قضى محمد ليلته في غرفته ولم يدر أحد كيف مرت تلك الساعات.. وفي الصباح الباكر استيقظ وامتثل لقواعد الفندق لكنه فجأة وبدون أي مقدمات، قرر أن يقطع حالة الملل والترقب بشكل غريب صباح "القيامة" لم يكن عيدا في سريلانكا، حيث هزت 8 انفجارات العاصمة كولومبو ومدينتين في الجزيرة السياحية الشهيرة بجنوب آسيا، أمس، مستهدفة كنائس وفنادق خلفت نحو 290 قتيلا وأكثر من 500 جريح، وفيما لم تعرف الدوافع الحقيقية للمنفذين حتى الآن، أكد خيير في الطب الشرعي بالحكومة، أن 7 انتحارين تفذوا الهجمات الست المتزامنة، التي استهدفت 3 كنائس و3 فنادق داخل وحول العاصمة، بحسب تحليل الجثث التي جمعت من مواقع الهجمات، ولا يزال تفجيران، وقعا بعد ساعات في دار ضيافة ومكان قريب من جسر في ضواحي كولومبو، قيد التحقيق، ما يفتح الباب أمام روايات عن المفجرين ولحظاتهم الأخيرة. مساء يوم السبت، وصل إلى فندق سينامون جراند المصنف 5 نجوم في كولومبو، والقريب من منزل رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكرمسينج، شاب في العشرينيات من عمره، وقدم نفسه في استمارة البيانات الخاصة بطلبات الحجز بالفندق، على أنه رجل أعمال واسمه محمد عزام محمد، سريلانكي الجنسية. لم يستشعر أحد أي شيء مريب، الأمور مساء يوم السبت، وصل إلى فندق سينامون جراند المصنف 5 نجوم في كولومبو، والقريب من منزل رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكرمسينج، شاب في العشرينيات من عمره، وقدم نفسه في استمارة البيانات الخاصة بطلبات الحجز بالفندق، على أنه رجل أعمال واسمه محمد عزام محمد، سريلانكي الجنسية. لم يستشعر أحد أي شيء مريب، الأمور طبيعية كالعادة في هذا البلد الذي يقصده الآلاف من مختلف الجنسيات للتمتع بشواطئه ومعالمه السياحية، بل أن الوضع كان أكثر اطمئنانا.. مواطن عادي يحمل بطاقة هوية رسمية، أتى إلى الفندق كغيره، ليقيم ليلة أو بضع ليال. قضى "محمد"، ليلته في غرفته، ولم يدر أحد كيف مرت تلك الساعات داخل هذه الغرفة دونا عن باقي جنابات الفندق، وفي الصباح الباكر استيقظ الشاب، وامتثل للنظام المحدد من الإدارة، إذ وقف في طابور خلف بعض النزلاء، حاملا طبقا في يسراه، أمام بوفيه مطعم "تابوربان"، حيث مجموعة متنوعة من الأطعمة الخفيفة المخصصة للفطور. تحرك الصف، "محمد" أصبح في المقدمة والجميع خلفه، بدأ يختار الطعام ويضعه في طبقه قطعا ويغرف ما يطيب له، خطواته كانت تبدو متعثرة، هل هو حائر في اختيار ما يناسبه؟ أم يتلكأ المشي؟ البعض بدأ يتململ خلفه.. ماذا يتنظر هذا الشاب؟! فجأة وبدون أي مقدمات، قرر "محمد" أن يقطع حالة الملل والترقب خلفه، وينهي هذه الرحلة الطويلة على مائدة الإفطار، بشكل غريب، إذ ألقى الطبق من يده بطريقة غير مفهومة أسبابها، قبل أن يضغط على صاعق أخرجه من ملابسه، وبث من خلاله ومضة إلى عبوات ناسفة كانت مثبتة على ظهره، لتنفجر في نزلاء معظمهم أجانب. «نمور التاميل» كلمة السر وراء تاريخ سريلانكا الدموي أراد الانتحاري في خطته، أن يقتل أكبر عدد ممكن من السياح، إلا أن محاولته فشلت، ويبدو أن المتفجرات التي لغم بها جسده لم تنفجر كلها، إذ أسفرت العملية عن مقتل 3 أشخاص فقط بينهم مدير أحد أقسام الفندق ورابعهم "محمد" الذي فجر نفسه ولم يتمزق كامل جسده إلى أشلاء إذ بدى جزءا منه واضحا، بخلاف عدد محدود من الجرحى. التحقيقات الأولية، في الكارثة التي ضربت سريلانكا، كشفت أن محمد عزام محمد، لم يكن الاسم الحقيقي لمنفذ الهجوم الانتحاري، وأنه ليس رجل أعمال، والعنوان الذي سجله في استمارة الفندق لم يكن عنوانه، لكن المحققين توصلوا إلى أن الشيء الوحيد الذي وجدوه حقيقا في الاستمارة، هو أنه سريلانكي الجنسية، لكن لا يزال مجهول الهوية كباقي زملائه الستة، بحسب روايات وسيناريو نقلته "العربية" عن الصحف السريلانكية الناطقة بالإنجليزية. تفجيرات سريلانكا.. نتيجة متوقعة لتجاهل المصالحة واستهدفت التفجيرات الثمانية، ضريح القديس أنتوني في مدينة كوتشيكادي، كنيسة القديس سيباستيان بمدينة نيجومبو، كنيسة صهيون في مدينة باتيكالو، فنادق "سينامون جراند" و"شانجري" و"كينجسبيري" بالعاصمة كولومبو، حديقة حيوان "دهيوالا" في جبل لافينيا، منزل في حدائق ماهاويلا بمدينة ديماتاجودا. ووقع انفجار جديد اليوم الإثنين، قرب كنيسة في العاصمة كولومبو، استهدفت بالأمس، في أثناء محاولة الشرطة إبطال مفعولها بعد أن عثرت عليها داخل سيارة مشبوهة حسب ما أكده شهود ل"رويترز". وفي وقت سابق اليوم، أعلن متحدث باسم شرطة سريلانكا، العثور على 87 جهاز تفجير قنابل في موقف الحافلات الرئيسي في كولومبو، حيث تواصل قوات الأمن عمليات تفتيش في أنحاء البلاد للتوصل للمسؤولين عن الهجمات، والبحث عن أي متفجرات أخرى. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات، التي وصفتها سريلانكا بأنها إرهابية، وأكد المتحدث باسم الحكومة راجيثا سيناراتني، اليوم، أن الحكومة على قناعة تامة بأن جماعة التوحيد الوطني هي التي نفذت الهجمات الانتحارية، قائلا: "لا نعتقد أن هذه الهجمات نفذتها مجموعة من الأشخاص الموجودين في البلاد، هناك شبكة دولية لم يكن من الممكن دون مساعدتها أن تنجح مثل هذه الهجمات". الشرطة حذرت قبلها.. ماذا حدث في تفجيرات سريلانكا؟ وتضم سريلانكا، ذات الغالبية البوذية، أقلية كاثوليكية من 1.2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره نحو 21 مليون نسمة، ويشكل البوذيون 70% من سكان سريلانكا، و12% هندوس، و10% مسلمين، و7% مسيحيين. Sri Lanka'da üç otel ve üç kilisede patlama meydana geldi. Patlamalar nedeniyle 138 ki?i hayat?n? kaybederken, 400 ki?i de yaraland?. #SriLanka https://t.co/UGGTQNFJer pic.twitter.com/h0dW17JAWw — ?stiklal.com.tr (@gazeteistiklal) April 21, 2019