بوبو ومروان حمدي في قائمة بيراميدز لمواجهة إنبي بالدوري    بحوزته 10 قطع.. تفاصيل سقوط المتهم بمخدر الحشيش في الوراق    أول تعليق ل نجوى فؤاد بعد خروجها من المستشفى    جوتيريش: التصعيد في رفح الفلسطينية سيكون تأثيره كارثيا    الحكومة: السياسات النقدية وتوافر النقد الأجنبي أسهم في ضبط الأسواق وانخفاض الأسعار    دراما الثواني الأخيرة على طريقة NBA.. ثلاثية الجندي تقود سلة الأهلي إلى نهائي كأس مصر (فيديو)    هيئة الدواء المصرية تستقبل ممثلي جمعية المعلومات الدوائية الدولية    ننشر تفاصيل لقاء وزير النقل برئيس الوكالة الفرنسية للتنمية    فى شباك التذاكر «شقو» على القمة ب 60 مليون جنيه.. و«أسود ملون» فى القاع بإيرادات محبطة    وزير الصحة يبحث مع شركة «أبوت» نقل تكنولوجيا التصنيع الدوائي للسوق المصري    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    رئيس الوزراء يهنيء السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    مجموعة الهبوط.. أبوقير للأسمدة يفوز على دكرنس بدوري المحترفين    ستبقى بالدرجة الثانية.. أندية تاريخية لن تشاهدها الموسم المقبل في الدوريات الخمسة الكبرى    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مصرع زوجين وإصابة طفليهما في حادث انقلاب سيارة بطريق سفاجا - قنا    «التعليم» تحدد موعد امتحانات نهاية العام للطلاب المصريين في الخارج 2024    إعلام عبري: حزب الله هاجم بالصواريخ بلدة بشمال إسرائيل    لوقف النار في غزة.. محتجون يقاطعون جلسة بمجلس الشيوخ الأمريكي    مي القاضي تكشف أسباب عدم نجاح مسلسل لانش بوكس    بالأبيض.. لينا الطهطاوى رفقة هنا الزاهد وميرهان في ليلة الحنة    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    هيئة سلامة الغذاء تقدم نصائح لشراء الأسماك المملحة.. والطرق الآمنة لتناولها في شم النسيم    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    النائب العام يقرر إضافة اختصاص حماية المسنين لمكتب حماية الطفل وذوي الإعاقة    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم ل القطاع الخاص 2024    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    دورتموند يستعيد نجوم الفريق قبل مواجهة سان جيرمان بدوري الأبطال    موقف طارق حامد من المشاركة مع ضمك أمام الأهلي    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    غرق بمياه ترعة.. العثور على جثة شخص في الصف    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    وزير الأوقاف يعلن إطلاق مسابقة للواعظات للعمل بإذاعة القرآن الكريم خلال أيام    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    كراسي وأحذية وسلاسل بشرية.. طرق غير تقليدية لدعم فلسطين حول العالم    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    حمد الله يتحدى ميتروفيتش في التشكيل المتوقع لكلاسيكو الاتحاد والهلال    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    حزب الله يستهدف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمدة الصحفيين محمد العزبي: الصحافة في خطر شديد.. ولم يعد لها تأثير
نشر في التحرير يوم 11 - 02 - 2020

محمد العزبي: إلغاء التعاقدات في الصحف القومية لم ولن يحدث.. والقرار مهين.. أمي أعلنت وفاتي حينما كنت أغطي العدوان الثلاثي.. وهكيل لم ينشر لي خبرًا.. اترفدت من الجمهورية وطلعوني على المعاش وعمري 40 سن
واحد من أكبر صحفيي مصر، يُلقب ب«عمدة الصحفيين»، كان شاهدًا على كثير من التحولات التاريخية، عاصر كبار الكتاب وجمعته صداقة بنجوم الفن والشعر والأدب، له قراءات مختلفة حول الأحداث التي عاشتها مصر بداية من الحكم الملكي إلى يومنا هذا، إنه الكاتب الكبير محمد العزبي.. كان ل«التحرير» معه هذا الحوار الذي يعد توثيقًا لكثير من الأحداث المهمة.
