين على الطلاق لحماية الأسرة المصرية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    بعد القضاء على البلهارسيا وفيروس سي.. مستشار الرئيس للصحة يزف بشرى للمصريين (فيديو)    دعاء تعطيل العنوسة للعزباء.. كلمات للخروج من المحن    إصابة 8 في انقلاب ميكروباص على صحراوي البحيرة    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    تشييع جنازة الإذاعي أحمد أبو السعود من مسجد السيدة نفيسة| صور    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلطجة وتمثيل بالجثث في الشوارع.. من يحمي المواطن؟
نشر في التحرير يوم 16 - 04 - 2020

مشاهد مروعة تفرض نفسها علينا فى الشوارع، وربما توثقها كاميرات الهواتف المحمولة المتخفية من الرعب خلف النوافذ والستائر، وتنقلها إلينا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لنشاهد عصابات إجرامية تحكم سيطرتها على الشوارع بالبلطجة، تشهر سيوفها وأسلحتها النارية فى وجه الجميع، وفى حين يتولى حفنة من هؤلاء المجرمين مهمة قتل شخص ما والتمثيل بجثته، يتولى باقى البلطجية ترويع الأهالى لمنعهم من التدخل لإنقاذ الضحية، لينتهى المشهد برحيل الجناة مشهرين سلاحهم وكأنهم فى محفل انتصار، بينما الدماء تكسو الشارع من جثة طريحة، والرعب يسيطر على الأهالى الذين لا حيلة لهم إلا الاتصال بالشرطة التى عادة ما تأتى بعد انتهاء الجريمة وهروب أصحابها.
«الشيطان وحواكة» الغالبية العظمى من متابعى مواقع التواصل الاجتماعى والأخبار العامة، شاهدوا فيديو العنف والبلطجة والقتل، الذى بدأت أحداثه بشارع الملكة فى بولاق الدكرور، إذ ظهر تجمهر لمجموعة من البلطجية، يشهرون سيوفًا وأسلحة خرطوش، أخرجوا مالك محل بقالة إلى وسط الشارع، ومزقوا جسده، وأطلقوا
«الشيطان وحواكة»
الغالبية العظمى من متابعى مواقع التواصل الاجتماعى والأخبار العامة، شاهدوا فيديو العنف والبلطجة والقتل، الذى بدأت أحداثه بشارع الملكة فى بولاق الدكرور، إذ ظهر تجمهر لمجموعة من البلطجية، يشهرون سيوفًا وأسلحة خرطوش، أخرجوا مالك محل بقالة إلى وسط الشارع، ومزقوا جسده، وأطلقوا النار على عنقه وأردوه قتيلًا، وخلال دقائق حضر أفراد من أنصار القتيل، أمسكوا بأحد الجناة، وقتلوه، ومثلوا بجثته فى عرض الشارع، دون تدخل أى أحد من الأهالى، ليس لاعتبارات الحظر بسبب أزمة كورونا، إذ وقعت الجريمة ظهرًا، بل خافوا على حياتهم بعد ترويعهم وتهديد من يتدخل بالقتل من قبل الجناة، بينما قام أحدهم بتصوير الجريمة خلسة، وبثها على مواقع التواصل الاجتماعى لطلب الاستغاثة الأمنية.

