ناقد رياضي مشهد الخطيب وهو جالس في مقصورة استاد بتروسبورت يتابع مباراة الأهلي والمقاصة بقلق وتوتر ثم اللقطة العبقرية التي التقطها مخرج المباراة وهو يقبل يده تعبيرًا عن الحمد والشكر لله؛ أنْ وفّق المهاجم المغربي أزارو في إحراز هدف فريقه في مرمي المقاصة، هو مشهد معبر وكاشف عن الحالة المزرية والضعيفة والهشة التي عليها فريق الأهلي. حيث بات إحراز هدف في مرمي فريق يحتل المركز السادس في جدول الدوري إنجازا عظيما ونعمة كبيرة وحدثا جللا! مشهد الخطيب وهو جالس في مقصورة استاد بتروسبورت يتابع مباراة الأهلي والمقاصة بقلق وتوتر ثم اللقطة العبقرية التي التقطها مخرج المباراة وهو يقبل يده تعبيرًا عن الحمد والشكر لله؛ أنْ وفّق المهاجم المغربي أزارو في إحراز هدف فريقه في مرمي المقاصة، هو مشهد معبر وكاشف عن الحالة المزرية والضعيفة والهشة التي عليها فريق الأهلي. حيث بات إحراز هدف في مرمي فريق يحتل المركز السادس في جدول الدوري إنجازا عظيما ونعمة كبيرة وحدثا جللا! من منكم كان يتصور أن فريق الأهلي؛ وحش إفريقيا وأسد ملاعبها الشجاع وبطل القرن والحاصل على أكبر عدد من البطولات القارية وصاحب الصيت والسمعة المرعبة، سيُهزم هزيمة مذلة ومهينة كرويا ويخسر بخمسة أهداف نظيفة أمام فريق صن داونز الجنوب إفريقي في مباراة كان بطلها محمد الشناوي حارس المرمى مما يعني أن من منكم كان يتصور أن فريق الأهلي؛ وحش إفريقيا وأسد ملاعبها الشجاع وبطل القرن والحاصل على أكبر عدد من البطولات القارية وصاحب الصيت والسمعة المرعبة، سيُهزم هزيمة مذلة ومهينة كرويا ويخسر بخمسة أهداف نظيفة أمام فريق صن داونز الجنوب إفريقي في مباراة كان بطلها محمد الشناوي حارس المرمى مما يعني أن الهزيمة كان يمكن أن تزيد لسبعة أو ثمانية أهداف؟!.. يا ستار! من منكم كان (يهلوس) ولو في كابوس مزعج بأن عارًا كرويًّا سيلحق بالنادي الأهلي والجالس على كرسي رئاسته محمود الخطيب أسطورة الكرة المصرية؟ أليس هو أعظم لاعب كرة في تاريخ النادي وأيقونة الفن والموهبة؟! أليس هو عبقري اللعبة وملهم أشبالها وأستاذها الذي يفهم ما لا يفهمه الآخرون؟ كيف تذل الكرة في عهده بخمسة أهداف لم يتلقها مرمى الأهلي بإفريقيا طوال تاريخه؟ عن نفسي كنت أتصور وأتخيل وأعتقد وأظن أن الأهلي سيشهد أياما غير سعيدة وحالكة الصعوبة في عهد الأسطورة، وهو كلام مكتوب ومسجل، ولكن ليس هذا أوان استرجاعه، حتى لا يأخذنا عن الحدث الجلل الذي نحن بصدد معرفة أسبابه، حتى نفهم حجم الأزمة التي يمر بها الأهلي والحفرة (الغويطة) التي وقع فيها النادي، وأن القصة أكبر من تخاذل لاعبين أو غباء مدرب في إدارة مباراة أو ظرف استثنائي أوقع الهزيمة الثقيلة، وحتى نفهم تعالوا ننظر كيف تعامل إعلام الأهلي الرسمي مع الكارثة الكروية والرسائل التي بعثها للجمهور لطمأنته، حيث اختصر كل ما حدث في أن الخطيب غاضب وأنه اجتمع مع اللاعبين وخرج ثائرا غاضبا، وبات الخبر الأبرز في اليوم الثاني لوصول البعثة أن الخطيب ترك اجتماع اللاعبين غاضبا، لتتحول أنظار الرأي العام من انتظار نتيجة التحقيقات التي أجراها رئيس النادي في الكارثة الكروية، إلى البحث عن سر غضب الأسطورة، وكيف نداوي الألم الشديد الذي لحق به من جراء الخسارة. ولم تتوقف مهزلة تعامل إدارة الأهلي مع الأزمة عند هذه المعالجة الساذجة بل خرج بيان رسمي عن الاجتماع جاءت جميع عباراته إنشائية من "زمن الحنجورية" لم يخرج عن أن الأسطورة تحدث بغضب وثورة وعنَّف اللاعبين والجهاز الفني والإداري وكانت العبارة الأشد في القول هي أن الخطيب أبلغهم بأن سمعة الأهلي "خط أحمر" لن يتهاون فيها، وهي جملة مفزعة ويفهم منها أن الهزيمة بالخمسة لم تكن تحطيما وتهشيما لكل الخطوط الحمراء. ولم تكتف إدارة الأهلي أو تتوقف عن العبث بعقول جماهيرها عند هذا الحد بل أصدر الكابتن سيد عبد الحفيظ بيانا عن نفسه والجهاز الفني واللاعبين، أول كلمة فيه: نحن نقدر غضب كابتن محمود الخطيب ونعتذر إليه ومن بعده جماهير الأهلي. وأفهم من هذا الخطاب أن مشكلة إدارة الأهلي ومجلسه ليست في الهزيمة المذلة التي ستبقى لاصقة على أجسادهم مثلما تلتصق (الساعات) في أيديهم.. المشكلة هي الدفاع عن الأسطورة وحمايته من غضب الجماهير وإبعاده عن سهام النقد أو المساءلة عن تلك الفضيحة الكروية. ولكن مهما حاولوا إخفاء الحقيقة فإن الكارثة أكبر وأعظم في الكرة والسلة واليد وبات الجميع يعلم أن الخطيب هو المتهم الأول في الانهيار الذي عليه الفرق الرياضية، وأن إمكانياته الإدارية أضعف من أن تؤهله لقيادة ناد كبير مثل الأهلي، ولكنها إرادة الناس التي علينا أن نحترمها ونحافظ عليها حتى آخر يوم في ولايته. فقط علينا أن نعلم أن الأسوأ لم يأت بعدُ. وهنا سيخرج بعض المدافعين ومنهم (الإعلامي الجرثومة) الذي كان يثور ويهيج على إدارة الأهلي السابقة في هزيمة بهدفين ويطالب برحيلها بينما هو الآن يرحب بالخمسة طالما جاء بها الأسطورة، سيخرجون ويقولون وما ذنب الخطيب فالرجل تعاقد مع لاعبين بما يقرب من 300 مليون في الانتقالات الشتوية ويصرف ببذخ على اللاعبين الذين وصلت عقود بعضهم إلى 12 مليون جنيه في السنة وتعاقد مع جهاز فني أجنبي يظن أنه جيد فأين مشكلته؟ أنا سأقول لكم أين مشكلته. رفع الخطيب ومجلسه شعارين كبيرين إبان الحملة الانتخابية؛ الأول أنهم يحملون لواء عودة قيم ومبادئ الأهلي (والتي أهدرت على يد السابقين لأنهم لم يكونوا يقدرون قيمة الساعات الروليكس)، والثاني عودة روح الفانلة الحمراء إشارة إلى عودة فريق الكرة إلى البطولات (وكان الأهلي وقتها أقوى فريق في مصر وخرج من نهائي إفريقيا بصعوبة وفاز بالدوري قبل نهايته بسبعة أسابيع) والشعاران رغم أنهما لم يكن لهما أصل فإن الحملة الإعلامية استقرت بهما في أذهان الجماهير إلا أن ما حدث كان صادما ومفزعا ومفجعا لدى الرأي العام. أولا فيما يخص بند المبادئ والقيم، فالأسطورة وجّه إلى الأهلي وقيمه ومبادئه ضربة قاسية كسرت كل الحواجز عندما قرر بعد شهر من نجاحه إهداء رئاسة الأهلي الشرفية لتركي آل الشيخ المسئول والمستثمر السعودي الذي سانده في الحملة الانتخابية وموله بمبالغ مالية ومنحه دعما لوجيستيا ومعنويا غير محدود (سيأتي الحديث عنه في حينه) ثم زاد على ذلك وأشرك تركي في إدارة الكرة في سابقة ضربت عمود الاستقلالية المبني عليه فريق الكرة، حيث كان المستثمر السعودي يجتمع مع اللاعبين في غرفة الكرة ويحاضر فيهم، وجدد لعبد الله السعيد وأحمد فتحي، وتعاقد مع صلاح محسن وتفاوض مع آخرين، وصرف مكافآت سخية للاعبين والأجهزة الفنية، وكل هذا والخطيب يجلس إلى جواره كرجل ثانٍ وتركت هذه الصورة انطباعا سلبيا لدى اللاعبين في تقديرهم للخطيب، ما زال الأهلي يدفع ثمنه حتى الآن. ثم كانت الضربة الثانية لمبادئ وقيم الأهلي التي جاء الأسطورة للدفاع عنها، عندما كشف