ندمت على عملي بالصحافة أثناء اعتقالي.. وتمنيت لو كنت طبيبا في قريتي اعتزلت الكتابة لأني لا أحب القيود.. ومش عايز أعمل بطل توليت رئاسة تحرير «الإجيبشيان جازيت» وأنا لا أجيد الإنجليزية اتهمت بأني المبعوث الدولي للشيوعيين.. وقابلت «الأبنودي وحجاب والغيطاني» في المعتقل عبد
ندمت على عملي بالصحافة أثناء اعتقالي.. وتمنيت لو كنت طبيبا في قريتي

اعتزلت الكتابة لأني لا أحب القيود.. ومش عايز أعمل بطل

توليت رئاسة تحرير «الإجيبشيان جازيت» وأنا لا أجيد الإنجليزية
اتهمت بأني المبعوث الدولي للشيوعيين.. وقابلت «الأبنودي وحجاب والغيطاني» في المعتقل
عبد الناصر أراد الإصلاح.. لكن طريقته كانت خاطئة
لا أحب السادات لكنه وطني.. وفترة الإخوان كانت كمينا
هيكل حب نفسه أكثر من الصحافة.. وكان بيلعب سلطة
موسى صبري كان نجمًا.. وضمنته لشراء تليفزيون ملون من عمر أفندي
صداقة حمدي قنديل من الكلية.. والأبنودي ضحك عليا ب«قفص مانجة»
حال الفن والدراما والسينما حاليا سيئ جدا.. مش فاهم بيعملوا إيه!
الإنتاج الثقافي في مصر بخير.. والوزارة ليست ناجحة
- في البداية.. كيف كانت نشأت الكاتب الصحفي محمد العزبي؟
ولدت في حي الحسين، ووالدي كان يعمل أستاذًا بكلية أصول الدين بالأزهر، هو مات وأنا معرفوش، ليا أخ وأخت، إحنا من مركز المنزلة بالدقهلية، أمي صممت إننا نتعلم، وهي لا تعرف القراءة والكتابة، وفكرة إن واحدة لا تعرف القراءة والكتابة تصمم على أنها تعلم أولادها مع كل أنواع المشقة المالية والفكرية وغيرها، كانت من المعجزات اللي أنا مقدرتش أستوعبها إلا في وقت متأخر.
حصلت على مجموع كلية الطب، ونجحت في إعدادي طب بكلية العلوم، بجامعة فؤاد، ثم بعد ذلك ذهبت إلى قصر العيني، ونجحت في السنة الأولى، وبعد ذلك رسبت في السنة الثانية: «ربنا رزقني بحواديت، صلاح حافظ كان في السجن وخلاص قرب يخلص، ويوسف إدريس قاعد في البوفيه وسرحان في ملكوته، صبري أيوب، بيشتغل في روز اليوسف، وكذلك مفيد فوزي، وحمدي قنديل، واتضح لي إنهم بيعملوا مجلة اسمها «قصر العيني»، وأصبح البوفيه هو المقر الدائم»، كنت ناجح في كل العلوم، ورسبت في علم التشريح، ولكن هناك أعداد كبيرة تركت كلية الطب بسبب المشرحة.
أصدرنا مجلة القصر العيني، التي حققت نجاحا كبيرا، لكن حمدي قنديل كان يزعم في كتابه «عشت مرتين»، أن التحقيق الصحفي عن الدور الوطني لكلية الطب «قصر العيني» كان أحد أسباب مصادرة المجلة، لكنني لم أعتقد أن هذا هو السبب، أعتقد أنها أسباب أخرى، فجأة صبري أيوب زعيم «الشلة»، حدد لنا معاد مع «سليم زبال»، سكرتير تحرير وأحد مؤسسي أخبار اليوم -أنذاك- للعمل براتب كويس نسبيًّا، وكان يترأس الجريدة محمد حسنين هيكل، كان لدينا طموح كبير: «أنا مثلا لما حدث العدوان الثلاثي على مصر، طلبت من هيكل أن أذهب إلى بور سعيد، وجدت ضرب نار وقناصة، وأكتب كلمتين وأطلع أجري على الحدود أنتظر الأتوبيس عشان أبعت الورقة معاه للجورنال»، ظللت فترة في بور سعيد إلى أن كُتبت لي النجاة.