فرقة المسجلين تلطخ «ملكة فيصل» بالدماء والحساب فورى

أجهزة الأمن تحرت عن مقطع الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعى، الذى أثار حالة من الفزع والغضب العارم جراء بشاعة الجريمة، وتوصلت إلى أن المشاجرة نشبت بين الأهالى بشارع الملكة بفيصل دائرة قسم بولاق الدكرور تحت عنوان "تاجر مخدرات ينتقم من أحد الأهالى للإرشاد عنه".
تبين بالفحص أن مشاجرة نشبت بين طرف أول صاحب محل هواتف "محمود.ح"، وشقيقه "شعبان" صاحب محل بقالة واثنين آخرين، وطرف ثانٍ يضم 3 عاطلين لهم معلومات جنائية، شهرة اثنين منهما "الشيطان وحواكة"، وكشفت التحريات أن سبب المشاجرة يعود لخلافات سابقة بين مالك محل البقالة وأحد العاطلين من أفراد الطرف الثانى، وسط شبهة قيام الطراف الثانى بالاتجار فى المخدرات، ونهر صاحب محل البقالة لهم -حسب رواية الأهالى.
التحريات أكدت أن الفريق الثانى، أطلق عيارًا ناريًّا من فرد خرطوش أودى بحياة
"شعبان" من الفريق الأول، وبعد علم أقارب المجنى عليه، توجهوا إلى المتهم وقتلوه باستخدام سلاح أبيض انتقامًا منه، وضبطت قوات الأمن طرفى المشاجرة، وتحفظوا على أجهزة التسجيل الخاصة بعدد من كاميرات المراقبة الخاصة بالمحلات المحيطة بمسرح الجريمة، التى رصدت تفاصيل الحادث، منذ إطلاق النار على القتيل الأول، وانتقام أفراد من أسرة المجنى عليه، من القاتل وإنهاء حياته.
وقال شهود عيان إن أسرة الشاب الذى تعرض لإطلاق نار حاولوا إنقاذه بنقله إلى المستشفى بواسطة "تروسيكل"، إلا أنه فارق الحياة، بينما ظل المجنى عليه الثانى ملقى أرضًا بالشارع، يصارع الموت أمام المواطنين الذين خشوا الاقتراب منه؛ حتى لا يتعرضوا للقتل بدورهم.
خراب في «تريومف»
فى الأسبوع ذاته، وتحديدًا يوم 6 أبريل الجارى، أعلنت الأجهزة الأمنية حقيقة الفيديو المتداول عبر "فيسبوك" تحت عنوان "بلطجية مصر الجديدة- ميدان تريومف"، متضمنًا قيام بعض الأشخاص بممارسة أعمال البلطجة والتشاجر فيما بينهم باستخدام الأسلحة البيضاء؛ مما تسبب فى ترويع الأهالى وإتلاف سيارات وعدد من واجهات المحال التجارية.

بلطجية مصر الجديدة يحولون «تريومف» إلى ميدان رعب وخراب

وتحققت أجهزة الأمن من صحة الفيديو، وتبين أن المتسببين فى المشاجرة وأعمال البلطجة ثلاثة من العناصر الإجرامية لهم معلومات جنائية، وأعد الأمن حملات نجحت فى القبض عليهم، وكان بحوزتهم الأسلحة المستخدمة فى المشاجرة.
إتاوات شبرا
جريمة بولاق جاءت بعد أيام قليلة من جريمة بلطجة قليوب التى وقعت فى منتصف مارس الماضى، إذ تبين قيام 3 عاطلين بممارسة البلطجة وفرض الإتاوات على الناس بمركز قليوب وشبرا الخيمة، مما تسبب فى وقوع مشاحنات عدة مع الأهالى، واضطرت قوات الأمن للتدخل وإلقاء القبض على "عبد الرحمن.ع" عاطل، حال قيامه بجمع إتاوات من قائدى السيارات أمام المحكمة، دائرة قسم أول شبرا الخيمة، وضبط بحوزته مبلغ 50 جنيهًا.

«عواطلية» شبرا يفرضون الإتاوات على عفاريت الأسفلت

وضبطت القوات "محمد.ص" عاطل، حال قيامه بفرض الإتاوات والسيطرة أمام موقف مسطرد المؤسسة، دائرة قسم أول شبرا الخيمة بدون وجه حق، وضبط بحوزته 115 جنيهًا من متحصلات عمله الآثم، كما ضبطت أجهزة الأمن "محمود.ع" عاطل، حال قيامه بفرض الإتاوات والسيطرة الطريق الدائرى أعلى كوبرى مسطرد- دائرة قسم ثانى شبرا الخيمة، وضبط بحوزته 840 جنيهًا من متحصلات عمله الآثم من سائقى السيارات.
الموت مرتين فى العصافرة
البلطجة والقتل والترويع فى الشوارع تجلت فى حادثة أخرى، جرت وقائعها فى 20 فبراير الماضى، بمنطقة العصافرة شرق الإسكندرية، إذ تجمهر مجموعة من البلطجية قرابة الثامنة صباحًا، واقتحموا شقة مواطن وتهجموا عليه، وضربوه وألقوه من شرفة منزله بالدور الثانى، وبعدها نزلوا الشارع ليضربوه هو وشقيقه، وسط إشهار سيوف وأسلحة بيضاء لمنع الأهالى من التدخل لنجدة المجنى عليهما.

