أشعل البيان الذى وقعت عليه بعض الأحزاب عقب اجتماعها مع المجلس العسكرى، أول من أمس، النار داخل الأحزاب، مهددا بحدوث انشقاقات داخل الأحزاب.. تهديد بعض أعضاء حزب العدل بتقديم استقالاتهم، دفع وكيل مؤسسى الحزب مصطفى النجار، إلى سحب توقيعه، أما الحزب الناصرى، فبينما يرفض رئيسه سامح عاشور البيان، دعا المجلس العسكرى، الدكتور محمد أبو العلا، إلى حضور الاجتماع، والتوقيع على البيان، وفى حين أعلن رئيس الحزب المصرى الديمقراطى موافقته على البيان، أعلن وكيل مؤسسى الحزب فريد زهران، رفضه ما خرج به البيان. رئيس الحزب العربى الديمقراطى الناصرى، سامح عاشور، قال ل«التحرير» إن الحزب لم يشارك فى الاجتماع، الذى جرى بين بعض الأحزاب والفريق سامى عنان، مؤكدا أن الحزب لم يفوض أحدا للتوقيع على أى بيانات، مؤكدا أن الحزب لم يفوض الدكتور محمد أبو العلا لتمثيل الحزب بالاجتماع أو تمثيل رئيسه.. عاشور أكد رفض الحزب الكامل لما انتهى إليه الاجتماع، مستنكرا طريقة الحوار والتعامل مع الأحزاب والقوى السياسية من قبل المجلس العسكرى، مضيفا أن هذه القوى قد بح صوتها من تأكيد ثوابت الثورة. الدكتور محمد أبو العلا، الذى حضر الاجتماع ووقع على البيان، ممثلا عن الحزب الناصرى، اعتبر نفى عاشور مشاركة الحزب «شوشرة» تضر بصورة الحزب وصورة الناصريين، مشيرا إلى أنه شارك فى الاجتماع بدعوة رسمية من المجلس العسكرى باعتباره رئيسا للحزب الناصرى المعترف به من لجنة شؤون الأحزاب، معتبرا أن اللقاء كان إيجابيا، وأنه آن الأوان لتحريك العجلة وتحقيق استجابات حتى لو كانت بطيئة، مشددا على أن أعضاء المجلس العسكرى أكدوا إصرارهم على تسليم السلطة إلى المدنيين.. حزب التيار المصرى وصف اللقاء ب«الفتات» الذى يُلقى إليه. وقال وكيل مؤسسى الحزب إسلام لطفى، إنه رغم توقيع الأحزاب التى اجتمعت بالمجلس العسكرى على بيان مشترك فإن ملفات قانون الطوارئ وإحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية، وقانون الغدر، لا تزال مفتوحة، إضافة إلى حالة الانفلات الأمنى التى يعانى منها الشارع المصرى. أعضاء الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بين مؤيد ومعارض لما خرج به البيان، فالدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب، أعلن موافقته على القرارات خلال مشاركته فى اللقاء، لكنه اضطر إلى المغادرة مبكرا، مما منعه من التوقيع مع باقى الأحزاب، وعلمت «التحرير» من مصادر مؤكدة داخل الحزب دعم أبو الغار لما خرج به اللقاء من قرارات، فى حين قال فريد زهران، وكيل مؤسسى الحزب المصرى، ل«التحرير» إن القرارات لم تلب سوى الحد الأدنى من مطالب الحزب، فلم يتم إقرار نظام القائمة النسبية بالكامل، ولم يتم الإلغاء الفورى للطوارئ، كما أن صياغة البيان رديئة، خصوصا الفقرة التى تؤكد التأييد الكامل للأحزاب و«التوقيع على بياض» للمجلس العسكرى، وهو ما اعتبره أمرا غير مقبول إطلاقا. عضو المجلس الرئاسى لحزب المصريين الأحرار، أحمد سعيد، اعتبر الاجتماع إيجابيا، وأن القرارات التى خرج بها مرضية، فالفريق سامى عنان أبدى تعاونا وتفهما شديدا لطلبات الأحزاب وتمت الاستجابة لكثير منها، معتبرا أن عدم رضا البعض عن نتائج الاجتماع أمر غير مفهوم مع كل النتائج الإيجابية التى خرج بها. المتحدث الرسمى باسم التجمع، نبيل زكى، قال إن الحزب لديه بعض التحفظات على القرارات الثمانية، التى أصدرها المجلس العسكرى خلال اجتماعه برؤساء 13 حزبا، موضحا أن استخدام تعبير وقف الطوارئ، وليس إلغاء القانون، يعنى أنه وقف مؤقت، وليس إلغاء، معتبرا أن إصرار المجلس العسكرى على وجود 166 مقعدا للقوائم الفردية أمر غريب. رئيس حزب الكرامة، محمد سامى، رحب بنتائج الاجتماع، مشيرا إلى أن الحوار الذى استمر لما يزيد على ست ساعات كان بناء ومسؤولا، وفى ظل جو من الصراحة المتبادلة والتفهم من قبل المجلس العسكرى، معلقا على سحب «العدل» توقيعه وعن إمكانية سحب «الكرامة» التوقيع بسبب عدم رضا الكثيرين عنه بأن الحزب سيعقد اجتماعا مساء الأحد لمناقشة الموقف. رئيس حزب النور، الدكتور عماد عبد الغفور، قال إنه مستبشر خيرا من اللقاء، الذى عكس نية حقيقية لدى المجلس العسكرى لنقل السلطة إلى المدنيين.