والدتي أعلنت وفاتي حينما كنت موجودًا في بورسعيد لأغطي تفاصيل العدوان الثلاثي على بور سعيد، بعد غياب طويل، وتفاجأت بأن الجريدة لم تنشر لي أي خبر: «دخلت على هيكل، وقولتلوا يا أستاذ هيكل أنا مفيش أخبار اتنشرت ليا.. إداني درس وقالي إن الصحافة مش عاطفة، الصحافة خبر، الصحافة موقف، أنا في السن دا معجبنيش الكلام، إزاي يكون عندي عدوان وإنجليز بيضربونا بالنار، وأبقى أنا صحفي مصري مبتكلمش بالعاطفة».
لما الثورة جت، وعملوا جريدة الجمهورية، أنشؤوا مجلة «التحرير»، تعاقب عليها ضباط كان آخرهم عبد العزيز صادق، كان لديه طموح في تغيير المجلة، دفع للاستعانه ببعض الصحفيين تم اختيار 5 صحفيين: «أنا وحمدي قنديل، وإبراهيم راشد، محرر اقتصادي بأخبار اليوم، وأحمد بهجت، وناهد رجب»، ذهبنا براتب أفضل، وأمل في فرصة أكبر، جميعهم عادوا إلى قواعدهم سالمين، لم يستطعوا ترك أخبار اليوم وعشقها، لكن ظللت أنا في مكاني برفقة حمدي قنديل: «فضلت قاعد، التحرير قفلت نزلت الجمهورية، واترفدت، اعتقلت، اتحالت على المعاش وأنا عمري 40 سنة، ثم تم إحالتي على المعاش مرة أخرى».
- كم مرة شعرت بالندم خلال رحلتك الصحفية؟
مرة واحدة.. وليس ندما حقيقيًّا، كانت أثناء اعتقالي مدة 6 أشهر، وهو اعتقال مذهب، أدركت حينها أنني لو عملت طبيبا في الأرياف -في مسقط رأسي- كان أفضل، ولو أتيحت هذه الفرصة مرة أخرى لفعلتها.
- لماذا لا يكتب محمد العزبي؟
مش عايز أعمل بطل؛ لأنني لا بطل ولا مناضل ولا أي حاجة، لكنني أحب أن أكتب إللي أنا عايزه، أكتب بدون قيود على رقبتي وقيود مجهولة، أنا مش عارف هما عايزين إيه: «لما واحد يقولك إنت بتكتب عن كذا وكذا، وذكرت نكسة يونيو.. إحنا وقته؟ دلوقتي نكسة يونيو، دي كلمة يتشال بسببها مقال كبير في تاريخ الصحافة المصرية؟».
شعرت وقتها أنني لم أكن حرًّا، ولا مناضلًا ولا محاربًا، ولا ليا موقف دائم من السلطة، إنما موقفي هو موقف عام، وأنها يجب ألا يزيد عمرها على العمر القانوني، وأن كل شخص يحكمك أو يصبح رئيس تحرير أكثر من 15 عامًا مفسده للجميع، لكن الرياح لم تكن مواتيه في الصحيفة القومية، وتغير الزمان، كنت أتقاضى أعلى مكافأة في الجريدة، وألقى احتراما شديدا، بسب عدم وجود خلافات أو مشاكل بيني وبينهم، «طقت في دماغي إنه عيب إني أكون قاعد ومش عايز أكتب ومبكتبش ومطلعش معاش، فقررت إني أطلع معاش، رئيس مجلس الإدارة حينها كان جلاء جاب الله، أخد الورقة وحطها في درج مكتبه لحد من الإدارة يوافق عليها، إلى أن ترك منصبه، وحضر رئيس مجلس إدارة آخر، وأقنعته إلى أن تمت الموافقة عليها».