ألقوا الضحية من البلكونة ورفعوا السيوف على الأهالى

وانتقلت قيادات قسم الشرطة ثانى المنتزه لموقع الجريمة، وبالمعاينة والتحريات تبين وجود "أ.م" 32 عامًا مصابًا بكسر فى الحوض وإصابات فى الرأس وكسور، و"م.م" 35 عامًا، شقيقه، مصابًا بجرح قطعى غائر، وتم نقلهما للمستشفى.
وقال شهود عيان الواقعة إنهم فوجئوا بإلقاء شخص من شرفة منزل ووجود أكثر من 10 بلطجية بأسلحة بيضاء بعتدون على المجنى عليه وشقيقه، وبإبلاغ الشرطة هرب الجناة، ولاحقًا ضبطت أجهزة الأمن المتهمين عدا المتهم الرئيسى، وجارٍ ضبطه.
زين بولاق
ما زالت محكمة الجنايات تتداول قضية "زين بولاق"، التى يُحاكم فيها 11 متهمًا بسحل الشاب "زين العابدين" وقتله فى شارع الثلاجة ببولاق الدكرور فى أبريل العام الماضى، ونسبت النيابة للمتهمين ممارسة البلطجة وفرض السطوة والسيطرة، وإطلاق النيران لإلقاء الرعب وتعريض حياة المواطنين للخطر، وقتل زين العابدين عمدًا، وعزمهم على الخلاص منه متجهين لمقر إقامته، وما إن ظفروا به حتى أزهقوا روحه وأودوا بحياته، وهتكوا عرضه بالأسلحة البيضاء، حيث جردوه من ملابسه، وكشفوا عورته، وحازوا أسلحة نارية عبارة عن فرود خرطوش وأعيرة نارية لإرهاب الأهالى ومنعهم من التدخل.

قتل زين بولاق وسحله جثة عارية.. جريمة بشعة تنتظر الفصل الأخير

وتبين من التحقيقات أن كل هذه البلطجة والإجرام، سببها يرجع إلى 4 سنوات سابقة، حينما أطلق "زين" أعيرة نارية فى حفل زفاف، فأصاب طفلة تُدعى «دينا» بالخطأ بطلق نارى فى العين، مما تسبّب فى إصابتها بالعمى، وقضت المحكمة بحبس المتهم وأمضى عقوبته، وقبل عام من خروجه تعرضت الفتاة لصعق بالكهرباء وتوفيت، وتعقب أهل الفتاة "زين" بعد خروجه من السجن، وقتلوه ومثلوا بجثته مستعينين ببلطجية.
مانجا وشهيد «لقمة العيش»
حفنة الجرائم الأخيرة ليست مستحدثة، وإنما هى تكرار لجرائم سابقة فى السياق ذاته، ومنها قضية "شهيد لقمة العيش" بالشرقية، التى تشاجر فيها جزاران شقيقان مع شاب يمتلك محل هواتف محمولة، ويقوم بإصلاحها، لخلاف على تصليح تليفون أحدهما.

