"الجنجويد" كلمة محلية سودانية وتنقسم إلى قسمين وهي "جن" ويعني الجني أي الرجل الذي يحمل رشاشا من نوع جيم3 وهو منتشر في دارفور و"جويد" تعني الجواد ظهر اسم ميليشيات الجنجويد من جديد على الساحة السودانية، التي ارتكبت أفظع جرائم النهب والسرقة والاغتصاب في دارفور، عادت لتستكمل جرائمها ولكن هذه المرة في العاصمة، الخرطوم، حينما نشر ناشطون سودانيون صورا على مواقع التواصل الاجتماعي توجه أصابع الاتهام إلى الجنجويد بارتكابها فض اعتصام القيادة العامة بالقوة، فما هي قصة هذه الميليشيات، ونشأتها؟. بدأ ظهورها أواخر الثمانينيات، بعد ظهور صراع في دارفور بين القبائل ذوات الأصول العربية وهم الرعاة، وبين المزارعين الأفارقة، وفي هذا الصراع نشأت الجنجويد والتي اعتبرها البعض الجناح العسكري للقبائل العربية. وتزايد الصراع منذ عام 2003 والتي اعتبرت تحولا كبيرا في الحرب بدارفور، اختلفت حينها أسباب اندلاع الحرب، فاعتبرتها الحكومة السودانية حربا قبلية، بينما اعتبرها البعض هي حرب الدول المجاورة للسيطرة على ثروات إقليم دارفور الذي يعتبر من أكبر الأقاليم بالسودان وغني بالثروات، لكن المجموعات المسلحة التي عادت وتزايد الصراع منذ عام 2003 والتي اعتبرت تحولا كبيرا في الحرب بدارفور، اختلفت حينها أسباب اندلاع الحرب، فاعتبرتها الحكومة السودانية حربا قبلية، بينما اعتبرها البعض هي حرب الدول المجاورة للسيطرة على ثروات إقليم دارفور الذي يعتبر من أكبر الأقاليم بالسودان وغني بالثروات، لكن المجموعات المسلحة التي عادت النظام الحاكم اعتبرها حربا للإطاحة بالنظام وإنشاء نظام جديد أكثر عدالة. وتشير تقارير الأممالمتحدة أن الحرب في دارفور أسفرت عن مقتل 300 ألف قتيل وأكثر من مليوني نازح، و400 ألف لاجئ خارج البلاد، و47 قتيلا و139 مصابا من العاملين في الأممالمتحدة في الإقليم، خلال الأعوام الماضية. معنى الجنجويد تعتبر كلمة "الجنجويد" كلمة محلية سودانية وتنقسم إلى قسمين وهي "جن" ويعني الجني أي الرجل الذي يحمل رشاشا من نوع جيم3 وهو منتشر في دارفور، وجويد تعني الجواد، إذا في بداية ظهور الجنجويد كانوا يركبون الخيول في أثناء الحرب، والكلمة تعني في مجملها الرجل الذي يركب الجواد ويحمل مدفعا رشاشا، ويقال إن الكلمة تأتي من (جنجد) حسب رواياتهم وتعني (النهب)، إذ أنهم منذ سنوات عديدة يحترفون النهب المسلح بمنطقة دارفور، ويقولون "نمشي نجنجد" أي ننهب ومنها أتت تسميتهم بالجنجويد. قوات الدعم السريع بعد انتهاء حرب جنوب السودان في عام 2005، انفجرت أزمة أخرى في إقليم دارفور، احتاجت الحكومة السودانية لدعم من إحدى الجماعات المسلحة الموالية، لمساندها في حرب العصابات هناك، وبدأت الشكوك حول صلة الجونجيد بالسلطة، خاصة بعد ارتكابها أفظع الجرائم في دارفور من اغتصاب وسرقة وتعذيب وقتل، وساندتها لمحاربة الحركات المسلحة المعادية للنظام وأهمها "الحركة الشعبية لتحرير السودان". وترأس الجنجويد موسى هلال، منذ عام 2003، وارتكب أفظع الجرائم، حتى فرض عليه مجلس الأمن المنع من السفر في 2006 وتجميد أمواله بسبب عرقلته عملية السلام في دارفور. وبسبب هذه الجرائم الشنيعة، اختفت الجنجويد لفترة، وعادت من جديد في عام 2014، تحت اسم "قوات التدخل السريع" تحت رعاية السلطة الحاكمة وانضمت للقوات الأمنية، ومدتها السلطة بالسلاح والأموال، وغيرت قيادتها، وتولى الفريق محمد حمدان حميدتي ما سمي حديثاً بقوات التدخل السريع. جرائم شنيعة اتُهمت الجنجويد بالعديد من الجرائم المختلفة داخل وخارج دارفور، إذ أعلن آخر تقرير للأمم المتحدة، أن مجموعة الجنجويد أكثر جماعة مسلحة ارتكبت انتهاكات حرب في السودان بين عامي 2016 و2017 تحت قيادة "حميدتي". ومن أبرز هذه الجرائم المتورطة فيها ميليشيات الجنجويد تحت قيادة حميدتي هي قتل 24 شخصا وإصابة 60 آخرين على الأقل أثناء انتفاضة سبتمبر، وتشير أعداد أخرى أن القتلى وصلوا إلى 200، وكانوا محتجين على قرار الحكومة برفع دعم الوقود، وتورط حميدتي أيضا في قتل مواطنين أبرياء احتموا من قوات الدعم السريع في مبنى مركز اليوناميد، وأطلقوا عليهم الرصاص وأحرقوهم بالنيران. وبسبب الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين وتورطها بجرائم حرب أدت إلى إحالة ملف دارفور إلى محكمة الجنايات الدولية، وإصدار أمر توقيف بحق الرئيس السوداني كسابقة دولية لم تحصل من قبل، وهي اتهام رئيس من قبل محكمة دولية. وهذه الجرائم جعلت المجتمع الدولي رفضا هذه القوات حتى بعد أن قنن عمر البشير الرئيس السوداني المخلوع أوضاعهم، ما جعل مجلس الأمن يضع العديد من التوصيات في تقاريره بضرورة حل هذه الميليشيات.