- مؤخرًا أعلنت الحكومة إلغاء التعاقدات في المؤسسات الصحفية.. ما تعليقك؟
لم يحدث، ولن يحدث، لأن كل فترة تطل علينا قرارات داخلية بمنع المد للصحفيين، ومنع كبار السن، وكذلك التعاقد، لكن الصحافة ليست مهنة سن، لكنها مهنة فكر، والأخطر من ذلك هو منع التعيين في المؤسسات القومية: «طب كبار السن بياخدو معاش، إنما الشباب اللي بيشتغلوا في الجرائد سنة واتنين وتلاتة ببلاش أو ملاليم على أمل التعيين، إنت بتيجي تقفل في وشي الباب ليه؟ إنت مش عارف تحكم الصحافة فتقفلها، مش عارف تطلع الجرائد القومية، وتصرف عليها تقوم تقولي نعمل ورقية»، العالم أجمع يواجه هذه المشكلة، ولو نظرنا للوكالات والجرائد العالمية مثل: «نيورك تايمز، أو واشنطن بوست»، نجدهم يفكرون في مقاومة التليفزيون والبرامج، وليس الاستسلام أو الغلق كما نجدها في الصحافة حاليًّا.
الجرائد القومية من عصر جمال عبد الناصر، حتى اليوم، هي نشرة إعلانات للحكومة وأعمالها، ولا بد محاسبة هذه الجرائد على الإعلانات، هذه القرارات مؤسفة، والمؤسف أنها تحدث في ظل وجود وزير إعلام ولجنة إعلام بمجلس نواب: «الكلام دا مهين، ومش هيحل المشكلة، طول عمرنا بنقول مفيش مد للكبار لغاية 65، إلا إذا.. إلا إذا دي تحتها كل الناس»، لكن كان يجب قبل اتخاذ هذه القرارات أن ندرك أن هناك كبار الصحفيين في مصر يتقاضون مكافآت 500 جنيه في الشهر نظير الاحتفاظ ببدل التكنولوجيا.
- كيف تحل أزمات الجرائد القومية؟
خسائر الجرائد القومية ترجع لعدة أسباب، أولا: زيادة عدد العمال، وقوانين داخلية غريبة، تنص على كل شخص له الحق في تعيين نجله: «الجورنال إللي بيمكن يطلعه 100 بيطلعه 500»، ولو نظرنا إلى الإصدارات التي تصدرها الأهرام أو الجمهورية أو الأخبار، نجدها لا قيمة لها، ونحن -الصحفيين- لم نعلم أسماءها، حتى المادة الناجحة في التسويق، وتقيل عثرات الجورنال، وهي الرياضة، النهارده أخبار الرياضة والمجلات الرياضية مبتتابعش».
-كتاب «كناسة الصحف».. ما الأسباب التي دفعتك لكتابته؟
الأسباب لا نستطيع تحديدها، لكنني أردت أن أكتب عدة كتابات لطيفة بعد ترك عملي رئيسا لتحرير الجمهورية، وهناك حوار ظريف، كان سمير رجب يحكم، والمؤسف أننا نندم الآن على سمير رجب، وإبراهيم نافع، لأنهما آخر جيل العظماء، كلمني سمير رجب في التليفون الساعة 8 الصبح، ليخبرني بأنه اختارني رئيسا لتحرير جريدة «الإجيبشيان جازيت»، قابلته بالرفض، لأنني لا أجيد اللغة الإنجليزية: «قولتله أنا مش موافق، أنا مبعرفش إنجليزي قالي مين قالك إني عايزك تعرف إنجليزي؟ عايز تقولي إنك مبتعرفش إنجليزي؟ أنا عارف إنك بتعرف إنجليزي، لكن هتقدر تعمل إللي أنا عايزه»، عجبتنى هذه التجربة، وقررت أن أعمل معه رئيسًا للتحرير، ظللت بها لمدة عامين، كانا هما العامين السابقين على إحالتي للمعاش، عادة لم يُحَل أحد على المعاش في الوقت المناسب، أنا تمت إحالتي في اليوم والساعة.
- من وجهة نظرك.. إلى أين تذهب الصحافة في الوقت الحالي؟
الصحافة في خطر شديد، ودائمًا تتعرض للخطر لسبب أو آخر، لكن أخطر شىء في الصحافة حاليًّا أنها لم يعد لها تأثير كبير، وهذه مشكلة: «لو عندك صحيفة قوية محدش يقدر يعملك حاجة، لا الحكومة ولا غير الحكومة، معندناش صحافة تسليك»، واقع الأمر أن بعض المواطنين يرون في الوقت الحالي أن الصحافة غير مهمة.