القتل العمد والترويع فى نهار رمضان ينتهى بالمؤبد


حضر الجزاران صاحبا السوابق الجنائية، وأخرجا المجنى عليه من محله، وسحلاه بالشارع، وقام أحدهما بقتله، بينما تولى الثانى ترويع الأهالى بسنجة، ومنعهم من التدخل لإغاثة المجنى عليه، وهى القضية التى قضت المحكمة فيها خلال شهر أكتوبر الماضى، بالسجن المؤبد للمتهم أحمد شريف، و7 سنوات سجنا لشقيقه.
تحقيقات النيابة أكدت وقوع جريمة القتل فى نهار ثالث أيام رمضان الماضى، إذ أقدم اثنان جزاران على سحل المجنى عليه من داخل محله وهو صائم، وأظهرت الفيديوهات قيام المتهم الأول «أحمد مانجا»، بتسديد طعنات نافذة للمجنى عليه، فى مناطق الرقبة والصدر، فضلًا عن ظهوره ممسكا ب«شومة مدببة» خلال تعديه بالضرب المبرح على رأس القتيل، بينما ظهر المتهم الثانى، محمد شريف، وشهرته «زكروتا الجزار»، خلال الفيديوهات، وهو يشهر سنجة لترويع الناس، مهددًا من يحاول التدخل لنجدة صاحب محل الهواتف «اللى هيتدخل هنخلص عليه».
من يتصدى لتلك الجرائم؟
"تلك الجرائم دخيلة على مجتمعنا المصرى"، كان هذا أول تعليق من اللواء فؤاد علام، نائب وزير الداخلية سابقًا، عن وقائع البلطجة واستعراض القوة والقتل، المتكررة من حين إلى آخر، موضحًا أنه فى السنوات الأخيرة بدأنا نلحظ تفشى حالات العنف فى السلوك الاجتماعى ونموها بشكل مرعب، ليس فقط بين البلطجية وأرباب السوابق والخارجين على القانون فى الشوارع، وإنما عنف متفاقم ومبالغ فيه حتى داخل الأسرة.
ويشير فؤاد، إلى انتشرت جرائم القتل العائلية، وباتت تتكرر جرائم رجل يقتل أبناءه، أو أم تعذب صغارها، أو أحد الزوجين يقتل الآخر، حتى مشاحنات قائدى السيارات باتت متفاقمة العنف ومبالغا فيها؛ لمجرد أن سائقًا سبق الآخر أو قطع الطريق على غيره دون إصابات أو خسائر.

العنف تفشى بشكل مرعب.. والشرطة وحدها المسؤولة عن المواجهة

ويؤكد الخبير الأمنى أن وزارة الداخلية تتصدى لجرائم البلطجة، التى طفت على سطح المجتمع منذ عدة سنوات، ويعاون أجهزة الأمن فى دورها قانون البلطجة الذى يوقع عقوبات مشددة على الجناة، مشددًا على أن الأمن هو المسؤول والقادر على التصدى لتلك الجرائم وليس الأهالى، وكل ما عليهم هو الاتصال بالشرطة.
وناشد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أساتذة المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، بدراسة وقائع العنف المتفشية تلك، وكشف أسباب الخلل فى العلاقات الاجتماعية، وتقديم مقترحات وحلول لتلك الجرائم الدخلية على مجتمعنا.
8 أسباب وراء تفشى «وباء الإجرام»
ترى الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن حالة تدنٍّ أخلاقية تضرب المجتمع، تتمثل فى العنف والبلطجة والاقتداء بالنماذج الفاسدة والإجرامية المعروضة فى الأفلام والمسلسلات، مطالبة بإنقاذ الأجيال القادمة، من خلال قيام الأسرة بدورها الأساسى فى التربية والتنشئة، وعدم اقتصار دورة الحياة على العمل لجنى المال، بينما الأطفال تربيهم الشوارع والدراما ومواقع الإنترنت.

الدولة دورها أساسى.. والأسرة أول طوق نجاة للأجيال الجديدة

وناشدت أيضًا المؤسسات الدينية القيام بدورها فى دعم الوازع الدينى الذى انهار لدى الكثير من النشء، قائلة: "جيل الأطفال جميعهم يعرفون أدوار البلطجة والممثلين القائمين عليها وأغانى المهرجانات وأصحابها، ويستمتعون بترديدها مع تمثيل حركات التلويح بالسلاح الأبيض وإشارات القتل، وكل هذا من شأنه استسهال الإجرام باعتباره دربًا من الوجاهة (شبح) وسط جمعٍ ثقافته منهارة ليس لديه علم وتربية وتثقيف".
وطالبت بتوفير أنشطة للشباب ورياضات مفيدة لهم، وللنشء فى الأندية ومراكز الشباب وكل مكان، لتوفير قناة آمنة لإثبات الذات وتفريغ الطاقات المهدرة على المقاهى والنواصى وشاشات الإنترنت، مضيفة: "الانهيار المجتمعى بسبب غياب التربية والثقافة والهوية للفرد، لأن هذا كفيل بتكرار الإجرام وتفشيه حتى فى ظل وجود وباء عالمى".

