مهنى: الاحتلام فى النوم أثناء الصوم لا يفسده وإذا استيقظ لا بد أن يغتسل حتى يصلى.. الباقى: الاحتلام خارج عن إرادة البشر والإنسان بشكل عام لا يسأل عما يفوق قدرته أكدت دار الإفتاء أن الصيام عبادة من العبادات التى اختص الله تعالى نفسه بمعرفة ثواب الصائم دون غيره، والإنسان يعتريه النسيان والخطأ والنوم، والله سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم، ومن رحمة الله تعالى بخلقه أن رفع عنهم إثم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، وبين سيدنا "رسول الله"- صلى الله عليه وسلم- أن القلم يرفع عن النائم فى حديثه الشريف: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ الصَّبِى حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ». من هذا نبين أن النائم مرفوع عنه القلم فلا يؤاخذ بما يفعله في أثناء نومه، والصائم الذى احتلم في أثناء صومه فى نهار رمضان لا إثم عليه ولا قضاء عليه. وأضافت الإفتاء فى فتواها، أن الاحتلام فى النوم في أثناء الصوم لا يفسده، وكل ما على الإنسان إذا استيقظ أن يغتسل حتى يصلى، ولو أخَّر الاغتسال حتى أذَّن المغرب من هذا نبين أن النائم مرفوع عنه القلم فلا يؤاخذ بما يفعله في أثناء نومه، والصائم الذى احتلم في أثناء صومه فى نهار رمضان لا إثم عليه ولا قضاء عليه. وأضافت الإفتاء فى فتواها، أن الاحتلام فى النوم في أثناء الصوم لا يفسده، وكل ما على الإنسان إذا استيقظ أن يغتسل حتى يصلى، ولو أخَّر الاغتسال حتى أذَّن المغرب فصومه صحيح أيضًا، والمبادرة إلى الغسل أولى وأحوط. وعن رأي مؤسسة الأزهر الشريف عن موقف الاحتلام فى نهار رمضان، أكد مركز الأزهر للفتوى ردا على سؤال«التحرير» بشأن حكم الاحتلام فى رمضان، بأنه إذا احتلم الرجل أو المرأة في نهار رمضان، بدون فعل شيء محرم، فالصوم صحيح بالإجماع، ويجب عليه الغسل، كما جاء فالحديث عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله: "ثلاث لا يفطرن الصائم: الحجامة، والقيء، والاحتلام"، ومن احتلم ليلا، ثم أصبح صائما، فصومه صحيح، ولا قضاء عليه عند الجمهور. ولاستبيان موقف علماء الأزهر من حكم صيام المحتلم، أكد الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، أن الاحتلام خارج عن قدرة الإنسان، وبالتالى عندما يحتلم الصائم فلا حرج عليه، وصيامه صحيح شرعا بإجماع الآراء والأدلة الشرعية، وذلك لأنه لا دخل له فى الاحتلام. وأضاف محمود مهنى ل«التحرير»، أنه يتعين على الصائم عندما يحتلم أن يكمل صيامه ولا شيء فيه، وعليه أن يبادر بالاغتسال فور استيقاظه من النوم، ليس حفاظا على صيامه لأنه فى الأساس صحيح، ولكن حتى يتمكن من أداء فريضة الصلاة. وتابع: الاحتلام ليس من مبطلات الصيام، ومن مبطلاته مَنْ أَكَل أو شَرِب متعمدًا في نهار رمضان أفطر بإجماع العلماء، وعليه قضاء يوم فقط في بعض المذاهب، وهو المفتى به، والجميع متفق على أن من أكل أو شرب عامدًا في نهار رمضان مذنب وآثم لانتهاك حرمة الصوم، وكذلك الجماع عمدا نهار رمضان والحيض والنفاس. ومن جهته أكد الشيخ على عبد الباقى، الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية، أن الأصل فى الحكم على الأمور هو توافر القدرة من عدمها، بمعنى أن الاحتلام خارج عن إرادة البشر، وبالتالى وفقا للشريعة الإسلامية فالإنسان بشكل عام لا يسأل عما يفوق قدرته، وفى هذه الحالة فالاحتلام لا يفسد الصيام، وذلك لأن الشخص لا يستطيع أن يسيطر على نفسه في أثناء الصوم، وبالتالى فصيام المحتلم مقبول ولا حرج فيه. وأضاف على عبد الباقى ل«التحرير»، أنه يتعين فى هذه الحالة عندما يستيقظ من النوم أن يغتسل ويكمل صيامه ولا حرج فى ذلك، مؤكدا أن الإباحة والقبول جاءت نتيجة لأن الاحتلام ليس خاضعا لإرادة الصائم، أما كل ما يفعل الصائم بإرادته لكى يفسد صيامه، ففى هذه الحالة فصيامه غير مقبول ويعد فاطرا وليس بصائم. يعرف الاحتلام لغة بأنه رؤيا الجماع في المنام، وهو أيضاً دلالة على الإدراك والبلوغ. أمّا اصطلاحاً كما عرّفه الفقهاء فهو ما يراه النائم من جماع، فيسبب في الغالب نزولاً للمني أو المذي، وهو وجه من أوجه الجنابة. وقد ورد ذكر الاحتلام في القرآن الكريم، وعده الله تعالى علامة من علامات الوعي والرّشد التي يصل إليها الطفل فيصبح راشداً، قال تعالى في كتابه العزيز: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).