- لماذا اعتقلت 6 أشهر في سجن مزرعة طرة؟
علاقتي بالدولة لا كويسة ولا وحشة، لا كنت عميل جهاز أمن، ولا كنت متفاهم، لكن شقيقي كان عضوا أو رئيسا لتنظيم شيوعي يطلق عليه «وحدة الشيوعيين»، وهو ما علمته مؤخرًا، وأن التنظيم ظل محتفظا بنشاطه بعد حل الأحزاب نفسها بعد خروجهم من المعتقل، وهم من القلائل الذين رفضوا الحل، وصمموا أن يبقى الحزب الشيوعي، وهم مجموعة مثققفين أكثر من قدرات سياسية، وفي هذا التوقيت كنت في الصين، وإندونيسيا، التوليفة الأمنية قالت إني راجع بالتمويل لهذا الحزب وكأني المبعوث الدولي لوحدة الشيوعيين.
وأثناء دخولي المعتقل لم أكن أعرف أي شخص موجود بالداخل، ولكن قابلت شخصيات كثيرة فنية ومثقفين مثل: «عبد الرحمن الأبنودي، سيد حجاب، وجمال الغيطاني، أغلبهم عمرهم صغير كل ما تمشي تقابل واحد بيشعر».
- كيف رأيت حكم عبد الناصر؟
أحببت نظام عبد الناصر، خاصة أنه جاء رئيسًا للجمهورية خلفًا للملك، لأنني عاصرت الملك، في الفترة الأخيرة، فكان عبد الناصر بالنسبة لي ثورة، تغيير، عبد الناصر في رأيي أنا حتى الآن كان لديه نوايا إصلاحية، نوايا ثورية، كان لديه رغبة أن يتعلم الفقراء، كان لديه رغبة أن الفلاحين مبيقوش مذلولين للبشوات، كان نفسه يخلص من السادة والعبيد؛ لأن نشأته كانت كده، لكنه فعل هذا بالخطأ، فعلها بالسلطة، إنت مش عاجبني هأحاسبك، لكن ما المبرر أن يكون في الأمن شيوعي؟ وما المبرر أن يسجن شيوعي شاعر فنان أو روائي 5 سنوات أو 10 سنوات بدون مناسبة؟ ما الحكمة إلا الإذلال؟ عبد الناصر كان يريد الإصلاح، لكنه يصلح بطريقة خاطئة، وهذا هو طبيعة حكم عبد الناصر.
وماذا عن السادات؟
أنا لا أحب السادات، لكنني عندما أذهب إلى سيناء أقرأ له الفاتحة: «لأنه لولا شوية شغل الفلاحيين والاستسلام مكنش سيناء رجعت أبدًا»، والجزء الذي فعله في اتفاقيات السلام، والبعض قال عنها إنها خيانة لما عادت إلينا شرم الشبخ وسيناء، ومن المؤكد أنه كان وطنيًّا، وكذلك عبد الناصر، ومبارك، ولكن السادات كان يحكم بقدر من الحيطة واللؤم، لكن جوهر الحكم واحد لكل الرؤساء، بيختلف اختلافات فيما بينهم، أما فترة الإخوان فهي كمين، وأكثر شىء أضرهم هي الفترة التي حكموا فيها، مع أنهم لو ظلوا فترة طويلة كانوا هيركبوا الحكم: «فيه حد في الدنيا يجيب قتلة السادات يحضروا احتفالات 6 أكتوبر؟!».
- حدثنا عن علاقتك بالكاتب الراحل محمد حسنين هيكل؟
علاقتي بهيكل كانت فترة «آخر ساعة»، كان في بداياته وأنا كذلك في بداياتي، ومكنتش أنا المدلل عنده، وطول عمره شايف نفسه، كان عنده ناس تانية بيثق فيها وبيتعامل معها، لكن أنا رأيي إن هيكل حب نفسه أكثر من المهنة، رغم نجاحه فيها، وزين للرؤساء حتى انتقل من جمال عبد الناصر للسادات، حاول أن يركب موجته: «مينفعش متبقاش إنت بتاع عبد الناصر وتروح للسادات»، لكنني علمت من أحد المقربين منه، أنه لم يكن يعلم أحدًا، عكس مصطفى أمين، هيكل كاتب عظيم لكنه كاتب سلطة، وهو أحسن كتاب المصريين: «إللي كتب لعبد الناصر مينفعش يكتب للسادات، ولكن فكر السادات يختلف عن عبد الناصر»، وهي الأسباب التي تسببت في ضرره، هيكل علمنا كيفية كتابة المقال في خبر.