تركيب كاميرات المراقبة يمنعان انتشار البلطجة


تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، إنها شاهدت بالصدفة لقطات من مسلسل معروض على القناة الأولى المصرية، وتعجبت جدا من مشهد ظهور مجموعة بلطجية فى حارة يضربون البطل بخنجر فى بطنه مرة واثنتين وثلاثا، فلم تتحمل وأغلقت التلفاز.
وتضيف: "من أيام جعلونى مجرمًا وأريد حلا، لم ترَ مشهدًا دمويًّا بمرتبة البلطجة والوحشية تلك، مشددة: "لازم نفهم إن اللى بيقول العالم كله كده وده انعكاس للمجتمع شخص عديم الوعى والثقافة، وطالبت برقابة على المحتوى الدرامى لصالح الأسرة والمجتمع، لأن الفن رسالة وليس إجرامًا؛ جريًا وراء الأرباح، التى تجلب للمجتمع الخراب، بسبب التقليد الأعمى من النشء، فالصبية والمراهقون يمكن وصفهم بأنهم "مقلدون"، مستشهدة بموضات الكابات والبناطيل المقطعة والسلاسل وكذلك البلطجة، فهى انعكاس لما يشاهدونه، خاصة فى ظل انعدام القدوة والمثل الأعلى.
وشددت على ضرورة تفعيل دور الدولة ونشر كاميرات المراقبة بالشوارع، قائلة: "أى حد بيرتكب جريمة بره بيلاقى الشرطة فوق دماغه، وحوادث إجرامية كتلك فى منتهى الخطورة وأدعى بالتدخل ضدها، وسرعة وأدها قبل تفاقمها، فلو علم المجرم أنه سيُضبط فى لحظات وربما قبل إتمام جريمته فلن يجرؤ عليها".
العقوبات صريحة
يؤكد سالم سعيد، المحامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة، خطورة جريمة البلطجة التى من شأنها ترويع المواطنين، وإثارة الفزع والرعب بينهم، موضحًا أن قانون العقوبات نص فى المادة 375 مكرر -مع عدم الإخلال بأى عقوبة أشد واردة فى نص آخر، بالمعاقبة بالحبس مدة لا تقل عن سنة، كل من قام بنفسه أو بواسطة الغير باستعراض القوة أو التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما أو استخدامه ضد المجنى عليه أو مع زوجه أو أحد أصوله أو فروعه، وذلك بقصد ترويعه أو التخويف بإلحاق أى أذى مادى أو معنوى به أو الإضرار بممتلكاته أو سلب ماله أو الحصول على منفعة منه أو التأثير فى إرادته لفرض السطوة عليه أو إرغامه على القيام بعمل أو حمله على الامتناع عنه".

10 حالات «ترويع وتخويف» تصل عقوبتها إلى 5 سنوات حبسًا

ورفع القانون عقوبة البلطجة حال كون الجانى أكثر من واحد، ونص على أن تكون العقوبة مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز 5 سنوات إذا وقع الفعل من شخصين فأكثر، أو باصطحاب حيوان يثير الذعر، أو بحمل أى أسلحة أو عصى أو آلات أو أدوات أو مواد حارقة أو كاوية أو غازية أو مخدرات أو منومة أو أى مواد أخرى ضارة، أو إذا وقع الفعل على أنثى، أو على من لم يبلغ 18 سنة ميلادية كاملة.
ويشير المحامى إلى أن العقوبات السابقة عن جريمة البلطجة لمجرد "الترويع والتخويف"، أما فى حالة إصابة الضحية فترتفع العقوبة بموجب نص المادة (375 مكرر أ)، التى تقر عقوبة السجن المشدد أو السجن إذا ارتكبت جناية الجرح أو الضرب أو إعطاء المواد الضارة المفضى إلى موت، المنصوص عليها فى المادة (236) من قانون العقوبات، بناءً على ارتكاب الجريمة المنصوص عليها فى المادة السابقة، فإذا كانت مسبوقة بإصرار أو ترصد تكون العقوبة السجن المؤبد أو المشدد.
«الجرح والضرب» جناية تستوجب السجن المشدد.. وتعمد القتل مصيره الإعدام
وتكون العقوبة الإعدام إذا تقدمت الجريمة المنصوص عليها فى المادة 375 مكررًا أو اقترنت أو ارتبطت بها أو تلتها جناية القتل العمد المنصوص عليها فى الفقرة الأولى من المادة (234) من قانون العقوبات، أى أن العقوبة تصل إلى الإعدام حال تعمد قتل الضحية، واستخدام البلطجة وسيلة لذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.