تشهد الدنمارك انتخابات برلمانية خلال الفترة المقبلة، الانتخابات التي عادة ما تمر مرور الكرام، اكتسبت هذه المرة أهمية خاصة نظرا لترشح حزب يميني متطرف للمرة الأولى يخوض حزب يميني متطرف في الدنمارك، طالب بترحيل 700 ألف مسلم من البلاد، واتهم رئيسه بتدنيس القرآن، بخوض الانتخابات البرلمانية للمرة الأولى، حيث سيظهر اسم حزب "سترام كورس" الذي يعني "النهج المتشدد" ويطالب بالحفاظ على "النقاء العرقي" للمجتمع الدنماركي، على استمارة الاقتراع لأول مرة في الانتخابات التي من المقرر الدعوة لعقدها في غضون أيام، بعد أن تمكن من الحصول على 20 ألف توقيع من الناخبين المؤيدين له، واجتياز عتبة دعم الناخبين اللازمة للترشح في الانتخابات. وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن هناك مخاوف من أن يتمكن الحزب الذي يواجه رئيسه راسموس بالودان، تهما بالعنصرية، من الفوز بمقاعد في البرلمان. وبموجب القانون الدنماركي يجب إجراء انتخابات وطنية قبل 17 يونيو المقبل، ومن المتوقع أن يطلق رئيس الوزراء لارس لوكه راسموسن، حملته الانتخابية في بداية وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن هناك مخاوف من أن يتمكن الحزب الذي يواجه رئيسه راسموس بالودان، تهما بالعنصرية، من الفوز بمقاعد في البرلمان. وبموجب القانون الدنماركي يجب إجراء انتخابات وطنية قبل 17 يونيو المقبل، ومن المتوقع أن يطلق رئيس الوزراء لارس لوكه راسموسن، حملته الانتخابية في بداية هذا الأسبوع. وساهمت شهرة مقاطع الفيديو الخاصة ببالودان على موقع "يوتيوب"، بالإضافة إلى مظهره الغريب، وتصرفاته المثيرة للجدل، في كسب شعبية بين الشباب والمراهقين. وساهم الدور الرئيسي الذي لعبه حزب "سترام كورس" في إثارة أعمال الشغب التي اندلعت في عيد الفصح في حي "نوربرو" المتنوع عرقيا بالعاصمة كوبنهاجن، في زيادة شعبية الحزب. وقام بلودان، الذي اعتاد على إثارة الاضطرابات بانتظام من خلال مظاهرات مناهضة للإسلام في مناطق في العاصمة الدنماركية حيث تعيش أعداد كبيرة من المسلمين، بإلقاء كتاب في الهواء زعم أنه القرآن الكريم، وتركه يسقط على الأرض. ويُمنع المحامي اليميني حاليا من التعليق على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عقب نشر تدوينات عنصرية، كما أنه أدين في أبريل الماضي بعد تصريحات عنصرية حول الأفارقة في مقطع فيديو. ودفعت المخاوف من حصول "سترام كورس" على موطئ قدم في السياسة الدنماركية، زعيم الحزب الاجتماعي الليبرالي مورتن أوسترجارد، إلى دعوة الأحزاب الرئيسية باستبعاد الحزب اليميني من المشاركة في أي حكومة ائتلافية في المستقبل. وأوضح أوسترجارد "نحن بحاجة إلى الإشارة إلى أن هناك فرقا بيننا وبين أولئك الذين يريدون القضاء على جماعات معينة بناءً على معتقداتهم أو عرقهم"، كما "يجب أن يكون هناك شيء يسمى الصواب والخطأ في المجتمع الدنماركي". بالودان «محامي الحريات».. أحرق القرآن أمام المسلمين ومن أجل أن يحظى بتمثيل في البرلمان، يجب على الحزب الآن إما تجاوز عتبة 