- آخر كتابات هيكل كان «من المنصة للميدان».. ماذا كانت علاقته بمبارك؟
هيكل ذكي وقوي، وشاهد السادات وعبد الناصر ومبارك في مواقف ضعف، شاهد السادات وهو مرفود، وتوسط له من أجل رضاء عبد الناصر عنه، لأنه كاتب سلطة: «لكن كان يريد أن يكون كاتب مبارك بلوي الدراع إذا صحت الكلمة، يعني تبقى إنت ياريس محتاجلي مش أنا إللي بتلزق فيك»، مبارك لم يكن يريد أحدا أن يكتب له: «كان بيقول إيه يعني هيكل؟ ما سمير رجب بيكتب كل يوم، إنما هيكل ميعرفش يكتب غير كل أسبوع»، هيكل كان بيلعب سلطة، لكن ظل صحفيًّا محترمًا، عمل جورنال قوي، أسس احترامًا للصحفي.
- كيف أثر موسى صبري في مسيرتك الصحفية؟
حينما كنت صحفيًّا في أخبار اليوم، كان موسى صبري نجما كبيرًا رغم صغر سنه، إذ كان يترأس تحرير إحدى المجلات، وحينما عمل في الجمهورية اقتربنا من بعض، كان لديه إحساس إني هأكون صحفي كويس، وأشهد له أنه رجل ذمته نظيفة جدًّا: «لك أن تتصور إن أنا كنت ضامنه أنا وشخص تاني لشراء تليفزيون ملون من عمر أفندي، ومرضتش أكتب الحكاية دي حرصًا على أولاده؛ لأنهم رجال أعمال حاليًّا»، شاهد أيضًا أنه كان مهتمًا بالمهنة جدًّا جدًّا، وبأدب شديد نطق جيل موجود، دون أن يوسي الآخرين.
- ما العلاقة التي كانت تربطك بحمدي قنديل؟
صداقة من الكلية، دخلنا الصحافة مع بعض، بيته بيتي، ظل في باريس 6 سنوات، اشتغل في اليونسكو، كان لما يرجع لازم نلتقي على طول دي مبادرة منه: «آخر مرة لما تعبت كنت ساكن في الدور الخامس، بدون أسانسير ومستحيل حد يطلعلي، حمدي قال أنا هاجي بالعربية وأكلمك في التليفون تطلع تبصلي نشوف بعض».
- وماذا عن عبد الرحمن الأبنودي؟
صديقي مع اختلاف السن ومع طاقات الدماء إلى عنده، أعجب بأشعاره جدًّا، إلى أن عاش في الإسماعيلية، كان دائم الاتصال بي، آخر مكالمة بيني وبينه قالي ما تيجي يا أخي أنا اللي بيجيلي بديله قفص مانجة، بيضحك عليا طبعًا أنا عارفه.
- حدثنا عن الفن والدراما والسينما في الوقت الحالي؟
سيئ جدًّا، بدليل إن اللي بيمتعنا الماضى، مثل «ليالى الحليمة»، أنا مش فاهم الجداد بيعملوا إيه، هو خالف تعرف عشان نقول إن الواد عبقري؟ هذا لا يمنع، ولا يمكن أن يكون، إلا أن هناك أشخاصا مبدعين، لكنهم لم يظهروا على الشاشة، المتسوى في السابق كان كتابة وإخراجًا وتمثيلا أفضل من هذا: «بعض الأفلام ساعات يسربوها أو أسمع عنها أحس إن في حد عنده حاجة».
- كيف ترى الثقافة داخل المجتمع المصري؟
الإنتاج الثقافي في مصر يبدو أنه بخير، لكن الوضع الثقافي ووزارة الثقافة ليست ناجحة، وليست لها أي نتيجة على أرض الواقع: «أنا ميهمنيش مين القائمين على الوزارة أو الثقافة، أنا إللي يهمني هما بيقدموا إيه للشباب»، قصور الثقافة في السابق لعبت دورا مهمًّا وأساسيًّا داخل المجتمع المصري، وإذا كانت مستمرة حاليًّا لم تلعب هذا الدور الذي لعبته في السابق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.