يعد "الحيتان" موقعًا استثنائيًا لدراسة الحياة القديمة لكونه شاهدًا على مراحل تغيرات الحياة على مدار 40 مليون عام إذ كان قاع محيط "تيثي" الضخم بشمال إفريقيًا قديمًا جبال عالية، ورمال صفراء مثل الأمواج تحتوي على ملايين الكنوز من الحفريات المختلفة، وعدد لا حصر له من الأصداف الصغيرة تغطي الأرض، عشرات من هياكل الحيتان، وعروس البحر، والقروش، لوحة فنية ولكنها كآلة الزمن تنقلك إلى زمن بعيد منذ ملايين السنين، لتُشاهد رحلة تحوّل محيط "تيثي" إلى صحراء وجبال. ليس فقط هذا ما يميز "وادي الحيتان" ويجذب السياح إليه لكن أيضًا مغامرات صعود الجبال المحيطة به والاستمتاع بحفلات الشواء، والأروع من ذلك مشاهدة ملايين النجوم والمجرات التي تُرى بوضوح بالعين المجردة في المحمية، وكأنك جالس في السماء بين النجوم. يقع وادي "الحيتان" في "وادي الريان" الذي يغطي مساحة 1759 كيلو مترًا بالفيوم، ويضم 10 هياكل كاملة لحيتان كانت تعيش في تلك المنطقة قبل 40 مليون عام عندما كانت قاع محيط يسمى "تيثي"، إذ كانت جزءا من محيط كبير بشمال إفريقيا قديمًا، وصُنفت منطقة تراث عالمي عام 2005 واختارتها اليونسكو من أفضل مناطق التراث يقع وادي "الحيتان" في "وادي الريان" الذي يغطي مساحة 1759 كيلو مترًا بالفيوم، ويضم 10 هياكل كاملة لحيتان كانت تعيش في تلك المنطقة قبل 40 مليون عام عندما كانت قاع محيط يسمى "تيثي"، إذ كانت جزءا من محيط كبير بشمال إفريقيا قديمًا، وصُنفت منطقة تراث عالمي عام 2005 واختارتها اليونسكو من أفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان. يرجع بداية اكتشاف حفريات وادي الحيتان إلى عام 1902 وكان أول من اكتشفها العالم "بيد تل" من خلال المسح الجيولوجي في مصر، إذ عُثر على حفريات حوت "الباسيلوسورس إيزيس" ويصل طوله إلى 18 مترًا، وحوت "الدوريودون اثروكس" وهو أقل حجمًا وأكثر شراسة، وقد تم تصنيفهما أنواعا جديدة للحيتان في متحف التاريخ الطبيعي بلندن عام 1903. وفي عام 1989 ، كان يعمل فريق في الوداي واكتشفوا أول عينات مائية لهيكل الحوت "الباسيلوسورس" و"الدوريودون أثروكس" التي كانت ذات أرجل وأقدام صغيرة، ثم تم اكتشاف حفريات حوت آخر قديم يبلغ طوله 5 أمتار عام 1996 وسمي بحوت "اتشيرنوس سيمونس". أمّا في عام 2006 فقد عُثر على أول حفرية من الثدييات البحرية وهي من أجداد الفيل وتسمى "بيراثيرم"، ليأتي عام 2007 ويقرر العلماء تسمية الحوت الذي بلغ طوله 10 أمتار باسم "ماسوا سيتسي ماركجريف"، وحينها رسمت البعثة خرائط لمواقع أكثر من 400 حوتًا، و90 نوعًا من أسماك القرش والجيتار، و60 نوعًا من اللافقاريات، ونوعان من عرائس البحر، وعجل البحر في الوادي. وأكد العلماء أنّ "الحيتان" موقع استثنائي لدراسة الحياة القديمة، بسبب وجود عدد ضخم من الحفريات عالية الجودة، يزيد عددها عن 400 حفرية للهياكل العظمية للحيتان، بالإضافة إلى حفريات عروس البحر، وأسماك القرش، وأحياء بحرية أخرى، والتي تُصور نشاط هذه الكائنات التي عاشت منذ أكثر من 40 مليون عام، وأسلوب حياتها، ومراحل تطورها عبر الزمن. ويُعد "الحيتان" هو الأكثر عددًا وتركيزًا وجودة للحفريات مقارنةً بباقي المواقع حول العالم، كما أنّه بيئة طبيعية للحيوانات المُهددة بالانقراض مثل الغزال الأبيض، والغزال المصري، وثعلب الفنك، وثعلب الرمل، والذئب، والطيور المهاجرة النادرة مثل صقر شاهين، وصقر الغزال، والصقر الحر، والعُقاب، والنساري، والبط، والسمان، كما يضم نباتات برية مثل الأتل، والرطريط الأبيض، والعاقول، والسمار، والغاب، والبوص، والغردق، والحلفا، وغيرها. ومن أبرز حفريات وادي الحيتان أيضًا، شجرة "تيريدوليتس" التي يبلغ طولها 18 مترًا، ولكن بعض ديدان "التريدو" وهي عبارة عن نوع من المحاريات البحرية اسطوانية الشكل وصدفية التكوين، أحدثت بالشجرة التي غرقت وجرفت إلى الشاطئ منذ مدة تتراوح بين 40 إلى 42 مليون عام في عصر الأيوسين الأوسط. وبسبب إقبال السياح من جميع أنحاء العالم، مهدّت إدارة البيئة مدقات وطريق ترابي بطول 38 كيلو مترًا، وأعدت اللوحات الإرشادية اللازمة للطريق، بالإضافة إلى توفير دورات مياه وكافتيريا تعرض مُنتجات تُعبر عن الوادي مثل الفخار. وفي 14 يناير 2016، تم افتتاح متحف الحفريات وتغير المناخ بوادي الحيتان، وهو الأول من نوعه على مستوى العالم، لأنّه يضم مقتنيات نادرة من الحفريات التي يعود تاريخها إلى ملايين السنين، ويُساهم في الترويج للسياحة البيئية، ويُعرض بداخله حوت "الباسيلو سورس أيزيس" وهو أضخم حوت متحجر، ويظهر للمرة الأولى الأطراف الخلفية "الأرجل" للحوت، والتي تُدل على أنّ الحيتان كانت كائنات أرضية تعيش على اليابسة، وتطورت بمرور الزمن إلى كائنات بحرية تعيش في مياه البحار والمحيطات.