جيران السائق: عم حافظ كان هادي مالوش في الجري وبيحب السواقة.. والدة "محمد" تحاول فتح الباب: "ابني عايش قوم رد عليه سايبني لمين".. اختفاء سيارات نقل الموتى من المستشفى ودع عم حافظ صاحب ال 67 عاما عائلته، بعد تناول إفطاره على عجل، توجه مسرعا نحو سيارته، سعيًا وراء الرزق، دون أن يدري أنه الوداع الأخير، حيث وقفت زوجته بعدها بساعات تلطم خديها وتهيل على رأسها التراب، بينما أبناؤه يصرخون في باحة مستشفى حلوان أمام المغسلة في انتظار جثمانه "الحقوا عم حافظ مات في حادثة الأوتوستراد ومعاه 15".. من كل حدب وصوب حضر المئات منذ الثانية عشرة ظهرا، بعد نصف ساعة من انفجار إطار سيارة عم حافظ واصطدامها بسيارة أخرى في حادث دموي بالقرب من كوبري طرة في الحادية عشرة والربع صباح أمس الأربعاء. وبحسب أحد جيران السائق "حافظ محمد" فإن الرجل كان هادئ الطباع وانعكس هذا أيضا على طريقة قيادته السيارة، فلم يكن يوما متسرعا أو متهورا في قيادته للسيارة، وقال الشاب الذي وقف أمام المغسلة "مش عارف إزاي دا حصل عم حافظ راجل كبير وبيحب السواقة، ومالوش في الجري، بس هو قدره يموت وهو بيعمل الحاجة اللي بيحبها". المغسلة اثنان وبحسب أحد جيران السائق "حافظ محمد" فإن الرجل كان هادئ الطباع وانعكس هذا أيضا على طريقة قيادته السيارة، فلم يكن يوما متسرعا أو متهورا في قيادته للسيارة، وقال الشاب الذي وقف أمام المغسلة "مش عارف إزاي دا حصل عم حافظ راجل كبير وبيحب السواقة، ومالوش في الجري، بس هو قدره يموت وهو بيعمل الحاجة اللي بيحبها". المغسلة اثنان من الكشافات ذات الإضاءة الصفراء يبعثان على الكآبة، مرفوعان على زاوية مغسلة مستشفى حلوان العام، وسيارة شرطة ميكروباص، ومئات من الأهالي وسيدات اكتسين بالأسود، وصراخ وعويل وحالات إغماء، واتهامات بالتقصير، وغضب بين الأهالي بسبب تأخر خروج الجثامين رغم الانتهاء من الغسل. تحول الحزن في السادسة مساء إلى فيضان من الغضب، وحدثت عدة محاولات من الأهالي للضغط على المستشفى لتسليم الجثامين الموجودة من 11:15 صباحا، وحضر مأمور قسم شرطة حلوان، وعدد من قيادات مديرية أمن القاهرة في محاولة لتهدئة الأهالي ورصد الحالة الأمنية، وتأمين المستشفى والمغسلة. يابني يا حبيبي والدة الشاب "محمد" إحدى ضحايا حادث الأتوستراد الدموي، وقفت تنادي على ابنها خارج المغسلة "محمد عايش وهيجي دلوقت، رد عليه يا محمد سايبني لمين.. يابني رد" تصمت لحظات والدموع تسيل على خديها، ثم تواصل الصراخ "مش هاشوفه تاني لو طلع بدري شوية ماكانش مات، مين هيسأل عليه مين هيدفني". على ارتفاع 10 أمتار من الأرض وعلى بعد 20 مترا من المغسلة تقع تلة كبيرة عليها قصر مهجور واستراحة، افترشت أمامها السيدات حول ربة منزل جفت دموعها من كثرة البكاء، وبح صوتها، حتى إنها لم تعد قادرة على الحركة، وما بين حين وآخر يأتيها الخبر بأنهم سيفرجون عن جثة ابنها بعد دقائق، فتستند إلى سيدتين للوصول إلى باب المغسلة، وتعود تحمل خيبة الأمل، في مشهد تكرر أكثر من مرة. مافيش عربيات نقل موتى اقتربت لحظة تسلم الجثث، الكل متحفز بعدما بلغ أهل الضحايا ذويهم والأصدقاء لفتح المقابر انتظارا لدفن جثمان ابنه، ولكن ظهرت عوائق جديدة، أهمها عدم وجود سيارات لنقل الموتى. مكالمات هاتفية في كل اتجاه، الكل على عجل من أمره يسعى للتصرف في سيارة، حتى إن البعض اضطر إلى إحضار سيارات من محافظات بعيدة عن القاهرة، مما تسبب بشكل كبير في تأخر خروج الجثث، وعندما حانت لحظة التسلم، حال عدم وجود صور بطاقات هوية للمستلم دون حصوله على الجثة، إضافة إلى أوراق ضرورية من عدد من أقسام الشرطة المختصة. خروج جثامين ضحايا «الأوتوستراد» من مستشفى حلوان (صور) كان حادث مأساوي، قد وقع أمس الأربعاء، بمنطقة كوبري طرة، بأوتوستراد حلوان، أسفر عن مصرع 16 شخصا، عقب تصادم 3 سيارات بينها اثنتان ميكروباص كاملتا العدد، وتم إيداع الجثث مستشفى حلوان العام، حيث تم توقيع الكشف الطبي عليها، كما تم سماع أقوال ذوي الضحايا، الذين أكدوا عدم وجود شبهة جنائية وراء حالات الوفاة. وشملت قائمة الضحايا كلا من: محمد محمود يوسف إبراهيم، 31 سنة، مقيم ببولاق الدكرور، أشرف محمد مطيع أحمد، 50 سنة، ضابط مراقبة جوية مقيم بحلوان، أيمن سيد سيد سالم، إعتماد محمد عمر، بسمة محمد صالح، ياسمين محمد رمضان، رضا محمود محمد أبو طالب، 54 سنة، مركز الشهداء بالمنوفية، وردة عيد حسن إبراهيم، 44 سنة، مركز الشهداء بالمنوفية، حسام عبد الفتاح صبري، 51 سنة. اشتباكات بين أهالي ضحايا الأوتوستراد وأمن المشرحة كما شملت القائمة كلا من: ربيع عبد العزيز محروس، 60 سنة، من مركز الشهداء بالمنوفية، حافظ محمد محمود أحمد، 67 سنة، مقيم بحلوان، أحمد بيومي محمد، 69 سنة، مقيم بمدينة 15 مايو.