النقاب عن تلقي مجلس الإدارة ساعات روليكس كهدايا من السيد تركي آل الشيخ الذي انقلب على الخطيب ومجلسه وأصدر بيانا يتنازل فيه عن الرئاسة الشرفية ويتهم المجلس بأنه عصابة وأنه دعم النادي بمبلغ 260 مليون جنيه ولا يعلم أين ذهبت…، وهي الاتهامات التي لم ترد عليها إدارة الأهلي، وناور الأسطورة بالهروب من مواجهتها بالسفر للعلاج تاركا علامة لن تُمحى من ثوب مبادئ وقيم الأهلي. ثانيا: الشعار الثاني الذي رفعه الخطيب "روح الفانلة الحمراء" وهو شعار كروي تعلقت به آمال الجماهير والأعضاء وظنوا أنهم معه سيحلقون في سماء العالمية، حتى جاء عار الخمسة ليكشف حجم الكارثة التي يعيشها فريق الكرة تحت قيادة الأسطورة، وهو أمر ظهرت بوادره منذ اللحظة الأولى. فالخطيب جاء وكل تركيزه أن يمحو آثار سابقه (لن أذكر اسمه الكريم بناءً على وصيته ورغبته الملحة بأن يختفي تماما) ففي الوقت الذي قام فيه بتحطيم النصب التذكاري الذي يحمل اسم أعضاء المجلس السابق على أرض التجمع الخامس حتى يمحو إنجازهم، قام في ذات الوقت بتشتيت فريق الكرة والذي كان يتربع على قمة الدوري قبل نهايته بعدد كبير من الأسابيع، فأقال حسام البدري وأعار سبعة لاعبين للدوري السعودي. ثم كان أنْ تعاقد مع صلاح محسن لاعب إنبي مقابل 42 مليون جنيه في أكبر صفقة للاعب محلي، الأمر الذي أثار الضيق والغضب في نفوس اللاعبين، خاصة عبد الله السعيد أفضل صانع ألعاب في مصر، الذي لم يقبل عدم تقديره من الأسطورة ووقع للزمالك فاستنجد الخطيب بالمستثمر السعودي الذي أعاد اللاعب للأهلي ليتراجع الخطيب ويرفض بقاءه (مسخرة السنين). ويستمر التضارب والتخبط في إدارة الأسطورة لفريق الكرة ويستبعد سيد عبد الحفيظ من إدارة الكرة لفشله في التفاوض مع لاعبي الفريق، ويتعاقد مع المدرب كارتيرون. وخسر الأهلي بطولة إفريقيا أمام الترجي بعد خسارته في مباراة العودة بثلاثة أهداف نظيفة، وغضب الأسطورة وقتها غضبا شديدا فقرر إقاله علاء عبد الصادق وزيزو من لجنة الكرة وقطاع الناشئين ولم يفهم أشد الناس ذكاء ما علاقة الثنائي بالهزيمة وبعدها بأسبوعين يخرج الأهلي من البطولة العربية فيقيل الأسطورة المدرب الفرنسي كارتيرون ويعيد سيد عبد الحفيظ لإدارة الكرة دون أن يقول لنا: لماذا رحل؟ ولماذا عاد بعد شهرين ويتعاقد مع المدرب الأورجواياني لاسارتي؟ وفي خضم هذه الأحداث المتوالية والتي صنعتها الإدارة السيئة ينسي الخطيب تدعيم فريق الكرة في الانتقالات الصيفية ويتفوق الزمالك ويشهد الناس بفشل إدارة الأهلي أمام الزمالك فيجن جنون الأسطورة ومن حولهم فيقوم بإبرام صفقة القرن الفاشلة ويشتري اللاعب حسين الشحات بما يقرب من 6 ملايين دولار، ما يقرب من مئة مليون جنيه وهو الذي كان معروضا على الأهلي قبل عام ب10 ملايين جنيه، وهي الصفقة التي أنهت البقية الباقية من الفريق حتى وصلنا إلى كارثة الهزيمة الخماسية أمام صن داونز للأسباب المتقدمة، فأزمة الأهلي التي يريد أن يخفيها إعلامه ليست في اللاعبين، فقد جاء ب25 لاعبا، ولا في المدربين فقد غيَّر ثلاثة، ولا لجنة الكرة فقد أقيلت، الأزمة في الإدارة.. الأزمة الحقيقية في الأسطورة، فهو موهوب في لعب الكرة ولكنه بليد وفاشل في إدارتها، وهذا ليس عيبا "فكل إنسان مهيأ لما خُلق له". أقرأ ايضاً بقلم أسامة خليل: فساد الساعات الروليكس في بلدنا أشرس من وباء فيروس «c» دراع الخطيب ولسان رئيس الزمالك.. وأنا وأنت