الأب القاتل ساق رواية عن تجار آثار لم يذكر أسماءهم ثم عدل عنها وأكد أنه ارتكب الجريمة هربا من الدائنين.. والرأي العام يبحث عن الدافع الحقيقي «بدل بهدلتهم بسبب تراكم ديوني» هكذا برر «خالد. م. ف»، قتل زوجته وأطفاله الأربعة، تلك الجريمة التي اهتز لها الرأي العام وتابع تفاصيلها على مدار الأيام الماضية نظرا لبشاعتها. وأمام المستشار محمد القاضي مدير نيابة بندر الفيوم، زاد رب الأسرة في اعترافاته أن السبب في قتله أسرته هو عشقه لهم وخوفه الشديد عليهم، مشيرا إلى أنه كان حافظا للقرآن الكريم، وكان ميسور الحال، حتى وقع في أزمة مالية كبرى وكان مطلوبا منه تسديد مليون ونصف، أخذها من شباب بقريته لتوظيفهم، وفشل في توفير فرص عمل لهم، فطالبه الدائنون بإعادة نقودهم، حتى تشاجر مع والديه. رواية توظيف الأموال ضمن روايات أخرى سيقت في القضية على لسانه، ثم عدل عنها، ومع عدم وجود دوافع قوية لارتكابه المذبحة، قفزت لسطح القضية تساؤلات وألغاز تحتاج إلى تفسيرات مقنعة للرأي العام، كلها تتعلق بحقيقة ما جرى ليلة المذبحة الشنيعة بشقة المتهم. صفقة الآثار قال المتهم في بداية الواقعة إنه ارتكب جريمته رواية توظيف الأموال ضمن روايات أخرى سيقت في القضية على لسانه، ثم عدل عنها، ومع عدم وجود دوافع قوية لارتكابه المذبحة، قفزت لسطح القضية تساؤلات وألغاز تحتاج إلى تفسيرات مقنعة للرأي العام، كلها تتعلق بحقيقة ما جرى ليلة المذبحة الشنيعة بشقة المتهم. صفقة الآثار قال المتهم في بداية الواقعة إنه ارتكب جريمته بسبب تهديد شركاء له في صفقة آثار باغتصاب زوجته وقتل أولاده، إذا لم يتنازل عن نصيبه في الصفقة لهم، وهو ما خشي من وقوعه والتنكيل بأسرته وقتلهم في النهاية «قتلتهم بنفسي عشان محدش يبهدلهم»، كما قال رب الأسرة القاتل أمام رجال المباحث.
إذا كانت صفقة فلماذا لم يتنازل؟ بحسب رواية الأب فإنه قتل أولاده الأربعة وزوجته خوفا عليهم من التنكيل بهم على يد غرباء وشركاء له في صفقة آثار، ولم يقدم المتهم تفسيرا لعدم استجابته لتجار الآثار والتنازل عن حصته وإرضاء شركائه، ومن ثم يسلَم وتسلم أسرته من أي سوء أو أذى، ولم يكن ثمة دافع لارتكاب الجريمة، ما يشير إلى أن شيئا آخر دفعه لقتل كل عائلته. أين عصابة الآثار؟
إذا كانت هناك عصابة للآثار يشاركها المتهم منذ فترة وحدثت بينهما خلافات واتصالات بسبب نسبة كل واحد منهم في نصيبه، بحسب ما قاله المتهم أمام جهات التحقيق، ثم طمعهم في حصته ومطالبتهم إياه بالتنازل عنها وإلا زوجته سوف تُغتصَب وأطفاله سيُذبحون، إذن أين تلك العصابة؟ وما نشاطها؟ ولماذا لم يدلُ بأسمائهم ليعيد الانتقام منهم بعدما دفعوه إلى التخلص من أسرته دفعة واحدة؟ رواية أخرى دون مقدمات، ساق المتهم بقتل أولاده حجة جديدة لارتكاب الجريمة وهي أنه حصل على أموال تقدر بمليون ونصف المليون من المواطنين وقام بتوظيفها وخسر كل شيء في التجارة، وأنه تلقى تهديدات من أصحاب المال بقتل أسرته والتنكيل بهم قبل قتلهم، فآثر أن يتخلص منهم بنفسه، ودفع بسبب آخر وهو أنه خشي على أطفاله من أهله الذين طردوه من بلدته نتيجة تراكم الديون وفضيحتهم في البلدة نتيجة عجزه عن تسديد الديون واتهامه بالنصب. وهنا يقفز تساؤل آخر، لماذا عدل الأب المتهم عن رواية الآثار إلى توظيف الأموال؟ دافع مجهول كل ما سبق لم يكن مقنعا لدى العامة لإقدام الزوج والأب على ارتكاب جريمته النكراء وإراقة كل تلك الدماء، ما يصب في صالح التكهنات بوجود سبب آخر قوي غير تلك الأسباب التي ساقها المتهم لقطع الطريق أمام الأسباب الحقيقية، وإن كان كذلك فما السبب الذي يدفع شخصا إلى قتل زوجته وأطفاله الأربعة بتلك الطريقة البشعة؟ كان المتهم "خالد. م. ف. ع" أكد أمام النيابة أنه عاد من السفر ليلة الواقعة، وذهب لشراء ساطور، وسَنّه كي لا يعذب أسرته في أثناء قتلهم ليموتوا بضربة واحدة، ثم عاد لمنزله وجلس وسط أسرته يلاطفهم ويداعبهم حتى ناموا جميعا عدا هو ظل مستيقظا حتى صلّى الفجر، ثم استيقظت إحدى بناته وطلبت مياهًا فأحضرها لها ونامت مرة أخرى. وأضاف أمام النيابة العامة أنه استغرق 7 دقائق فقط لتنفيذ جريمته، إذ دقت الساعة الثامنة فاستل الساطور ودخل غرفة بناته وبدأ بقتل زوجته، ثم الطفلة وهي في حضن أمها، ثم قتل الطفلتين الأخريين، وبعدها ذهب إلى غرفة نجله وقتله. وكشف "خالد" عن أنه بعدما انتهى من قتل أسرته جميعًا، عاد لغرفة زوجته وترك الساطور بجوارها، ثم ذهب إلى الحمام وغسل يديه، ثم عاد وأخذ الساطور وألقى عليهم نظرة الوداع، وبعدها ذهب إلى الشرطة ليخبرهم بما فعل في أسرته، وسلّم سلاح الجريمة، مؤكدا أنه ارتكب الواقعة وهو في كامل قواه العقلية حتى تتم محاكمته وإعدامه بسرعة ليلحق بأسرته، لأنه لا يريد أن ينتحر ويموت كافرا.