2% من الأصوات في الانتخابات، أو الحصول على مقعد في أي مقاطعة، وتشير استطلاعات الرأي الآن إلى أن "سترام كورس" سيحصل على 2.2% من الأصوات. ويدير حزب "فينستر" صاحب التوجه اليميني الوسطي حكومة أقلية منذ عام 2015 بدعم من حزب الشعب الدنماركي اليميني المتطرف إلى جانب التحالف الليبرالي وحزب الشعب المحافظ. لكن أوسترجارد قال إن هناك فرقا عميقا بين حزب الشعب الدنماركي المناهض للهجرة و"سترام كورس" الذي يروج لفكرة نقاء "العرق الدنماركي" وضرورة ترحيل جميع المسلمين. وأضاف أوسترجارد: "الأمر لا يتعلق بهم، بل يتعلق بي وبأفكاري كسياسي"، مؤكدا "لا أريد إضفاء الشرعية على الأشخاص الذين يريدون طرد المواطنين الدنماركيين من بلادهم بسبب معتقداتهم الدينية، لا أريد منحهم الشرعية من خلال العمل معهم". وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه على الرغم من حالة الجدل التي تشهدها الدنمارك بسبب خوض "سترام كورس" الانتخابات، يبدو أن بعض الأحزاب السياسية تخشى أن يتكرر ما حدث في السويد. «بيغيدا».. حركة تهاجم مساجد المسلمين في أوروبا حيث تم إقصاء حزب "الديمقراطيون السويديون" اليميني المتطرف، من محادثات الائتلاف، مما أدى إلى استمرار المفاوضات الحزبية لنحو 133 يوما، وتشكيل حكومة أقلية غير مستقرة. حيث قال بريت باجر الناطق باسم رئيس الوزراء الدنماركي، عندما سئل عن موقف راسموسن، من مشاركة حزب "سترام كورز" في الحكومة، "لا أستبعد هذا الأمر". وأضاف في تصريحات لصحيفة "بوليتيكن" الدنماركية "لارس لوكه لن يتخذ موقفا إلا بعد معرفة النتيجة النهائية للانتخابات"، مؤكدا "لن نتخذ موقفا الآن". في السياق نفسه، أشار سورين باب بولسن وزير العدل وزعيم حزب الشعب المحافظ، إلى أنه سيكون من الخطأ تجاهل الحزب الجديد في الساحة، رغم أنه أصر على أنه لا يرى أي مجالات محتملة للتعاون معه. وذكر البروفيسور رون ستوباجر، الأستاذ في قسم العلوم السياسية بجامعة "آرهوس"، إنه "يجب على سترام كورس الترشح في جميع الدوائر الانتخابية الدنماركية العشر للحصول على تمثيل في البرلمان". طالبان المستفيد الأكبر.. أشهر حوادث حرق المصاحف وأضاف أن "أحد مرشحي الحزب، هو فنان حداثي، يصنع فنه من خلال التبول في الأماكن العامة، وأدين في السابق بالتبول أمام الجمهور لأن المحكمة لم تر فنا فيما يقوم به"، وأشار إلى أن "العديد من مرشحي الحزب من هذا النوع، وسوف يحسب ذلك ضدهم بالتأكيد". وأكمل ستوباجر إن بالودان يمثل "نوعا مختلفا من المخلوقات الغريبة في سيرك السياسة الدنماركية"، مضيفا أنه "سيكون عليه التنافس ضد حزب الشعب الدنماركي واليمين الجديد الذين لديهم أجندات مناهضة للمهاجرين بالفعل". إلا أن البروفيسور الدنماركي، أكد أن "حزبي الشعب الدنماركي، واليمين الجديد، لن يكونا قادرين على مجاراة بالودان في مطالبه بالترحيل القسري للمسلمين". وقال "ما سيكون مثيرًا للاهتمام حقا هو معرفة رد فعلهم، حيث سيكون عليهم التأكيد على أن المسلمين ليسوا جميعا مجرمين، وسيكون هذا شيئا جديدا منهم".